خبر السيسي على الحصان- يديعوت

الساعة 08:46 ص|09 سبتمبر 2013

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: السيسي اخذ على عاتقه تصميم وجه مصر التي تشفى من ثلاث ثورات في أقل من سنتين. عندما يقاتل الجنرال الكاريزماتي في الشوارع فلا رأس له لترهات كالديمقراطية - المصدر).

 

لا ينبغي لبشار الاسد بالذات ان يهمنا مستقبله السياسي، مصيره الخاص، والقوة التي سيستخدمها كي ينجو. فرجل السنة، مع امكانية إثارة الفضول الاكبر، هو الرجل القوي لمصر. الجنرال السيسي على ما يبدو هو في هذه الاثناء مثل روبين هود الذي أخذ الامور في يديه كي يعلن الحرب ضد الانذال.

بقوة وتصميم رسم السيسي هدفه: ان يؤدي بالاخوان المسلمين الى التفكك. الاشرار جدا، زعماء الحركة، القى بهم في السجون. اما مع الاخوان من الدرجة الوسطى فهو ينظم الامور عبر الدبابات في الميادين، ويغلق قنوات التلفزيون المحرضة، "الجزيرة" في رأس المعسكر – لمواصلة حرب العلمانيين – المتدينين في مصر.

من السهل ملاحظة استياء الاسلاميين. فهم مستعدون لان يقسموا بان الجنرال الذي نبت لهم من تحت الانف خدعهم على نحو عظيم. فعندما منح الرئيس المعزول السيسي تفويضا ثلاثيا كوزير للدفاع، رئيسا للاركان ورئيسا للمجلس العسكري الاعلى، كان مرسي واثقا من خياره السليم لـ "واحد منا".

السيسي، الذي يسمح لنفسه بالشقاق مع الرئيس اوباما، أخذ على عاتقه تصميم وجه مصر التي تشفى من ثلاث ثورات في اقل من سنتين. وعندما يقاتل الجنرال الكاريزماتي في الشوارع، ويحاول البعض تصفية وزير الداخلية المصري، فليس له رأس للترهات عن الديمقراطية. اذا كان الملتحون قد أدخلوا مصر في مشاكل، فانهم لدى السيسي فقدوا حظوتهم.

هكذا، رجل السنة في مصر، جاء من خلف الكواليس – ومن خلف نظارات شمسية قاتمة تمنحه هالة رئيس رغم أنه اقسم الا يتنافس – لاحلال الهدوء. قبل اسبوعين، وفيما كانت صوره معلقة على كل مبنى وفي برامج البث يتحدثون عن المنقذ الوطني – يقسم السيسي بان ليس له احلام عن قصر الرئاسة. يقال انه يفضل ادارة مصر من الظل الاكثر خفتانا. كما يقال انه رجل المفاجآت الكبرى، وفي اللحظة الاخيرة سيصعد الى العربة السياسية. اذا صعد، فانه سينتصر. ملايين المصريين معتادون على الاعجاب بالجيش.

الجدول الزمني لرجل السنة يتفجر. الحرب ضد الارهاب في سيناء، التي تمتد الى حرب ضد حماس. وجع رأس غير بسيط مع الانهيار الاقتصادي. صاغة دستور جديد. انتخابات للبرلمان. والمشكلة الاكثر تعقيدا: الا يغلوا لمصر مصادر النيل. ولن ننسى العلاقات مع العالم الكبير وخلق الصورة – الشيطان يعرف كيف – التي تبث الاستقرار.

اقناع المستثمرين بالعودة، وجلب السياح، وحماية العبور الآمن في قناة السويس. الامساك بشدة بالخيوط التي ترتسم في الطريق الى تصفية الحسابات مع الاخوان. ادارة الامبراطورية الاقتصادية الهائلة للجيش المصري: مقاولو البناء الذين يقيمون احياء سكنية، مدارس، خدمات رفاه، نوادي، متاجر، مخابز، حقول للزراعة. واقع آمن للجنود الالزاميين، مستقبل واعد للضباط في الجيش النظامي.

في نهاية الاسبوع وقعت على مقالين نشرا في مجلة "التايم" الامريكية. في واحد يدعي محلل كبير بان "مصر لم تعد هامة"، ويوصي الادارة بتقليص المساعدة للدولة المنهارة. وفي المقال الثاني يشرحون لماذا مصر هي جد هامة، ويعلقون الآمال بالسيسي في ان يسير بها، الان بالذات، نحو القيادة الاقليمية. الحقيقة، مثلما هو الحال دوما توجد في الوسط.

مهم لنا أن تكون مصر مستقرة كي تحافظ على السلام. مهم للجنرال السيسي ان يخرج مصر من الحفرة. مع كل التحفظات والتسريبات ضده عندنا، من المهم أن نتذكر بان السيسي هو قبل كل شيء وطني مصري. دعوه يعمل. اذا ما نجح، سنقدم له الحساب.