خبر خامنئي يشكك بجدية الموقف الأميركي الأخير إزاء سوريا

الساعة 03:06 م|11 سبتمبر 2013

وكالات

أعرب قائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي عن شكوكه حول مدى جدية الموقف الأميركي الأخير إزاء سوريا، منتقدا سلوك واشنطن في علاقاتها مع البلدان الأخرى وقال إن أميركا ترى الدفاع عن مصالحها عملا مشروعا حتى لو كان ذلك على حساب البلدان الأخرى.

وقال الخامنئي، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء خلال استقباله مسؤولي بعثة الحج الإيرانية وقطاعات مختلفة من الشعب، انه إذا كان الأميركيون جادون في توجهاتهم الأخيرة فان ذلك يعني التراجع عن النزعة الأحادية الخاطئة والضجيج والتهديد بإشعال نيران الحرب والغارات في المنطقة الذي أثاروه خلال الأسابيع الماضية.

وأعرب عن أمله بان يتصف الأميركيون بالجدية في توجهاتهم الجديدة إزاء قضية سوريا وان لا يكون ذلك مجرد الخوض في لعبة سياسية أخرى بهدف الخداع حيث أطلقوا التهديدات على شعوب المنطقة منذ أسابيع في تأجيج الحرب والصراع وفرض خسائر باهضة عليهم من أجل الحفاظ على مصالحهم الخاصة.

وأوضح قائد الثورة أن أميركا تسحق حقوق البلدان الأخرى لكنها تدعم مصالح الصهاينة أعداء الإنسانية والرأسماليين الذين لا يشعرون بأدنى التزام تجاه القيم والأخلاق الإنسانية المتعارفة.

وأشار إلى تأجيج نيران الصراعات من قبل أعداء الأمة الإسلامية في باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا والبحرين وإثارة النعرات الطائفية وقتل مئات الأبرياء قال، إن قوى الهيمنة والدول الكبرى لاسيما أميركا لا تتورع عن تدمير البلدان وارتكاب القتل لتحقيق أهدافها اللاشرعية.

وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تراقب التطورات الجارية في المنطقة بدقة ووعي.

ودعا الخامنئي المسلمين إلى التحلي باليقظة إزاء مخططات أصحاب النوايا السيئة الرامية لتأجيج الخلافات والنزاعات الطائفية وقال، إن أعداء الأمة الإسلامية يدركون جيدا أن النعرات الطائفية تصب لصالح الكيان الصهيوني الغاصب وعلى هذا الأساس شكلوا المجموعات التكفيرية من جهة وأسسوا وسائل إعلام إسلامية الظاهر وقد تكون شيعية من أجل إثارة الخلافات من جهة أخرى وحياكة المؤامرات الرامية لتأجيج الصراعات بين المسلمين.

وأوضح، أن كبار علماء الدين عند المسلمين الشيعة ومنهم الإمام الخميني وغيره أكدوا باستمرار على صون الوحدة بين صفوف الأمة الإسلامية لذلك فان الشيعي الذي يستخدم وسائل إعلام تبث من لندن وأميركا بهدف إثارة الخلافات ليس شيعيا حقيقياً.

وفي سياق آخر أكد قائد الثورة الإسلامية أن إحدى مستلزمات الحج الحقيقي هي التعامل بأسلوب اخوي بين المسلمين أثناء أداء هذه الفريضة الكبرى.

وأوضح أن الابتعاد عن الجدال أثناء الحج والذي أكد عليه القرآن الكريم يعني عدم الجدال بين الاشقاء في الدين والمسلمين حيث يشمل ذلك الجدال في اللسان وكذلك تجنب النفرة بين القلوب.

وأعرب عن أسفه لان البعض من ذوي الأفكار الخاطئة يقدمون تفاسير مغلوطة عن عدم الجدال أثناء الحج ويسعون للتشكيك في دوافع إقامة مراسم البراءة من المشركين فيما يعتبر الجدال مع قوى الكفر والشرك من الأسس القانونية في الإسلام.

وبين الخامنئي أن إحدى النقاط في قوة الحج والتي تمهد لتعزيز القوة لدى المسلمين تتمثل بتبادل الثقافة الإسلامية الأصيلة بين المسلمين والاطلاع على حقائق المجتمعات الإسلامية وتطورها.

وأردف، أن إحدى المسؤوليات التي يضطلع بها الحجاج الإيرانيون هي تقديم صورة ناصعة وحقيقية عن الإسلام والمسلمين الشيعة وواقع النظام الإسلامي على صعيدي القول والفعل وذلك بالنظر إلى الكم الهائل الذي يفوق التصور لوسائل الإعلام المناهضة للنظام الإسلامي.

ولفت إلى أن الحج يثمر عن ترسيخ المعنويات والذي يشكل محورا رئيسياً أثناء الأداء الحقيقي لهذه الفريضة و"أن الإيمان القوي والتوكل على الله والاعتقاد بتحقق الوعد الإلهي الذي يتطلب اجتياز المنعطفات الصعبة وعدم الشعور بالخوف من قوى الهيمنة كلها تتحقق بفضل الحج".