خبر صفر بين 108:- هآرتس

الساعة 08:34 ص|12 سبتمبر 2013

لا يوجد أي باحث عربي في الاكاديمية الوطنية للعلوم

بقلم: يردين سكوب

 (المضمون: يُبين تحقيق قامت به صحيفة "هآرتس" أن عدد الباحثين العرب في الجامعات الاسرائيلية البحثية في الدرجات العليا قليل جدا اذا قيس بعدد نظرائهم من اليهود - المصدر).

لا يوجد في الاكاديمية الوطنية للعلوم، وهي أرفع جسم في الجمعية العلمية في اسرائيل بحسب القانون وفيها 108 باحثين كبار، لا يوجد ولو باحث واحد من أصل عربي. ويُبين تحقيق صحيفة "هآرتس" أنه لا يوجد في جامعات البحث سوى قليل من المحاضرين في كل مؤسسة يبلغون الى منزلة الباحث العليا – بين 5 الى صفر.

تلقت الاكاديمية في الماضي انتقادا بسبب قلة النساء فيها – 7 باحثات فقط منهن الفائزة بجائزة نوبل عيدا يونات والقانونية نيلي كوهين. ويبدو أن الانتقاد في شأن النساء أفاد شيئا قليلا، فبعد أن عُين في جولة التعيينات الاخيرة في السنة الماضية تسعة رجال ولم تُعين امرأة واحدة، سيُعين في جولة التعيينات القادمة خمسة اعضاء جدد منهم امرأتان. أما بالنسبة للعرب فيبدو أن التغيير ما زال بعيدا.

يُختار للاكاديمية الوطنية للعلوم من بلغوا الى ذروة حياتهم العلمية والاكاديمية ويكون ذلك على نحو عام في سن كبيرة نسبيا بل تكون في الأكثر فوق سن الستين (باستثناء علماء الرياضيات الذين يُختارون على نحو عام في سن أصغر مثل أيلون لندنشتراوس الفائز بوسام فيلدز). ويحصل الاعضاء على التعيين لباقي ايام حياتهم. ومن الاعضاء فيها من جملة الاعضاء رئيس المحكمة العليا السابق اهارون براك والفائزون بجائزة نوبل: اسرائيل أومان وأهارون تشحنوبر ودان شيختمان. ورئيسة الاكاديمية هي روت أرنون.

في كل سنة يحق للاعضاء أن يختاروا حتى خمسة اعضاء جدد دفعة واحدة من القسمين: الآداب والعلوم الطبيعية. ويتم الاختيار على حسب توصية اعضاء الاكاديمية، ويتم ذلك أولا في أقسام الاكاديمية نفسها وبعد ذلك في اجتماع عام للاعضاء. ويُختار على نحو عام من يوجدون في أعلى رتبة في مؤسسة اكاديمية، أي اساتذة مُثبتون.

وقد فسروا في الاكاديمية الوطنية للعلوم عدم وجود العرب بأن "الطبقة التي يُختار منها اعضاء الاكاديمية (من الرجال والنساء) هي الهيئة العليا في الجهاز الاكاديمي – أي هم علماء وعالمات متقدمون بلغوا الى "نضج" علمي وهم موفورو العمل والانجازات. ومن المؤسف أن عدد العلماء العرب وأبناء مجموعات الأقليات الاخرى في المجتمع الاسرائيلي قليل جدا في الهيئة الاكاديمية العليا التي يختار اعضاء الاكاديمية منها الأبرزين والأكثر تميزا".

على حسب معطيات مجلس الدراسات العليا فان 2 في المائة فقط من الهيئة العليا في المؤسسات التي تمولها الدولة هم من أصل عربي (ويشمل هذا المعطى الدروز). والحديث عن 174 عضو هيئة. ومع ذلك فانهم في مجلس الدراسات العليا لا يجمعون معطيات عن الباحثين بحسب أصلهم ولهذا لم يستطيعوا أن يجيبوا عن سؤال ما هو عدد اعضاء الهيئة العليا الدقيق اليوم.

يُبين فحص قامت به صحيفة "هآرتس" في جامعات البحث عن صورة معوجة على نحو خاص تقول إنه يوجد في كل جامعة باحثون أفراد من أصل عربي موجودون في أعلى الدرجات. وفي الجامعة العبرية في القدس باحثان بدرجة بروفيسور العليا بين 20 عضو هيئة عليا من أصل عربي.

وفي جامعة بن غوريون في بئر السبع 13 بروفيسورا من أصل عربي من 451 في الحاصل العام، خمسة منهم في أعلى درجة وثمانية في درجة أخفض. وفي جامعة حيفا بروفيسوران من أصل عربي في أعلى درجة وعشرة بروفيسورين بدرجة أخفض بين 265 بروفيسورا في الحاصل العام. وقدروا أنه يوجد في جامعة تل ابيب نحو من 25 عضو هيئة عليا من أصل عربي. وقدروا أنه يوجد في جامعة بار ايلان عضوا هيئة عليا من أصل عربي أحدهما محاضر والثانية بروفيسورة مُثبتة. وفي جامعة اريئيل 80 بروفيسورا لا يوجد فيهم حتى عربي واحد. ورفضوا في التخنيون الرد على توجه صحيفة "هآرتس" وجاء عنهم في الرد أن "التخنيون يُقبل إليه اعضاء هيئة وطلاب بحسب قدراتهم لا بحسب معايير كالدين والعرق والجنس"، ولم تُسلم معطيات من معهد وايزمن.

"ليس تحطيم سقف الزجاج سهلا"

إن الاكاديمية الوطنية للعلوم التي تقوم في رأس الهرم العلمي هي طرف المشكلة فقط. ففي الوقت الذي يستحق فيه 31 في المائة فقط من أبناء الوسط العربي شهادة الثانوية العامة ويثبت 23 في المائة فقط لمطالب الجامعة، فلا عجب أن يكون 11 في المائة فقط من طلاب اللقب الاول هم من أصل عربي، وتنخفض نسبتهم في اللقب الثالث الى 4.4 في المائة. والوضع اسوأ كثيرا في الهيئة الاكاديمية كما قلنا آنفا برغم تحسن في السنوات الاخيرة.

 

كان البروفيسور محمد الحاج يحيى من معهد العمل الاجتماعي في الجامعة العبرية عضو الهيئة العليا الأول في الجامعة من أصل عربي، وقد عُين في سنة 1994 قبل نحو من عشرين سنة. وقال إن "الباحثين العرب بدأوا يدخلون الاكاديمية الاسرائيلية في مرحلة متأخرة جدا".

 

وأضاف البروفيسور رمزي سليمان الذي كان رئيس قسم علم النفس في جامعة حيفا إن "طريقنا الى تحطيم السقف الزجاجي ليس سهلا. فأنا مثلا كتبت من المقالات ضعفين كي أنتقل الى ترقية الدرجة". وقال: "لا توجد المشكلة في الاكاديمية فقط لأن الامر معقد. وبرغم أن كثيرين يعدونني حلقة وصل جيدة بين الاقتصاد وعلم النفس لا تدعوني أية مجلة لأكون بين المحررين، في مقابل زملاء يهود لي هم أصغر سناً مني".

وقال: "يحدث هذا لأن الحديث في الاكاديمية عن نوادٍ مغلقة يأتي فيها العضو بعضو، ويكون الاعضاء فيها على نحو عام من نفس الحاشية ونفس الأصل. ومن الواضح أن العرب ينطلقون من نقطة أدنى وتواجههم عقبات أكثر".

 

إن البروفيسور يوسف جبارين من معهد العمارة وتخطيط المدن هو مساعد ثانوي كبير لرئيس التخنيون لشؤون الأقليات ويعالج هذه المشكلة بالضبط، وهو يقول: "في التخنيون، ومنذ أن عُينت للمنصب نتجه الى استيعاب محاضرين عرب ونتجه في الوقت نفسه الى أن نقدم طلابا عربا للقبين الثاني والثالث كي ننشيء احتياطيا كهذا. وهذا عمل ايجابي لنا في السنتين الاخيرتين. وأود أن أرى مثل هذا في جامعات اخرى".

  وذكر البروفيسور جبارين أن "نسبة المحاضرين العرب في الجامعات الاسرائيلية هي من أدنى النسب في العالم، ويصعب على زملائنا في العالم أن يصدقوا وجود هذه النسبة المنخفضة. هذه مشكلة جدية وصعبة وخبيثة. ففي الجامعات في العالم كما في الولايات المتحدة مثلا يفخرون بتمييز تصحيحي، وتوجه الى الأقليات وبذل جهود ضخمة من أجلهم. ولا يوجد في البلاد انفتاح ورغبة في قبول الآخر، وهذا غير موجود في الاكاديمية الاسرائيلية".

درس جبارين نفسه وعمل في عدد من الجامعات المتقدمة في العالم، فقد حصل على لقبه الثاني من هارفرد وعلى ما بعد الدكتوراة في إم.آي.تي حيث درس، وحينما أجرى الاتصالات للحصول على وظيفة في التخنيون كان قد أصبح عنده عقد جاهز للعمل في جامعة ييل. لكن استقر رأيه بعد حيرة شديدة على العمل في اسرائيل "لأُسهم في مجتمعي. وهذه فكرة مثالية لا أعتذر عنها". ويقول: "يوجد الكثير من المحاضرين العرب الممتازين، لكنهم لا يملكون الثروة الاجتماعية المناسبة ولهذا لم يتقدموا. إن العرب الذين يبرزون في اسرائيل بصفة محاضرين هم الأكثر تميزا بين الممتازين".

 

ينبغي أن نذكر أنه يوجد في اسرائيل اليوم خمس بروفيسورات نساء فقط من أصل عربي احداهن هي البروفيسورة منى خوري كسبري من معهد العمل الاجتماعي في الجامعة العبرية، وقد حصلت على اللقب في الشهر الماضي. وتقول: "من حسن حظي أن وُجدت في معهد العمل الاجتماعي لأنه معهد ذو تصور عام يُربي على ردم الفروق الاجتماعية. وفي كل سنة ينظمون للطلاب العرب يوم توجيه وأحاول أن أجيء مع رسالة واحدة تقول إنه يمكن فعل هذا. لا يعني الامر أن الجميع يفتحون الأبواب، لكن من يجتهد ويكن جيدا بقدر كاف يستطيع أن يبلغ الى بعيد. ولا أقول إنه لا توجد عقبات لكنني أحاول أن أكون متفائلة وأن أشجعهم".

وجاء عن الاكاديمية الوطنية للعلوم ايضا في رد على توجه صحيفة "هآرتس" أن "الاكاديمية تعي أنه يلاحظ في السنوات الاخيرة توجه زيادة حصة المجموعات المختلفة من السكان الاسرائيليين في الجهاز الاكاديمي ومنهم "النساء والأقليات وطوائف متعددة من حيث الأصول والآتون من أطراف المدن ونحن سعداء لهذا التوجه. وكلنا أمل أن يزداد توجه التغيير عمقا وأن ينعكس الامر ويتم التعبير عنه ايضا بين اعضاء الاكاديمية (من الرجال والنساء) في السنوات القريبة".