خبر الاتفاق الذي سيسقط الاسد -معاريف

الساعة 10:47 ص|10 سبتمبر 2013

الاتفاق الذي سيسقط الاسد -معاريف

بقلم: د. مردخاي كيدار

(المضمون: الاتفاق المتبلور هو سلم أوباما للنزول عن الشجرة العالية والادعاء بانه فرض شروط استسلام على الاسد دون اطلاق رصاصة واحدة. هذا لا يعني أن الاخرين ايضا كسوريا وايران سيضحكان على امريكا لاخفاقها في الحاق الهزيمة بهم - المصدر).

 

مثلما تبدو الامور في لحظة كتابة هذه السطور، يتبلور من خلف الكواليس اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، أو على نحو أدق بين بوتين واوباما. وسيؤدي الاتفاق الى رقابة دولية على مخزون السلاح الكيميائي في سوريا؛ سيمنع أو يقلص طلعات سلاح الجو السوري فوق المدن في الدولة؛ سيحظر استخدام الصواريخ ضد معارضي النظام؛ والاهم من كل هذا – سيقرر انتخابات حرة دون الاسد كمرشح. كل هذا من أجل

 

اعطائه الفرصة للتهرب من ضربة عسكرية أمريكية، لا يرغب اوباما – رغم النبرة التصميمية التي تبناها – في توجيهها.

 

لنفور الرئيس الامريكي من العملية توجد عدة أسباب. الاول هو قلة الاهداف العسكرية التي يمكن الهجوم عليها في سوريا، وذلك لانه منذ بدأت الاحاديث عن الهجوم "نظف" الجيش السوري كل المعسكرات وأخرج منها القوات، السلاح، الذخيرة والعتاد. والسبب الثاني هو ان جيش الاسد نثر مخزونات السلاح الكيميائي داخل المدن التي توجد تحت سيطرته، وهكذا جعل عشرات الاف الاشخاص دروع بشرية، وذلك لان من سيهاجم المخزونات سيصفي تجمعات سكانية كاملة. والسبب الثالث هو أن جيش الاسد نقل الى أهداف السلطة مئات السجناء السياسيين الذين يشكلون هم ايضا دروعا بشرية، ومن سيهاجم مثلا قصر الرئاسة سيصفيهم هم أيضا.

 

كما أن تعزيز القوة البحرية الروسية في البحر المتوسط لا يشجع اوباما على الهجوم في سوريا، وذلك لانه لا يريد أن يؤدي الى اشتعال مع روسيا على خلفية ما يجري في المنطقة. وفي الخلفية توجد أيضا امكانية أن يؤدي هجوم امريكي في سوريا الى "احداث شاذة" في الخليج الفارسي، مثل التفجيرات الغامضة في منشآت النفط، وغرق "بالصدفة" لناقلة في ميناء نفط سعودي، وحريق "غير واضح" في بئر غاز قطري – مما يعرف الجميع أن ايران تقف خلفها. ماذا سيحصل عندها لاسعار الوقود التي يدفعها الامريكيون من أجل الوصول الى العمل؟

 

بتقديري أن تركيا والاردن ايضا – الحليفان التقليديان للولايات المتحدة – يخشيان مزيدا من التدهور في سوريا والذي قد يحدث جراء الضربة الامريكية وذلك لانهما سيضطران الى معالجة فيض اللاجئين المتعاظم، كما أنهما قد يعانيان من صواريخ

 

الانتقام من الاسد، الذي قد يستخدمها انطلاقا من منطق "عليّ وعلى أعدائي يا رب". ولان الامريكي في الشارع، الناخب لاعضاء الكونغرس، ليس قلقا حقا من عربي يقتل عربيا، يمكن الافتراض بان عضو الكونغرس العادي سيصوت ليس انطلاقا من قلق أخلاقي على السوريين وحياتهم، بل انطلاقا من قلق مصلحي على اعادة انتخابه في الانتخابات القريبة القادمة.

 

في مثل هذا الوضع العسير، لا غرو أن اوباما يبحث عن سلم كي ينزل عن شجرة الخطوط الحمراء التي تسلقها، ولا سيما اذا كان يمكنه أن يظهر أمام الكاميرات ويقول: "نجحنا في أن نملي على الاسد شروط استسلام دون أن نطلق رصاصة واحدة". اما الاسد فبالطبع سيقول: "نجحت في ردع أمريكا"، والايرانيون سيواصلون الضحك على الامريكيين كل الطريق الى القنبلة. والاوروبيون سيواصلون بيع سوريا وايران مواد خام لاسلحة الدمار الشامل، والروسي سيضحكون على الولايات المتحدة التي أثبتت مرة اخرى بانها نمر من ورق.

 

اسرائيل، السعودية، قطر، الاردن وتركيا ستشد على الاسنان غضبا بسبب حقيقة أن مرة اخرى خيبت واشنطن أمل حلفائها. اصدقاء الولايات المتحدة ملزمون باستخلاص الاستنتاجات بالنسبة لمدى اعتمادهم عليها في مسائل مصيرية مثل التخلي عن ذخائر استراتيجية مقابل وعود وضمانات أمريكية.