خبر وزير الخارجية المصري يؤكد على ضرورة مراجعة العلاقات مع اميركا

الساعة 12:28 م|21 سبتمبر 2013

القاهرة

أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اليوم السبت على"ضرورة مراجعة العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية عقب ماحدث فى دول الربيع العربي اخيرا وحل الأزمة السورية بالحوار وليس بالقوة كما تسعى لذلك بعض الاطراف الدولية.

وقال فهمي، في تصريحات صحفية آدلى قبل سفره اليوم إلى نيويورك اليوم لحضور إجتماعات الجمعية العامة للآمم المتحدة: "سألتقى على هامش اجتماعات الدورة 68 للجمعية العامة للامم المتحدة مع العديد من وزراء الخارجية فى مقدمتهم وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية فى مجلس الامن لبحث القضايا الاقليمية والدولية وكذلك وزراء خارجية الدول المؤثرة فى السياسة الدولية مثل اليابان والهند والبرازيل لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية كما سألتقى مع بان كى مون السكرتير العام للامم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الانسان وسكرتير عام منظمة الامن والتعاون فى أوروبا".

واضاف أنه سيلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للامم المتحدة يوم السبت المقبل كما يحضر اجتماعات لمجلس جامعة الدول العربية واجتماع لجنة الاتصال الخاصة بتنسيق المساعدات الدولية للشعب الفلسطينى واجتماع لجنة حركة عدم الانحياز واجتماع منظمة التعاون الاسلامى والاجتماع بشأن نزع السلاح النووى والاجتماع الوزارى لمنتدى الصين وأفريقيا.

وأضاف أنه سيحضر العديد من الفاعليات والندوات التى ينظمها عدد من مراكز الابحاث الاميركية والدولية كمجلس العلاقات الخارجية الاميركي فى نيويورك ومعهد السلام الدولى واجتماع جمعية "كونكورديا" والتى تنظم ندوة عن العلاقات المصرية - الاميركية.

وأوضح أن الوفد المرافق له يضم عددا من القيادات الشابة فى المجتمع المدنى وسوف يشارك فى العديد من الانشطة التى يحضرها الوفد المصرى ومنها الاجتماع الاخير لتوضيح ما يحدث فى مصر.

وأكد الوزير أن زيارة شباب مصر للمنظمة الدولية والمشاركة فى أنشطة الوفد المصري مهمة للغاية فأي حديث عن مستقبل مصر لابد وأن يشارك الشباب فى طرح وجهة نظرهم.

واشار الوزير الى أن الرسائل التى يحملها والكلمات التي سيلقيها فى الإجتماعات المختلفة تحمل عدة رسائل أولها شرح الأوضاع في مصر، وتصميم المصريين علي إقامة نظام ديمقراطي متحضر أساسه تطبيق خارطة الطريق، ووضع دستور يعبر عن جميع المصريين، والعمل علي استقرار البلاد وتحقيق الأمن والتصميم علي مواجهة الأعمال الإرهابية بكل حسم، والثانية أن مصر تعطي أهمية كبيرة للإستقرار الإقليمي وتحديدا في العالم العربي وأفريقيا.

وأضاف أن الرسالة الثالثة هي أن مصر تدعو إلي الديمقراطية الدولية بمعني تطبيق نفس معايير الديمقراطية علي كافة الدول ومراجعة كل ما يتعلق بالنظام الدولي ، مشيرا إلي أن مصر تولي أولوية خاصة لقضايا منها الوضع في سورية وعملية السلام في الشرق الأوسط، وقضايا عدم انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والفقر.

وأكد فهمي ضرورة حل الأزمة السورية في إطار الحوار دون اللجوء إلي العنف ومحاولة بناء دولة سورية جديدة مع الحفاظ علي الكيان السوري كوحدة واحدة، لأن أخطر ما يواجه سورية محاولة تفتيتها علي أساس إطار طائفي ما يهدد وحدة الأراضي السورية.

وأشار إلى أن "مصر تدعم الثورة السورية وتطلعات الشعب لنظام ديمقراطي مبني علي القانون والحريات وكما أدنا الممارسات السورية ندين أيضا عسكرة الأوضاع في سورية ومحاولة التعامل بالقوة أو علي أساس طائفي"، مؤكدا أن الحفاظ علي الكيان السوري أمر مهم جدا، لاستقرار الأوضاع في الدول العربية.

وتناول وزير الخارجية في تصريحاته العلاقات المصرية الأميركية، وقال إنه "لابد وأن يكون هناك مراجعة لهذه العلاقات في ضوء ماشهدته دول الربيع العربي من تطورات فيها سلبيات وإيجابيات ولابد من وجود تغيير في مصلحة الجانبين فالولايات المتحدة تحتاج إلي مصر نظرا لثقلها الإقليمي كما أن مصر تحتاج إليها لأنها دولة فاعلة فى النظام الدولي ولابد أن تتحول العلاقة من مفهوم تقديم مساعدات لمصر إلى علاقة تعمل علي تحقيق مصالح الجانبين".

ورحب فهمي بالتحرك الروسي في الأزمة السورية وطريقة معالجة أزمة السلاح الكيميائي وبالدعوة الروسية لعقد مؤتمر جنيف2 باعتباره الإطار السياسي لحل الأزمة السورية.

وتطرق الى الحديث عن زيارته الأخيرة إلي روسيا قائلا أن "أهم ما تميزت به زيارته أنها كانت غير تقليدية، فالمناقشات التي تمت مع وزير الخارجية الروسي كانت علي أساس أن هناك وضعا جديدا وفتحنا جميع الملفات سواء الإقتصادية أو السياسية والقضايا الإقليمية"موضحا أن الزيارة تركزت علي التطلع إلي المستقبل وتحديد الأفق المتاح القادم في العلاقات بين البلدين.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية القطرية، قال أن "مصر وقطر وبالرغم من كل الخلافات يحملان هوية مشتركة تجعلنا دائما نتحاور ونرى هل هناك خلل في العلاقات أو المشاكل ومدي إمكانية تصحيحها لأنهم يقولون أن ما لدي مصر تصورات خاطئة".

وأوضح أن هناك شعورا من قبل المصريين في أن قطر كانت تؤيد النظام السابق أكثر من أي دولة أخري والآن أصبح لديهم مشكلة في مواجهة الرأي العام المصري، وعليهم حلها بالأفعال.

وتوجه الوزير فهمي فى وقت سابق اليوم على رأس وفد كبير إلى نيويورك لرئاسة وفد مصر نيابة عن الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور للمشاركة فى فعاليات الدورة العادية رقم 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى تعقد تحت عنوان "التنمية فيما بعد 2015 أى نهاية الألفية الإنمائية".

يضم الوفد 12 عضوا بينهم السفير هشام بدر مساعد الوزير للمنظمات الدولية والسفير بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية المصرية.

وصرح السفير عبدالعاطى بان الوزير فهمى سيلقي كلمة مصر أمام الدورة يتناول فيها رؤية بلاده بشأن القضايا المطروحة أمامها خاصة التى تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط كما يجرى لقاءات مع عدد كبير من نظرائه ورؤساء الوفود المشاركة فى إجتماعات الجمعية العامة.

واضاف أن لقاءات فهمى تأتى فى إطار المشاركة الفعالة لمصر وتعظيم المصلحة الوطنية بعد "ثورة 30 حزيران (يونيو): "حيث لم تدرك بعض دول العالم بشكل كامل طبيعة ما يحدث فى مصر وسوف نستمر فى شرح حقيقة الأوضاع على أرض الواقع".

وقال الناطق الرسمى إن الرسالة المصرية خلال إجتماعات الأمم المتحدة ستركز على إلتزام الحكومة والدولة بخارطة الطريق التي تم الإتفاق عليها وفق توقيتات زمنية محددة، وأنه لا توجد أى إعتقالات سياسية كما يردد البعض والإلتزام بعملية المصالحة الوطنية وعدم الإقصاء إلا لمن يمارس العنف والإرهاب أو يحرض عليهما وتتم محاكمته الآن أمام القضاء.