خبر مسيرة الجهاد الإسلامي .... تصويب البوصلة.. محمد شلح

الساعة 08:23 م|16 سبتمبر 2013

بقلم/ محمد عبد الله شلح

عن الاستقلال المحلية

كعادتها كانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "جمل المحامل "، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاقتها لم تغير ولم تبدل في فكرتها ومنطلقاتها حتى بعد استشهاد مؤسسها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله.

 بل اشتد عودها في كل الميادين، وظلت بوصلتها نحو القدس، وعينها على فلسطين كل فلسطين، همها الوحيد هو مشروع المقاومة، شغلها الشاغل كيف تضرب هذا العدو، وسطع نجمها أكثر عندما وضعت بصمتها في بشائر الانتصار وفي السماء الزرقاء على أول صاروخ يدك عاصمة الكيان الصهيوني (تل أبيب)، مدشنة مرحلة جديدة.

 لقد كانت الحركة دائماً صانعة للحدث، وفي ظل هذا الانقسام النكد وتداعيات ما يسمى الربيع العربي وانشغال الأمة بهمومها، وفي ظل التهويد وتغول الاحتلال على القدس والحفريات تحت المسجد الأقصى ومشاريع التهجير في النقب والأغوار، خرجت جماهير الحركة تلبي نداء القدس وتؤكد على وجهة البوصلة، وتعيد قضية القدس إلى واجهة القضايا في فلسطين والعالم.

 تزامنت هذه المسيرة  مع الذكرى العشرين "لأوسلو المشئوم"، وعلى مقربة من ذكرى انتفاضة الأقصى المباركة، فكان يوم الجمعة الموافق 13/ سبتمبر يوماً مشهوداً لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 لقد شدنا قبيل المسيرة، الشيخ عمر فورة الذي وقف خطيباً في المسجد العمري الكبير ليعبئ  الجماهير التي امتلأت بها جنبات المسجد وساحاته، والطرق المؤدية إليه.

 لقد فتح المصلون أعينهم وقلوبهم يستمعون للشيخ وهو ينثر عليهم دررا ثمينة من واحات الإيمان والعقيدة إلى عبق التاريخ والحضارة، حتى مضى صاعداً للحديث في السياسة ومكانة القدس وقضية فلسطين المركزية، كان خطاباً روحانياً وحدوياً لطالما افتقدته جماهير ومنابر غزة الحبيبة وامتزج ذلك كله بالحديث عن فضل المقاومة والجهاد ووعد الله لهذه الأمة بالنصر والتمكين، واختتم الشيخ حديثه متوعداً المحتلين الصهاينة بالهزيمة أسوة بكل الغزاة والمستعمرين السابقين.

 كان لافتاً أن تتشح المسيرة التي تقدمها قادة المقاومة سياسيين وميدانيين، بأعلام فلسطين ورايات الجهاد وصور القدس، يرفعها القادة جنباً إلى جنب مع إخوانهم وأبنائهم من عناصر وكوادر ومحبي الحركة.

 جابت المسيرة شوارع القطاع وصدحت سرايا القدس بكلمتها التي توعدت فيها العدو المجرم بالرد المزلزل في حال ارتكاب الاحتلال مزيداً من الجرائم بحق المسجد الأقصى.

 وتقدمت الحركة بكلمة أكدت فيها على خيار المقاومة والجهاد، وبجملة من المواقف المدللة والمؤكدة على صوابية الخيار وسلامة النهج والطريق.

 تجلت أهمية الحدث في تسابق الإعلاميين والصحافيين للقاء القادة والمسئولين وهم يبعثون برسالة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس للأمة بالوحدة وتصويب البوصلة نحو القدس. وان تبقى أهم أولوياتها، وصلت الرسالة لكل المعنيين بأن المقاومة لن تنسّ القدس ولن تفرط بذرة من ترابها فلسطين، مهما بلغ حجم المؤامرات.

 

صدقت الجهاد الإسلامي وأحسنت، وخاب ظن الاحتلال والمتخاذلين.