خبر ليست « اذا شئتم » فاشية بل صبيانية -هآرتس

الساعة 09:41 ص|11 سبتمبر 2013

ليست "اذا شئتم" فاشية بل صبيانية -هآرتس

بقلم: آفي شيلون

(المضمون: إن حركة "اذا شئتم" التي يتهمها اليسار الاسرائيلي بأنها تعتمد على أفكار فاشية ليست كذلك بل يمكن القول إن فيها جانبا صبيانيا لا أكثر - المصدر).

 

ليست نقطة الضعف في قرار المحكمة الذي رفض أكثر مواد دعوى التشهير التي رفعتها حركة "إذا شئتم" على من وصفوها بأنها فاشية، في خلط المجالات بين الحقيقة القانونية والحقيقة التاريخية. إن معظم قرار الحكم يرمي الى رفض سبب التشهير كي لا تُضاءل حدود الخطاب العام أو اذا شئنا مزيدا من الدقة أن يُمكّن اليسار واليمين من الاستمرار في التشاجر. لكن ما سينبعث صداه عن قرار الحكم كامن في قول القاضي إنه يوجد بين "اذا شئتم" والفاشية "خطوط تشابه ما". أجل يوجد تشابه لكنه ينبع في الأساس من تفسير موسع وصبياني شيئا ما لمفهوم "التشابه الفكري".

 

بخلاف سهولة اطلاقهم صفة "فاشي" في اليسار فان الفاشية ظاهرة مركبة متعددة الألوان، وليس من الصدفة أن أفضل الباحثين في علم السياسة والمؤرخين ما

 

زالوا يبحثون فيها الى الآن. إن المحكمة قد تبنت المعيار الواضح والمعروف والمركزي في الفكرة الفاشية – وهو تفضيل الجانب القومي على العام – وقضت بحسب ذلك بأنه يوجد تشابه ما بين المصطلح المنسوب الى موسوليني وفرانكو وبين "اذا شئتم"، التي ترى نفسها حركة قومية تهتدي بهدي الصهيونية الأصلية.

 

إن إحداث صلة بين الفكرة القومية والفاشية ليس داحضا لكنه في الوقت نفسه مقارنة سطحية. وهو يشبه بحسب المصطلح الرياضي الحديث عن قاسم مشترك بين منتخبي البرازيل واسرائيل لأنهما يلعبان كرة القدم. ونقول إن المحكمة تستطيع بحسب هذا التوجه أن تقضي بأنه يوجد "خطوط تشابه ما" بين عمل عزرا ونحاميا ايضا اللذين أمرا بطرد النساء غير اليهوديات وبذلك أسسا اليهودية على البُعد الاثني، وبين النظريات العنصرية؛ أو بين مفكري الصهيونية من اليسار واليمين، وبين التصورات العنصرية.

 

سوّغ موشيه هيس مثلا الذي يعتبر كتابه "روما والقدس" (1962) واحدا من أساطين الفكرة الصهيونية، سوّغ المطلب القومي بأن التميز اليهودي كامن في عنصر أصيل ميز نفسه طوال التاريخ عن غير اليهود. وأشارت مقالات زئيف جابوتنسكي المبكرة ايضا حينما رفض أن يكون الدين مُعرفا للشعب اليهودي، الى كوننا عنصرا مميزا تشكل في محيطه الجغرافي الأصلي (وبالمناسبة اعتقد زغموند فرويد ايضا أن نفسية الدين اليهودي وراثية ايضا).

 

لا تشهد الأمثلة المذكورة آنفا بالطبع على تصورات عنصرية كما ننظر الى العنصرية اليوم بعد عصر هتلر. فهي مُثبتة في روح العصر وتوجهات فكرية عالمية شاملة كانت سائدة في ذلك الوقت، بل إنها تناقض أقوالا وأعمالا اخرى لاولئك المفكرين. ولهذا يوجد شيء ما متسرع وخطير في التطرق اليها دون السياق التاريخي.

 

مال الخطاب العام في اسرائيل الى الحماسة قبل عصر الفيس بوك بكثير وهو الذي أثار دعوى التشهير الأخيرة. يستطيع الساسة والمواطنون بالطبع أن يجدوا اسبابا

 

للمقارنات الدقيقة أو غير الدقيقة كما يشاؤون. لكن الحقيقة القانونية يجب أن تكون أكثر انضباطا لأنها تستطيع أن تشهد في ظاهر الامر على قرار حاسم حقائقي. ويجب على القضاة أن يحكموا على طبيعة الايديولوجيات حينما تهدد فقط بأن تكون إضرارا بالقانون كما رفضوا حركة "كاخ" لكهانا.

 

تعبر نصوص وطرق عمل "اذا شئتم" في الحقيقة عن صورة حركة صبيانية شيئا ما تريد أن تناضل بوسائل غوغائية كل من لا يعمل بحسب فهمها للصهيونية. ويصعب عليّ أن اؤمن أن قادة "اذا شئتم" يعتمدون على التعمق في الكتابات الفاشية كما اتُهموا. وأصح من ذلك أنهم يستمدون من شعور شعبي حدسي ومن دعم في الرأي العام، ولهذا يوجد شيء ما سخيف في صيحات الفرح في معسكر اليسار لأنه قد وُجد البرهان على أن اليمين يعتمد على مفكري الفاشية. ومع ذلك، وآمل ألا أُعرض نفسي لخطر التشهير، فان شعورا قطيعيا متحمسا يشمل ذلك المنسوب الى الجانب اليساري هو واحد من مميزات الفاشية.