خبر البرغوثي: « اوسلو » شكل نجاحا باهرا للاحتلال والمفاوضات لن تنجح

الساعة 08:16 م|12 سبتمبر 2013

واشنطن

قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس المبادرة الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي "إذا ما نظرنا إلى اتفاق أوسلو منذ العشرين عاما الماضية، وما تبعه من مسلسل المعاهدات والمبادرات، نجد أن هذا الاتفاق يشكل نجاحاً باهراً للاحتلال "الإسرائيلي ولإسرائيل"، وفشلاً مؤلماً للفلسطينيين ومساعيهم الصادقة للتوصل لاتفاق تسوية مع "إسرائيل" تحت الرعاية الأميركية التي تبنته ووضعت ثقلها وراءه، يقوم على أساس حل الدولتين، فلسطين مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، أي قبول الفلسطينيين بـ 22% من فلسطين التاريخية، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يقوم على أساس الحقوق التي لا تمس ويقرها العالم".

يشار إلى أن قرار مجلس الأمن 181 يعطي الفلسطينيين 47% من فلسطين التاريخية لدولتهم العربية بينما يعطي اليهود 53% لإقامة "إسرائيل".

وشرح البرغوثي في الندوة التي نظمها مركز فلسطين في واشنطن، انتشار الاستيطان ومضاعفته عدة مرات، وازدياد عدد المستوطنين بأكثر من 100% منذ التوقيع على أوسلو، وسرقة المياه الجوفية الفلسطينية، وجرف وحرق الأشجار، كما بين حدة العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون من سلطات الاحتلال التي ازدادت شراسة منذ توقيع الاتفاق، "ناهيك عن جدار الفصل العنصري (أكثر من ضعفي جدار برلين) الذي لم يسرق المزيد من الأراضي المخصصة "للدولة الفلسطينية" فحسب، بل جزَّءَ القرى والعائلات وفي العديد من الحالات قسم البيت الواحد، وحرم الأطفال من مدارسهم، والمرضى من أطبائهم، والمصلين من مساجدهم وكنائسهم".

وحمل عضو المجلس التشريعي ورئيس المبادرة الفلسطينية، مسؤولية فشل أوسلو على "إسرائيل" التي لا ترغب في تحقيق التسوية مع الفلسطينيين "حيث أن الاستيطان بالنسبة لها أهم من السلام، وعلى الراعي الأميركي الذي طرح نفسه كطرف نزيه، ولم يفعل شيئاً إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتتابعة، التي تجري دون هوادة حتى يومنا هذا".

 وأضاف البرغوثي "كما منظمة التحرير الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة، كونها لم تشترط الاتفاق بوقف الاستيطان، وقبلت بإرجاء هذه القضية وقضايا أخرى إلى المفاوضات المستقبلية مما أعطى "إسرائيل" الاختباء وراء سياق السلام، بدلاً من السلام والذريعة المثالية والغطاء الأفضل لتهويد القدس وتمزيق الأراضي الفلسطينية، وإقامة مئات الحواجز (670 حاجزا)، التي تذل الفلسطينيين يومياً وتحول دون قدرتهم على ممارسة أبسط البديهيات في الحياة اليومية الطبيعية لأي إنسان".

وقال البرغوثي في إطار رده على سؤال وجهته القدس دوت كوم، بخصوص "حيوية السلطة الفلسطينية" ومدى فائدتها للفلسطينيين في سياق تحقيق أهدافهم الوطنية في إطار الإحباط الحالي والتعنت الإسرائيلي، وما إذا كان يرى أن الوقت قد حان لحل السلطة وتحميل إسرائيل وزر الاحتلال: "إن حل السلطة الفلسطينية ليس بهذه السهولة، خاصة وأن هناك شبكة معقدة من العلاقات بين المواطنين والسلطة التي تطورت على جميع المستويات منذ قيام السلطة الفلسطينية".

وحول مصير المفاوضات المباشرة التي تم استئنافها يوم 29 تموز الماضي في واشنطن، قال البرغوثي: "إنني واثق بأنها ستبوء بالفشل، لآن سجل "إسرائيل" يثبت بدون شك أنها لا تريد السلام ولا ترغب في قيام دولة فلسطينية إلا على أقل من 60% من أراضي الضفة الغربية والإبقاء على أراضي الغور تحت الاحتلال والاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية وغيرها من الشروط "الإسرائيلية" التعجيزية".

ويعتبر البرغوثي أن الحل الوحيد هو المقاومة غير العنيفة، التي ستؤدي في نهاية المطاف لدولة واحدة وثنائية القومية.