خبر نقطة استحقاق لاوباما مع كل ذلك- اسرائيل اليوم

الساعة 10:20 ص|16 سبتمبر 2013

نقطة استحقاق لاوباما مع كل ذلك- اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: إن اوباما برغم أنه اخطأ اخطاءً كثيرة نجح نجاحات لا بأس بها في المجالين الاقتصادي والعسكري وكذلك في الاتفاق الذي وُقع بين ادارته والادارة الروسية في جنيف - المصدر).

أعترف بأن صورة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الامريكي جون كيري وهما يتفقان في جنيف على تجريد السوريين من مخزون السلاح الكيميائي الذي يملكونه، لم تبدُ لي استسلاما من أهم قوة في العالم الى القوة الكبرى السابقة ولا تلاعبا من بوتين باوباما الساذج. بل هي صورة أوحت بنجاح لشخصين بالغين في فعلهما الشيء الأكثر منطقية الذي من الصحيح فعله في هذا الوقت. ويمكن أن نظن أن للمنتقدين على اختلافهم ومنهم المتمردون في سوريا اقتراحا أنجح. لا أحد يتحدث عن احتلال امريكا لسوريا ولا يعتقد أحد أن اطلاق عدد من صواريخ توما هوك كان سيحل المشكلة.

تنتقد صحيفة "وول ستريت جورنال" بشدة تعوج الادارة الامريكية في شأن سوريا وتأمل أن تُجتاز سريعا الشهور الاربعون "الخطيرة" التي بقيت لسلطة اوباما. ولست أقترح عليها أن تُعد "قائمة يأس" قُبيل نهاية مدة ادارة اوباما. إن هذا الشخص القوي الحضور لكن العديم التجربة، وذا القيم الذي يصعب عليه أن يحققها في الواقع، هو واحد من أهم رؤساء الولايات المتحدة وواحد من أكثر زعماء العالم الحر جذبا. وقد نجح وإن صعب عليه أن يحقق بعض المباديء التي دعا اليها، في أن يفاجيء بانجازاته الاقتصادية والسياسية في وضع حرج ومع ازمة اقتصادية كتلك التي كانت في 1929 هددت العالم كله ومع جيش خائب الآمال غارق في العراق وافغانستان ولا يعلم كيف

يُنهي ذلك التدخل. وهو ينجح في تسجيل انجازات في مكان فشل فيه كثيرون من أسلافه.

لا، إنه لم يغلق سجن غوانتنامو، وما زال الفقراء في امريكا فقراء، لكن اوباما نجح في أن يُجيز في مجلس النواب الامريكي الاصلاح الصحي الشديد الأهمية في نظره، وفي اخراج الجيش الامريكي من العراق وفي الاستعداد لاخراج الجيش من افغانستان في السنة القادمة، وفي مضاءلة البطالة وتشجيع اقتصاد امريكا. وهو لا يسارع الى إدخال دولته في حروب جديدة وإن وجد من أرادوا أن يفعل ذلك. وحتى لو أمكن أن تثور تساؤلات تتعلق بسلوكه في الساحة السورية فانه خلص آخر الامر في نهاية الاسبوع الاخير الى قرار موزون يستحق تقديرا كبيرا.

إن اوباما زعيم ليبرالي ذو قيم ومواقف صلبة نجح في تحقيق بعضها وعرف حدود قوته ايضا. وقد اخطأ أخطاءً حتى فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني لكنه أنقذ دولته ايضا من أخطاء سلفه القاسية في الجانبين الاقتصادي والعسكري. وما زالت الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة في العالم. وحتى لو نجح بوتين في أن يرفع دولته الى منزلة أهم فلا يوجد من يُبلبل ويعتقد أنه يرأس قوة من القوى الكبرى، والصين ايضا بعيدة عن ذلك. من المهم أن نُفرق بين عامل سياسي قادر على جعل الامور صعبة بل قادر على التعويق وبين عامل سياسي قادر على حل مشكلات وعلى أن يهدد تهديدا فعالا باستعمال القوة (كي لا يستعملها في الأساس) وعلى الانفاق على مشروعات تشمل العالم كله.

ستمر الاربعون شهرا القادمة سريعا وقد تشتاق "وول ستريت جورنال" بعدها ايضا الى اوباما.