بالصور تركها زوجها.. مريضة السرطان تعمل « خادمة » لإعالة أطفالها

الساعة 06:25 ص|11 سبتمبر 2013

غزة-عمر اللوح

"في أي لحظةٍ أنتظر مفارقة هذه الدنيا وأموت فالمرض تمكن من جسدي الضعيف؛ ولكنني حزينة على وضع أطفالي بعد موتي.. فمن سيحافظ عليهم ويؤويهم ويطعمهم ويرعاهم..؟ "

بهذه الكلمات بدأت المواطنة "أم محمد" حديثها لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" وهي تنظر لمنزلها المتهالك ودموعها تتساقط من شدة الحزن , وأضافت"تخيل أن تنظر أمامك تجد بيتاً صغيراً لا معيل لأسرته سوى امرأة ضعيفة مثلي قد مر بها الزمان حتى أصبحت في عقدها الأربعين وتنتظر الموت في أي لحظة بسبب مرض سرطان الأمعاء ..والاطفال امام عينها تتحسر عليهم وقد تركها زوجها في معترك الحياة وتزوج بأخرى دون أن نراه ..هرباً من المسؤولية "!!! 

تعمل رغم المرض

حاول مراسل "فلسطين اليوم" البحث عن مكان أكثر أمناً في منزلها لإتمام المقابلة وخاصة وان المنزل ملئ بالشقوق وقد يقع على قاطنيه في أي لحظة.. ..

كانت تمسح دموعها لتواصل سرد مأساتها حيث قالت " أعمل خادمة في بيوت الناس بأجر قليل ولا أخجل لأني ببساطة بحاجة الى المال ففي بعض الأحيان أعمل طول اليوم بـ 15 شيكل وفي أحيان أخرى  بـ20 أو 30 شيكل ,  وأجلس في البيت عشرة أيام بلا عمل من شدة الاعياء..

وتتابع "أم محمد" وهو اسم مستعار للمواطنة المسكينة المريضة " اواصل عملي ورغم مرضي من أجل توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية لأطفالي الصغار رغم أني أُعاني من أمراض عديدة غير السرطان..." إلى أني لا أخجل من العمل أفضل من مد يدي الى الناس والحمد لله على كل حال "

وتمضي في سرد معاناتها  والحزن مخيم على وجهها:"لقد أصبح جسدي الضعيف لا يقوى على التحمل فبالإضافة للسرطان والضغط والسكر الذين نجحوا تماماً في السيطرة على أنحاء جسدي"، وتضيف وقلبها يعتصر ألماً وحزناً على حالها "عندي خمسة أطفال ليس لهم من معيل سوى الله سبحانه وتعالى ...."

زوجي تركني

تغيرت نبرة حديثها وكأن القوة عادت مجدداً لها والسبب حديثها عن ظلم زوجها الذي تركها منذ ستة أعوام هي وأطفالها الخمسة ..وقالت " تزوج بغيري ولم يفكر بمرضي ولا حتى في أولادي الصغار ولم  يتكفل بأية مصاريف للمنزل  فضاق بي الحال أكثر حتى أصبح الأطفال الأبرياء محرومين من الرعاية اللازمة حيث أنني أخرج من المنزل من أجل العمل أو أثناء سفري إلى "الداخل المحتل للعلاج" من مرض السرطان وآخد جلسات كيماوي والدهم لا يراهم ..وكأنه لم ينجب!!!!!

وتابعت : أتوجه كل شهر الى "إسرائيل" للعلاج  وأمكث يومين أو ثلاثة من أجل اجراء بعض الفحوصات والتحليلات وأترك أطفالي في المنزل عن أخوهم الأكبر محمد الذي يبلغ من العمر 16 عاماً وقلبي يتفطر عليهم حزناً لوحدهم في المنزل...واخاف عليهم كثيراً.. 

ظروف صعبة

وتواصل أم محمد  الحديث " نعيش أصعب الظروف في حياتنا ولا مبالاة من أحد من المسؤولين أو حتى الجمعيات الخيرية  في النظر إلينا ومساعدتنا ولو في الشي القليل حتى نستطيع العيش بكرامة الإنسان كغيرنا من البشر....."

" تحدثت فجأة وصمتت ..اكثر ما يحزنني....عندما يطلب مني الأطفال أن  أحضر لهم دجاج أو ولحماً لكي يأكلوا ولا يتوفر معي المال لا شتري لهم......." وأشارت الى إنها تحاول أن تقنن الطعام إلى اطفالها وتقسمه حتى يكفيهم بقية الأسبوع  والمتطلبات الرئيسية من الطعام غير موجودة .....

يفتقدون للحنان

هديل أبنه التسعة أعوام تجلس في غرفتها على فرشتها  على الأرض وعينيها البريئة مليئة بالهموم وتقول بنبرة الطفولة "انا محرومة من كل شئ حتى أمي فهي طول اليوم تعمل لدى الناس ولا تأتي الا في الليل وباقي الأسبوع تكون في العلاج وتغيب عنا لعدة ايام ....وأكون خائفة بدونها .. "

حنان تضيف:"أنا أتمنى أن تكون لي غرفة انا وأخواتي وألعاب كباقي الناس  ..وتكون امي بيننا فهي مريضة ولا تستطيع العمل. 

كل ما تتمناه أم محمد أن يشفيها الله سبحانه وتعالى من المرض أن تجد من يساعدها في حياة كريمة تعيشها وأطفالها الصغار بعيدًا عن الهموم والأحزان حتى تكون بجوار أطفالها ترعاهم بحبها وحنانها حتى لا يحرم من الرعاية اللازمة فهل نجد من يساعدها في هذا المحنة.


مريض


مريض


مريض



مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض


مريض