خبر طرق الباب فجأة- يديعوت

الساعة 08:20 ص|22 سبتمبر 2013

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: إعادة إثارة قضية البنك الصيني الذي كان يحول اموالا الى منظمات ارهابية في غزة ودعوة شاهد رئيس اسرائيلي الى الادلاء بشهادته في محكمة اتحادية في نيويورك وإلا احتُجز اذا زار الولايات المتحدة - المصدر).

إن الواقعة كأنما أُخذت من فيلم توتر هوليوودي.

إن عوزي شعياه، وهو مسؤول سابق في الأذرع الاستخبارية ورجل اعمال في الحاضر، كان في الاسبوع الماضي في زيارة عمل الى واشنطن عاصمة الولايات المتحدة. إن شعياه قد يصبح شاهدا رئيسا في قضية "بنك الصين" المتهم بتحويل اموال الى منظمات ارهابية في قطاع غزة. في ذات مساء طرق باب الغرفة في فندقه في واشنطن رجلان. كان أحدهما موظفا في المحكمة والثاني محاميا. ودس الموظف في يده غلافا فيه دعوة للشهادة في المحكمة في نيويورك، في جلسة ستُعقد في آخر اسبوع من تشرين الثاني. ولم يقولا له كيف عرفا أنه موجود في الولايات المتحدة وينزل في هذا الفندق، وهل تعقبوه ومن فعل ذلك وكيف. إن الدعوة هي أمر محكمة فاذا لم يشهد فسيُعتقل في اللحظة التي يطأ فيها مرة اخرى ارض الولايات المتحدة.

إن الدعوة هي اجراء مهم في دراما قضائية وأمنية وسياسية تشارك فيها حكومة اسرائيل وحكومة الصين وجهات سياسية في واشنطن، ومحكمة اتحادية في نيويورك

وعائلات ثكلت أعزاءها في عمليات ارهابية. وقد كشفت جهات استخبارية في اسرائيل عن شبكة تمويل حماس والجهاد الاسلامي التي حولت اموالا الى قطاع غزة بواسطة حساب في البنك الصيني. وطلبوا من الصينيين أن يأمروا باغلاق الحساب. وحينما تبين أن الصينيين لا ينوون فعل ذلك، تحول الصراع الى الصعيد القانوني. وقد قدّم يكوتيئيل وشيرل فوتس، وهما يهوديان من فلوريدا قُتل ابنهما دانيال في عملية تفجيرية في تل ابيب بتشجيع من جهات اسرائيلية رسمية، دعوى على البنك الى محكمة اتحادية في نيويورك. إن زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي، اريك كانتور، هو ابن عم الأم، شيرل كانتور فوتس. ووعده ديوان رئيس الوزراء في القدس بأن تدعم اسرائيل الدعوى حتى النهاية. ونشر عدد من اعضاء مجلس النواب تصريحات تنديد شديدة اللهجة للصينيين بسبب سلوكهم في القضية.

وهدد الصينيون بالغاء زيارة رئيس الوزراء نتنياهو الى الصين. وبعد أن وُعدوا وعودا هدأت نفوسهم من القدس أتموا الزيارة لكنهم بيّنوا أنه اذا شهد عنصر اسرائيلي مفوض في المحاكمة فان ذلك سيُفسد العلاقات بصورة شديدة. وتمزق نتنياهو في القضية بين الالتزام الذي أعطاه باسمه الى كانتور والالتزام الذي أُعطي باسمه لحكومة الصين. واستقر رأيه على ألا يقرر. ففرض على مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور أن يحاول أن يجد حالا ولم يوجد الحل واعتزل عميدرور في تلك الاثناء عمله. ويوسي كوهين الذي حل محله خبير بهذه القضية جيدا منذ كان يعمل في الموساد.

نُشرت تفاصيل القضية ("العقدة الصينية"، بقلم شمعون شيفر وناحوم برنياع) في توسع في "ملحق السبت" من صحيفة "يديعوت احرونوت" في تموز هذا العام وفي تقارير وأنباء اخرى.

إن شعياه هو شاهد رئيس لأنه أجرى باسم اسرائيل الاتصالات بالصينيين محاولا أن يغلق الحساب المصرفي. وأبلغ المصرف الذي يخضع لسيطرة حكومة الصين

المحكمة أن شعياه لن يشهد. وحينما توجهت المحكمة الى وزارة القضاء في اسرائيل وطلبت توضيحات كان الجواب طلبا اسرائيليا لاعطاء مهلة دون الالتزام هنا أو هناك.

وحذّر أرباب عمل شعياه السابقون في حكومة اسرائيل، حذروه من أنه اذا شهد فقد يستعملوا اجراءات عليه. وبرغم التحذير شعر شعياه باخلاص لشأن المُدعيين اللذين طلبا مساعدة حكومة اسرائيل وتم التخلي عنهما. وكتب رسالة تُبقي مسألة شهادته مفتوحة. وإن دعوة المحكمة الاتحادية تُضيق مجال حيلته. "لماذا تفعلون بي ذلك؟"، سأل شعياه أحد محامي عائلة فوتس. وكان الجواب: "إنطبع في نفوسنا أن كل ما تريده حكومة اسرائيل هو كسب الوقت". وقد تكون فيما يلي دعوات اخرى لاسرائيليين آخرين شاركوا في القضية.

وعاد شعياه في اثناء ذلك الى اسرائيل وهو يشاور محاميه ايضا.