خبر خافوا بوش ولا يخافون اوباما.. إسرائيل اليوم

الساعة 09:38 ص|08 سبتمبر 2013

بقلم: البروفيسور إيال زيسر

(المضمون: كان الكره للولايات المتحدة وما زال قويا عنيفا في العالم العربي لكن العالم العربي على عهد بوش كان يخافه ويُجلّه لكنه لم يعد الآن يحسب حسابا لاوباما - المصدر).

كان يبدو قبل اسبوع أن العالم العربي يقف موحدا وراء الرئيس اوباما في طريقه لضرب الطاغية السوري بشار الاسد. لكن تبين في خلال الاسبوع الاخير أن اوباما بقي وحده، ومن ورائه مؤيدات قليلة فقط في أنحاء العالم العربي كله وهي قطر وقناة "الجزيرة" والعربية السعودية، وبهذا تنتهي القائمة على التقريب. ليس السؤال في العالم العربي، كما هي الحال في اوروبا وفي مجلس النواب الامريكي في الحقيقة، عن سوريا وبشار بل عن الولايات المتحدة واوباما. تبين اذا أنه حتى الغاز الذي استعمله بشار الاسد في اطار حرب الابادة التي يقوم بها على أبناء شعبه، لم ينجح في إزالة العداوة بل ولا الكراهية للولايات المتحدة وعالم القيم الذي ترمز إليه.

إنهم يحبون في العالم العربي أن يكرهوا الولايات المتحدة لأنها ترمز بالنسبة للعرب الى "الآخر" الذي يسهل اتهامه بالمسؤولية عن الضعف والتخلف الاقتصادي، والذي يرمز بانجازاته الى فشل أكثر الدول العربية في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين. وكل ذلك ولم نذكر بعد قضية الصراع الاسرائيلي العربي. وهم في العالم العربي يفضلون التخلي عن الخلاص على أن يأتي من الامريكيين.

والى ذلك تدل أحداث الاسابيع الاخيرة على أنه كما لا يوجد مجتمع دولي ولا يوجد اتحاد اوروبي وقد تلاشيا وتبين أنهما صفر بازاء الفظاعة في سوريا، لا يوجد عالم عربي ايضا، وكل ما يوجد مجموعة دول بعضها في مراحل انحلال متقدمة غارقة في مشكلاتها الداخلية.

وقد انقضى على العموم الربيع العربي منذ زمن ومصر هي المثال البارز على ذلك. فقد حل الجنرالات محل مرسي الذي أيد التمرد السوري الذي يشارك فيه رفاقه من أناس الحركات الاسلامية في سوريا، اولئك الجنرالات الذين لا يُخفون تأييدهم لجهود النظام السوري لاعادة الاستقرار والامن الى سوريا. إن التشجيع الشعوري من شباب ميدان التحرير للمتمردين في سوريا حل محله الغضب على الولايات المتحدة التي تُرى مؤيدة باسم الديمقراطية للاخوان المسلمين الذين عُزلوا عن الحكم.

بقي اوباما وحده اذا مثل جورج بوش في حينه حينما خرج للحرب في العراق في سنة 2003. بيد أنهم كرهوا بوش واحترموه وخافوا منه في الأساس، أما اوباما فلا يحسبون له حسابا ببساطة.