تقرير برعاية شركة الكهرباء.. « اوصل واقطع » واخسر جهاز مجاناً !

الساعة 10:11 ص|16 سبتمبر 2013

غزة

على مضض.. استطاع العزيون التكيف مع واقع أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من سبعة أعوام مضت، لكن الأمر الذي ينغصُ على الغزيين تكيفهم –المفروض عليهم- مع معاناتهم شبه "الساعاتية"؛ هو الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي عن المناطق دون "سابق إنذار"؛ الأمر الذي يتسبب في أعطال  "لا تعدُ ولا تحصى".

وكنتيجة لنقص الوقود الصناعي اللازم لتشغيل المحطة طرأت تغيرات عدة على صعيد انقطاع التيار الكهربائي أبرزها انقطاع التيار بشكل "مفاجئ" ودون الجداول المتعارف عليها مؤخراً، مما أصاب العديد من الأجهزة بالعطل والحرق.

ويعاني قطاع غزة ومنذ أكثر من سبع سنوات من انقطاع التيار الكهربائي الدائم والمستمر وبشكل يومي مما زاد من معاناة المواطنين في غزة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

 خسائر

حالة من التذمر أصابت المواطنين في قطاع غزة عقب أعطال أصابت "أجهزتهم الكهربائية"، وكلفتهم مبالغ مالية طائلة جراء الانقطاع المفاجئ على الأحياء والمنازل، دون سابق إنذار ودون جدول محدد ودقيق، ونتيجة الفصل والقطع العشوائي.

"وكالة فلسطين اليوم" حاورت العديد من المواطنين الذي تكبدوا خسائر فادحة من وراء انقطاع التيار الكهربائي، محملين شركة الكهرباء في القطاع المسؤولية الكاملة عن تداعيات الانقطاع المفاجئ.

المواطن أحمد صلاح (26 عاماً) أوضح أن إشكالية "فصل وقطع" الكهرباء تسببت في أضرار كبيرة للمواطنين –وهو احدهم-.. حيث قال :"كلفنا انقطاع التيار الكهربائي مبالغ طائلة، حيث أن قوة الكهرباء أتت على ماتور الثلاجة، الأمر الذي كبدنا 400 شيكل، إضافة إلى عدد من الأضواء".

ويوضح صلاح لـ"فلسطين اليوم" أنهم كانوا مؤخراً، ينظمون تشغيل أجهزتهم الكهربائية وفقاً لجدول الكهرباء المتعارف عليه؛ لكن الأزمة الأخيرة كانت بالنسبة لهم "كارثة" بما تحمل الكلمة من معنى نتيجة عدم وجود موعد محدد ودقيق لفصل وإعادة التيار الكهربائي.

ويضيف صلاح :"شركة الكهرباء تتحمل المسؤولية الكاملة والقانونية عن ما ينتج من تداعيات سلبية نتيجة الفصل المفاجئ، والأجدر أن تنذر وتحذر المواطنين قبل قطعها، والالتزام بجدولة محددة".

 وأختتم صلاح حديثه قائلاً، "ساخراً" :"افصل واقطع دون رقيب ولا حسيب، واخسر جهاز في كل يوم مجاناً برعاية شركة الكهرباء".

حال المواطن أدهم "أبو محمد" من منطقة الزيتون لا يختلف عن حال سابقه، سوى انه تكبد مبالغ مالية أكبر، حيث يوضح أن الكهرباء في منطقتهم لا تكاد تتوقف عن "الانقطاع في كل لحظة"، حسبما قال.

وأضاف لـ"فلسطين اليوم":"غياب الرؤية الميدانية في الفصل والقطع يرهق الغزيين من ناحية مالية وبكبدهم مبالغ هم بغنى عنها في حال إقرار جدول واضح ومحدد".

ويوضح أبو محمد العاطل عن العمل ويعاني من مشاكل اقتصادية عدة، أنه أضطر بعد حرق ثلاجته الاستعانة بثلاجة أخيه، بعد أن تعطل ماتورها، مطالباً شركة الكهرباء بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك الإشكالية.

 

 مطالبات حقوقية للوقوف على الظاهرة

أما الحقوقي خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فكتب في تدوينة له على صفحته الشخصية في فيس بوك أمس الأحد:" طيب انقطاع تيار الكهرباء قلنا الله غالب، لكن الانقطاع المفاجئ وعودة التيار خلال ثواني او دقائق وتدمير كثير من الأدوات الكهربائية في المنازل بسبب ذلك، مين بيتحمل مسؤوليته ؟؟؟؟ برده الحصار والاحتلال ؟؟؟؟ طيب وشركة الكهرب مساكين يعني ولا قليلين فهم ؟".

وكان الحقوقي أبو شمالة طالب مؤخراً المواطنين في قطاع غزة بضرورة مقاضاة سلطة الطاقة وشركة الكهرباء ومطالبتهم بالتعويض لخسارتهم في الأجهزة الكهربائية في المنازل والمحلات والمصانع نتيجة للانقطاع الهستيري للتيار الكهربائي دون سابق إنذار وبأشكال مفاجئة .

 وقال أبو شمالة "لا يوجد وضوح لبرنامج الانقطاع والوصل الأمر الذي حول حياة المواطنين إلى جحيم ولم يعودوا قادرين على فهم ما يحدث في ظل عدم الوضوح في قضية الكهرباء والوقود'.

هذا وتعتبر إشكالية الفصل والوصل المفاجئ للتيار الكهربائي في أوجها، بعد تخفيض ساعات وصل التيار الكهربائي وتقليصها لـ"6" ساعات، وخلال تلك الساعات تفصل وتقطع الكهرباء أكثر من مرة، الامر الذي يعود بالضرر على المواطنين.

بينما أرجعت سلطة الطاقة وشركة كهرباء غزة الانقطاع المفاجئ للكهرباء لعبث المواطنين بشكل ارتجالي بقواطع عدد من المحولات، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل فني كبير في المنطقة الحاصل فيها الخلل وبمحطة التوليد، كما قالوا.