خبر عريقات يكشف سبب تمسك « اسرائيل » بالأغوار

الساعة 06:17 ص|20 سبتمبر 2013

رام الله

كشف رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات في جولة للديبلوماسيين الأجانب في الأغوار أمس الجوانب الاقتصادية وراء المطلب الإسرائيلي الاحتفاظ بهذه المنطقة التي تشكل 28 في المئة من الضفة الغربية في المفاوضات الجارية بين الطرفين.

وقال عريقات أثناء جولة شملت المستوطنات والمزارع والمعامل الممتدة على الجزء الأكبر من ارض الأغوار: «السيد بنيامين نتانياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) يقول انه في حاجة إلى البقاء في الأغوار 40 سنة أخرى في أي حل سياسي مقبل، وأنا أقول لكم: لماذا لا يبقى هنا 400 سنة أخرى، مع كل هذه الأرباح»، مشيراً إلى أن إسرائيل حققت العام الماضي أرباحاً من المشاريع الاقتصادية في مستوطنات غور الأردن قدرت بنحو 612 مليون دولار.

وأضاف: "إسرائيل تمتلك في غور الأردن أكبر مزارع للنخيل في تاريخ هذه البلاد، ولديها مزارع زهور، ومزارع لتربية الدواجن والديك الرومي، وخمس بحيرات اصطناعية لتربية التماسيح من أجل استخدام جلودها في الأحذية والحقائب". وتابع أن "إسرائيل" تقيم 37 مستوطنة في الأغوار، وهذه المستوطنات معدة للاستثمار الزراعي. وقال إن الشركات "الإسرائيلية" الكبرى تستثمر في هذه المستوطنات، وإن إنتاجها معد للتصدير الخارجي.

وهذه المرة الأولى التي يكشف فيها عريقات بعضاً مما يدور في المفاوضات الفلسطينية – "الإسرائيلية" التي بدأت قبل شهرين بضغط أميركي.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن "إسرائيل" طالبت في هذه المفاوضات الاحتفاظ بغور الأردن أربعين سنة أخرى، وإبقاء سيطرتها على الحدود والمعابر مع الأردن، والاحتفاظ بمحطات الإنذار المبكر المقامة على رؤوس جبال الضفة الغربية.

وطالب عريقات الديبلوماسيين الأجانب بإبلاغ حكوماتهم بحقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية من أجل الضغط على "إسرائيل".

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن المفاوضات الجارية متعثرة بسبب المطالب الأمنية "الإسرائيلية".

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه اعلن في تصريحات سابقة أن "إسرائيل" تسعى في هذه المفاوضات إلى رسم الحدود وفقاً لخريطة مصالحها الأمنية.

الى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعد الرئيس محمود عباس في لقائهم الأخير في لندن بـ «التدخل بشكل فاعل» إذا استمرت حال الاحتقان والجمود في المفاوضات مع "إسرائيل".

وأفادت أن تصريحات مشابهة كان أدلى بها وزير الخارجية الفلسطيني في حكومة رام الله رياض المالكي الذي أكد أن عباس تلقى رسائل تطمين من كيري الذي طلب منه عدم الشعور باليأس.

وكان كيري التقى الأحد الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس وتناول معه ملف المفاوضات، إلا أنه امتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل. وشهدت القدس أخيراً اللقاء السابع بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني ضمن جلسات التفاوض التي بدأت في تموز (يوليو) الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين يعلمون أنه لا يوجد تقدم في المفاوضات، ويدرسون طرقاً عدة من أجل أن يحدث انطلاقة لتلك الجلسات التي حتى اللحظة استمرت لمدة شهرين من دون تقدم. وبحسب المسؤول الكبير، فإن كيري ومستشاريه يدرسون عرض أفكار لردم الهوة.

ويتوقع أن يلتقي طاقما المفاوضات الأسبوع المقبل وزراء خارجية دول اللجنة الرباعية الدولية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في لقاء هو الأول منذ عام ونصف العام تقريباً.