العائلة مصابة بامراض عدة

بالصور غزة: المسمى « بيت » والواقع « حظيرة » !

الساعة 07:25 ص|09 سبتمبر 2013

غزة (تقرير خاص)

المسمى "بيت"، لكنه في الواقع "حظيرة"..، كان من الصعب والمُدمي إطلاق ذلك المصطلح الذي تعافه النفس البشرية على  المكان الذي تقطنه عائلة "آدمية"، لكن تلك الرقعة التي لا تتسع لنوم الصغير، ولا جلوس الكبير، أضحت واقع مريراً تحياه عائلة "أبو علي" نتيجة حالة "الفقر والقحط" الذي حلَ بها.

وتعاني عائلة المواطن "أبو علي" من أوضاع اقتصادية "مزرية للغاية"، حيث أن العائلة تفتقد لمصدر مالي، عدا عن "مساعدات الشؤون"، والتي لا تكفي لإشباع صغيرهم، ولا مداوة ابنتهم "مريضة السرطان"، وتعاني العائلة من مشاكل صحية عدة، حيث يعاني الأب من "الغضروف" وخذلان عام في الإطراف، بينما تعاني ابنته من السرطان، تلك الأمراض كفيلة باستنزاف العائلة من ناحية مادية بل ونفسية.

حال  منزل العائلة، لا يختلف كثيراً عن حالة العائلة التي أنهكتها الأمراض والأوجاع، حيث يعاني ما يسمى بسقف المنزل من "هشاشة"، وضعف، وفي أغلب الأحيان يكون رفيق رؤؤس أبنائهم جراء سقوط كتل منه عليهم، كما ويفتقد المنزل إلى شبابيك تقيهم "الستر"، ويفتقد إلى أبواب تقيهم "الأمان"، أما بالنسبة لـ"حمام العائلة"، فحدث ولا حرج.

دامي العينين "أبو علي" لا يكاد يتوقف عن رفع الردم المتساقط على ارضي منزله طوال اليوم، لكن الخيارات بالنسبة له أصبحت معدومة والبديل مفقود، حيث يقول :"يومياً أتعرض أنا وأسرتي لأوضاع مأسوية، وفي كل يوم لنا حكاية مع الفقر، وتصدع المنزل"، متسائلاً يكمل وهو يشير على باب المنزل الخشبي "من يستطيع أن يعيش في منزل بتلك الصورة؟!".

"أنا عاطل عن العمل منذ سنوات عدة، نتيجة لإصابتي بأمراض عدة، وليس عندي أي معيل للعائلة، ولا أتلقى أية مساعدات إنسانية سوى، مساعدات الشؤون الاجتماعية، وهي لا تكفي للحد من المأساة التي نعيشها أنا وعائلتي"، قول أبو علي.

شيبة أبو علي لم تمنعه من البكاء على حال ابنته المريضة التي أرهقت الجيب، وأتعبت البال، "لم تساعدني أية جهة كانت في علاج ابنتي مريضة السرطان والتي تكبدت فترة علاجها مبالغ مالية باهظة، كانت على حساب تعليم أولادي وحالة منزلي، وعلى حساب طعام وقوت أطفالي، وصحة زوجتي".

ويقطن في منزل "أبو علي" إضافة لأولاده "حماته" قعيدة الفراش، نظراً لحالة الشلل التي أصابتها، والتي تحتاج لعلاجات يومية.

وبينما "أبو علي" يعزف بصوته الباكي الشاكي معاناته على وتر الفقر، فإذا بكتلة اسمنيتة من السقف "تسقط بجانب احد الأطفال"، لكن الله "رحمْ" !، وجل أمنيات ذلك "الحزين" "بيت يستر بناته" !

 

"وداعاً للتعليم"!

أما زوجته فأوضحت أوجه جديدة للمعاناة تتمثل في "حرمان البنات" من التعليم، وتوقفهم قسراً عن استكمال مسيرتهم التعليمية، كخطوة "حانية" علهم ينقذون بها "أختهم المريضة".

 ومن أوجه المعاناة، خوفها الملازم لقلبها على فلذة كبدها "أولادها"، والتي تخشى أن تصحو يوماً تجدهم "مفرومين"، وقد خرَ عليهم السقف.

"أم علي" التي تنام وجل عائلتها بالإضافة لامها في غرفة واحدة، أوضحت أن فصل الشتاء يعني "الكابوس الأكبر" لعائلتها، حيث تصبح العائلة موزعة على "الجيران والأقارب"، وذلك بعد أن يكون المطر "أنيس فراشهم" لتسرب من بين شقوق ما يمسى بـ"سقف".

تقول "أم علي":"البعوضة تلازم المنزل سواء في فصل الشتاء أو في فصل الصيف، وتسبب للأولاد التهابات عدة في أجسادهم، والسقف يقترب من السقوط وأخشى وفاة الأولاد، وحالنا لا يعلم به إلا الله، ولا نستطيع وصفه، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وبدموعه "الغزيرة" التي تشابه تسلل مياه الأمطار إلى منزلها تناشد المؤسسات الحقوقية والإنسانية وأوجه الخير بمساعدتها في بناء منزلها و"إنقاذ أطفالها من بين أنياب الفقر والمرض"، فهل تجد صرخاتها صدى، أم قريباً نتلو نشيد النعي على عائلتها.

 ويشار الى ان هذة القصة طرحها برنامج اهل الخير الذي يذاع عبر اثير اذاعة القدس ....


عائلة
عائلة
عائلة
.عائلة
.
عائلة
.
عائلة
.
عائلة
.
عائلة
.
عائلة
.
عائلة
.
عائلة
-
عائلة
-
عائلة