خبر غزة: سلطعون البحر يجافي شباك الصيادين هذا الموسم

الساعة 06:19 ص|21 سبتمبر 2013

وكالات

خذل سلطعون البحر "ابو جلمبو" آلاف الصيادين الذين هيأوا أنفسهم ومعدّاتهم منذ أشهر طويلة لموسم اصطياده، الذي يبدأ في منتصف الشهر الماضي ويستمر حتى منتصف شهر كانون الأول، حيث انخفضت الكميات المصطادة من هذا النوع اللذيذ من الأسماك إلى أكثر من 80% مقارنة بالأعوام الماضية وانعكس ذلك على أسعاره المرتفعة نسبياً.

وفقا لصحيفة "الايام" فالاسواق ومفترقات الطرق وأرصفة الشوارع تفتقد إلى هذا النوع من الأسماك بشكل كبير وواضح.

وبعد مرور أكثر من شهر على حلول موسم صيد السلطعون الذي يغزو شواطئ قطاع غزة بعشرات الأطنان سنوياً لا يراود الصيادين أمل كبير بتحسن كمياته في البحر.

وعزف الكثير من الصيادين عن نصب الشباك الخاصة بالسلطعون لغياب الجدوى الاقتصادية واقتصاد الصيد على بضع كيلوغرامات.

وعزا الصياد ايهاب أبو زايد من بيت لاهيا، في الأربعينات، تمنعه عن صيد السلطعون إلى محدودية الكميات المصطادة خلال الشهر الأخير، معبراً عن صدمته من تراجع كميات السلطعون في البحر خلال الموسم الحالي.

وقال إنه جهز شباكا جديدة وأعاد تأهيل شباك قديمة خصيصاً لهذا الموسم ولكن دون جدوى، وأن ارتفاع أسعار المحروقات دفعه إلى التوقف عن الصيد بعد أن خذله البحر.

وبلغت حصيلة أكثر يوم تمكن أبو زايد من صيد السلطعون هي ست كيلوغرامات مقارنة بأكثر من خمسين كيلوغراماً في السنوات الماضية، وارتفع سعر صندوق السلطعون زنة ثمانية كيلوغرام إلى أكثر من 60 شيكلاً مقارنة مع 25 شيكلاً في موسم الذروة خلال الأعوام الماضية.

وتملّك اليأس الصياد حازم صلاح من مخيم الشاطئ الذي جلس امام منزله يستخرج بعضا من السلطعونات من شباكه التي أخرجها من البحر الذي يبعد عن منزله خمسين متراً فقط.

وقال صلاح الذي جلس يراقب ابنه وهو يستخرج أحد السلطعونات الحية الخطيرة إن موسم صيد السلطعون الحالي يتساوق مع الوضع السيئ الذي يعيشه سكان القطاع.

واعترف صلاح (38 عاماً) بأنه كان يعلق أمالاً كبيرة على موسم صيد السلطعون الذي يكثر في هذه الأيام في البحر، مؤكداً عدم وجود جدوى اقتصادية من صيد السلطعون بهذه الكميات مع شح الوقود وارتفاع أسعار ما توفر منها في السوق السوداء.

أما الصياد هاني أبو راس الذي جلس على شاطئ البحر صباح أمس يستخرج عدة كيلو غرامات فقط من السلطعونات من شباكه الكبيرة فقد تحسر على الطلب الكبير الذي يتلقاه من قبل المارة والمشترين الذين يأتون خصيصاً إلى شارع البحر المقابل لمخيم الشاطئ لشراء السلطعونات الحية.

وتسابق عدد من المشترين على الحصول على محصول أبو راس من السلطعون والذي لم يتجاوز سبع كيلوغرامات.

وأوضح أبو راس أنه كان في العام الماضي يصيد ما مجموعة ثمانية صناديق يومياً أي أكثر من ستين كيلو غراما ولكنه الآن بات يتمنى ان يصيد صندوقين أو صندوق بشكل ثابت.

واستغرب أبو راس هذا الانحسار في السلطعون الذي اعتاد شاطئ القطاع على استقباله بكميات كبيرة جداً.

ويتميز سلطعون البحر صاحب المذاق اللذيد بصعوبة التعامل معه من قبل الغالبية العظمى من المواطنين حيث يحتاج إلى شفافية عالية في استخراجه من الشباك، وأيضا في أكله حيث تكثر أشواكه القوية والحادة، بالإضافة إلى عضائضه الحادة.

ويستسهل الصيادون صيد السلطعون مقارنة مع غيره من الأسماك كونه لا يحتاج إلى شباك مرتفعة الثمن، حيث بإمكان الصياد الصيد بشباك لا يتجاوز سعرها 500 شيكل.

ولكن يحتاج الصياد إلى جهد عال جداً وشفافية كبيرة خلال صيد واستخراج وتصفيف السلطعون نظراً للجروح الغائرة التي يسببها في حال أمسك ولمست عضائضه جسد الانسان وهو حي، ومع ذلك فيتمنى الصيادون أن تتكرر المواسم السابقة من حيث كثرة وكثافة محصول السلطعون الذي اصطيد منه عشرات وربما مئات الأطنان.

ويتوق المواطنون خصوصاً فئة الشباب بشدة لوفرة السلطعون وانخفاض أسعاره، حيث يكثر شواؤه خلال سهرات الشباب المنزلية أو على شاطئ البحر وبامكان الشخص الواحد البالغ تناول اثنين كيلو غرام خلال الوجبة الواحدة نظراً لمحدودية كمية اللحم والكافيار الموجودة مقارنة مع العظام عديمة الفائدة.

وعبر الشاب مؤمن صالح عن امتعاضه الشديد لعدم توفر السلطعون بالأسواق، ما حرمه وأسرته من شرائه باستمرار، وقال إنه اشترى عدة أكياس من الحطب خصيصاً لموسم السلطعون الذي اعتاد على شرائه ثلاث مرات في الأسبوع وبكميات كبيرة عند انخفاض أسعاره ولكنه ولحتى اللحظة لم يتمكن من شرائه إلا مرة واحدة بسبب ارتفاع أسعاره.