خبر البردويل: لسنا قلقون من « تمرد » في غزة..ودحلان عدو « لحماس وابو مازن »

الساعة 06:59 ص|08 سبتمبر 2013

غزة (خـاص)

في حوار خاص مع الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس

* مواجهة الأزمة الاقتصادية القائمة ليست مسؤولية حماس وحدها

* يتحدى مصر بأن تأتي بدليل واحد يدل على مشاركة حماس في أعمال داخلية

* مصر تشيطن حماس لدغدغة المشاعر "الإسرائيلية"

* تجديد الحصار يهدف لنزع الشرعية الدستورية عن حماس والثورية عن الفصائل


* دعوة هنية للشراكة جادة وهناك مواقف ايجابية من فصائل داخل وخارج المنظمة

* دحلان" هو عدو  "لحماس ولأبو مازن "ويريد أن تبقى غزة منفصلة عن الضفة  

أكد النائب والقيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل أن حركته لا تشعر بقلق كبير من ظاهرة تمرد في قطاع غزة التي يتم الحديث عنها في العالم الافتراضي(الفيسبوك)، معرباً عن اعتقاده بان التمرد في مصر شيء لا يحتذى به في الشارع الفلسطيني، بعد أن أظهر قُبح مظهره عندما قام بذبح المصريين وحرقهم في الشوارع، خاصة وأن تمرد مصر ارتبط في أذهان الناس الذين راقبوا الأحداث بأنه عبارة عن نازية وفاشية جديدة استحلت دماء المسلمين.

هذا وأوضح البردويل في حوار خاص مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأنه توجد معلومات ووثائق مؤكدة يجري التعامل معها أمنياً تهدف إلى زعزعة الأوضاع في قطاع غزة، وما الاعترافات التي كشفت عنها وزارة الداخلية بغزة لأحد العملاء هي جزء من ذلك.

وعن المخطط الذي اعترف به العميل والذي سيؤدي إلى أن يتسلم القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان إدارة قطاع غزة، أكد البردويل بأن دحلان هو عدو لحركة حماس من جهة ولأبو مازن من جهة أخرى، وهو يريد أن تبقى غزة منفصلة عن الضفة الغربية ولا تعود لسيطرة أبو مازن، ولذلك يريد دحلان أن يدخل من منطقة وسط يستعين فيها بأموال عربية من أجل أن يسيطر على غزة بموافقة مصرية.

وقال:" لربما تسمح مصر بهذه القضية مؤقتاً ليحل محل "أبو مازن" ثم تقوم بعد ذلك بتسوية الحسابات بين دحلان وأبو مازن. وأضاف أن مصالح أبو مازن ودحلان تتضارب لكن عدوهم مشترك (حماس).

وفي سياق آخر، وصف البردويل اتهامات الرئيس محمود عباس لحركة حماس بأنها هربت عناصر للتدخل في الشأن المصري الداخلي، بأنها كذبة وهي جزء من عملية صناعة الكذب وترويجه ويهدف منها تشويه صوره حركة حماس والتقرب من النظام الحاكم في مصر.

وبشأن المصالحة وإمكانية تحقيقها، أكد البردويل بأن حركة فتح تدرك يقيناً بأن عباس لا يريد مصالحة ولا انتخابات، طبقاً لشرط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للشروع في المفاوضات.

وبشأن دعوة رئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنية للفصائل بالشراكة السياسية، أكد البردويل بأن هذه الدعوة مازالت قائمة وأن حركة حماس شكلت لجنة خاصة وتحاورت مع الفصائل وحظيت الدعوة بردود ايجابية من الفصائل سواء في منظمة التحرير أو خارجها، معرباً عن أمله أن يتحقق مفهوم الشراكة الكامل في القرار والإدارة وتحمل المسؤولية.

وبشأن الاتهامات المصرية لحركة حماس بالتدخل في الشأن المصري، تحدى القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل الحكومة المصرية بتقديم دليل واحد أو يأتي باسم واحد من أبناء حركة حماس شارك فعلاً في أي عمل داخل مصر.

وأوضح أن زج مصر اسم حركة حماس في مشاكلها الداخلية هي قضية سياسية لأن لديهم هاجس كبير جداً من حركة الإخوان المسلمين، وحماس هي الأقرب لحدود مصر وتنتمي هذه الجماعة فلا بد أن تشيطن، إضافة إلى أن استهداف حماس هو لدغدغة العواطف "الإسرائيلية" لكي تضغط على أمريكا وأوروبا كي تغير موقفها مما يجري في مصر، ولا تقطع المعونات عن مصر.

وأكد على حق مصر في أن تمارس ما تشاء على أرضها، مطالباً في الوقت ذاته بأن لا تحاصر قطاع غزة.

وحول آلية المخرج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة جراء إغلاق الأنفاق من قبل مصر، أكد البردويل على أن هذه الأزمة ليست مهمة حركة حماس فقط، وإنما هي أزمة تطال الكل الفلسطيني وبالتالي على جميع الفصائل أن تجتمع كما دعا رئيس الحكومة اسماعيل هنية لتناقش المشكلة، رافضاً كل الضغوطات التي تمارس وستمارس من أجل استجابة حماس للدخول في مشروع أوسلو. موضحاً أن الهدف من تجديد الحصار على قطاع غزة هو المقاومة الفلسطينية.

إليكم نص الحوار:

* هل صحيح أن هناك حركة تمرد في قطاع غزة يجري التخطيط لها حسب معلوماتكم ومتابعتكم؟ 

أولاً، من حيث المبدأ قطاع غزة متهم بأنه متمرد إسرائيل وضعت قطاع غزة كياناً متمرداً، هناك دعوات فلسطينية متمردة من رام الله اعتبار غزة قطاعاً متمرداً، هناك بعض وسائل الإعلام المصرية تدعو لإعلان قطاع غزة كياناً متمرداً بما فيه من مقاومة. وبهذا المنطق إذا كانت قطاع غزة كياناً متمرداً فهل سيجري تمرد على التمرد؟. من ناحية.

من ناحية ثانية، كل الأطراف الفلسطينية تنكر بشكل رسمي لا تقول ان هناك تمرد، وإنما دعوات من العالم الافتراضي الفيسبوك للقيام بتمرد، وهذه الدعوات تبشر بانقلاب في غزة، ولا ندري انقلاب على من.. أيضاً هناك بعض التحركات الأمنية كشفت أن بعض العناصر مرتبطين ببعض الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإسرائيلية.

العالم الافتراضي هو غطاء لتحرك أمني، أعتقد أن وزارة الداخلية عرضت مقطعاً من لقاء مع أحد المنخرطين في هذا العمل الأمني الذين يريدون أن يستغلوا هذا الغطاء من العالم الافتراضي لتحقيق بعض الضربات والفوضي هنا أو هناك حتى يثبتوا أن كلامهم بلا رصيد.

على أي حال لا أعتقد أنه العملية كبيرة إلى حد التمرد، ولا أعتقد أن التمرد في مصر شيء يحتذى به لأنه مختلف عليه كثير جداً بل أظهر قبح مظهره عندما قام بذبح المصريين وحرقهم في الشوارع، هذا التمرد ارتبط في ذهن الناس الذين راقبوا الأحداث أنه عبارة عن نازية وفاشية جديدة استحلت دماء المسلمين أحرقتهم في الشوارع وجرفتهم بالجرافات، لا أعتقد أنه أصبح محبباً أو نموذجا ممكن أن يحتذى به في الشارع الفلسطيني.

ارتباط هذا التمرد على أرض الواقع على ارض الواقع من المخابرات "الإسرائيلية" كما اعترف العميل الذي بثت وزارة الداخلية شريطاً عنه، كما ان معلومات أكثر مما بث يعطي الانطباع القضية قضية استمرار للعدوان "الإسرائيلي" ومن ارتبط به على قطاع غزة.

الظاهرة تحاصر، لا تنسى دخول لبعض الناس المتذمرة التي لا تريد ان تقاوم الحصار بالصير، تريد كل شيء جاهز في الحياة، وتتجاهل وتتعامى عن حقيقة أننا محاصرون بسبب مواقفنا السياسية ويقولون نحن لا علاقة لنا بالأمر نريد كل شيء جاهز عنا وقود كهرباء الحياة الرعدة جاهزة ولا نريد أن ندفع ثمن كوننا فلسطينيين أو كوننا نعيش حالة من المقاومة او نبحث عن الحقوق، هؤلاء الناس ليسوا خبثاء في تفكيرهم وينطلقون من حاجات فطرية غريزية للكمال والرفاهية إلا أنهم بحاجة إلى حوار مجتمعي ووطني يخفف من لهجتهم ويعيدهم إلى الدفة الحقيقية والبوصلة الحقيقية التي تتعلق انه ما نقوم به هو ثمن للمواقف الوطنية. هذا الحوار يمكن أن يخفف. أيضاً الحكومة نطالبها أن يكون لديها برامج للتخفيف عن الناس. اعتقد أن هذه الأمور كلها تقلل من أذرع ما يسمى بالتمرد. لكن في كل حال لا نشعر بقلق كبير من هذه الظاهرة.

* تحدثت بأن بحوزتكم معلومات أكبر حول ما يخطط لقطاع غزة.. ما هي هذه المعلومات؟

هناك معلومات يتم التعامل معها أمنياً ولا يتم التعامل معها إعلامياً، رأيتم ما تم التعامل معه إعلامياً بعض الوثائق كشفنا عنها تعطي انطباع بأن هناك تعاون من نوع ما، بين جهات عربية وفلسطينية من اجل تشويه صورة وشيطنة المقاومة الفلسطينية بل شيطنة غزة بل وصل الأمر شيطنة الإنسان الفلسطيني في مصر. لكن هناك معلومات كثيرة جداً كان لدينا مئات الوثائق وما كشفنا عنه نحو 20 وثيقة لكن لا نستطيع ان نكشف عن وثائق أخرى لأنه يتم التعامل معها من ناحية أمنية وثائق خطيرة جداً.

* ما اعترف به العميل الذي بثته وزارة الداخلية ربط بعلاقة بين عباس ودحلان.. هل ترى أنه المنطق القبول بهذه الاعترافات في ظل القطيعة بين الرجلين.. وكيف سيقبل عباس بالسماح لدحلان بالسيطرة على قطاع غزة ؟

العلاقة بين الشخصين نعرف ان بينهم خصومة كبيرة جداً وانه عباس اتخذ قرارات قاسية بحق دحلان بعد أن وقف إلى جانبه قوية جداً في انقلابه ضد أبو عمار وفي الإطاحة أبو عمار وإزاحته، وقفا سوياً حتى وصلوا إلى إنهاء حياة أبو عمار جسدياً بعدما حاولوا ان ينهوا حياته سياسياً عن طريق المزايدة عليه، أبو عمار رفض التنازل في كامب ديفيد فوجد من يزايد عليه وأن من يدخل المناقصة بأرخص الأسعار.. ثم بدأوا يختلفون فيما بينهم.. مضوا فترة طويلة موحدين وقاموا بما قاموا به من انقلاب في قطاع غزة وقلب الشرعية وإلغاء نتائج الانتخابات الفلسطينية ثم بعد ذلك عندما هزموا في غزة ذهبوا للضفة واختلفوا هناك عندما لم يجد دحلان مكاناً فبدأ يتلسن على أبو مازن، وأبو مازن عمل على قمعه وحتى عمل أشياء غير قانونية بطرده من المجلس التشريعي. علماً أن طرد أي عضو من التشريعي تحتاج لرفع حصانة بنسبة الثلثين من المجلس التشريعي ولكن أبو مازن أخذ القانون بيده وطرد دحلان وهذا ما سبب أزمة نفسية كبيرة جداً.. دحلان من جهة عدو لحماس ومن جهة أخرى عدو لأبو مازن ، هو يريد أن يدخل من منطقة وسط، يريد أن تظل غزة منفصلة عن الضفة الغربية ولا تعود لأبو مازن وفي نفس الوقت يريد أن يستعين بأموال عربية من اجل ان يسيطر على غزة بموافقة مصرية استغل الأحداث في مصر لربما مصر تسمح بهذه القضية مؤقتاً ليحيل محل أبو مازن ثم تقوم بعد ذلك بتسوية حسابات بينه وبين أبو مازن، لكن في كل الأحوال صحيح ان مصالحهم تتضارب ، لكن لهم عدو مشترك، لو سيطر دحلان افتراضيا على غزة فإنه في النهاية يستطيع ان يتفاهم مع شريكه القديم أبو مازن.

* هل تعتقد أن مصر من الممكن أن تدخل إلى قطاع غزة كما يشاع ؟

لا أعتقد ذلك، الجيش المصري ليس في اعتقادنا انه من الممكن أن يدخل في معركة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مصر دولة كبيرة جداً في المنطقة العربية وجيشها حتى اللحظة له سمعة جيدة، ودخوله قطاع غزة يكلفه سياسياً وإعلامياً الكثير، وبالتالي لا اعتقد أن يقوم بعمل من هذا القبيل.. ولا يوجد له مبرر في ذلك لماذا يدخل إلى غزة ؟.. ولا يمكن أن يتعامل مع جهة فلسطينية ضد جهة فلسطينية، خاصة وأن مصر داخلة في عملية مصالحة بين الفلسطينيين ومعقول تنحاز لطرف ضد طرف.. وهذا افتراض ليس طبيعياً وليس وارداً في الحسبان.

* عباس قال في تصريحات له بأن حركة حماس هربت عناصر لها إلى مصر للتدخل في الشأن الداخلي المصري.. كيف تقرأ هذه التصريحات؟

اعتقد أن عباس يعيش نفس الكذبة التي تكذبها قيادة فتح على نفسها، هو جزء من عملية صناعة الكذب وترويجه، هو يعتمد على أنه رئيس مع أننا لا نعترف به كرئيس شرعي باعتبار انه فقد ولايته القانونية حسب الدستور، إلا انه طالما أعطى له غطاء عربي ودولي كي يظل رئيساً، هو يظن أنه لو خرجت منه الكذبة لن يجد من يكذبه، طبعاً هو متأكد انه هذه كذبة لكن يريد أن يضيف إلى الهجمة الإعلامية على حماس كذبة تخرج من رئيس فتصدقها جهات كبيرة جداً لتشويه صورة حماس والتقرب من النظام الحاكم في مصر.

* فتح تتهم حركة حماس بأنها معطلة لتنفيذ اتفاقات المصالحة، لذلك لجأت لخيار الانتخابات كاستحقاق وطني؟

فتح هي تعلم علم اليقين أن عباس لا يريد مصالحة ولا يريد انتخابات، لأنه أبو مازن قدم تعهد لكيري قبل بدء جولة المفاوضات بأن لا يأتي على سيرة المصالحة طالما هناك مفاوضات، تعطيل بنود المصالحة بكل بنودها بما فيها الانتخابات قدمت عربون انتخابات لكيري. أبو مازن دخل بشرط للمفاوضات.. انه الولايات المتحدة أن يتنازل عباس عن شروطه بتجميد المفاوضات، وثانياً أن يجمد موضوع المصالحة. وهذا نعلمه في حماس وتعمله حركة فتح.

إذن جمدت المصالحة، عندما تأتي فتح لتقول انه حماس لا تريد انتخابات.. أنا أقول من حيث المبدأ هم لا يريدون انتخابات ومصالحة طبقاً للشرط الأمريكي طالما يوجد مفاوضات. ثانياً : من حيث المنطق، الانتخابات هي نتيجة منطقية لسلم اجتماعي (لمصالحة)، لأنه هل تجري انتخابات بين أعداء يقفون لبعضهم بالسلاح .. هذا مستحيل.. الانتخابات تجري في حالة توافق اجتماعي، مصالحة، نزاهة، حريات .. كل هذه مقدمات للانتخابات وهذا ما تم الاتفاق عليه.. إشاعة الحريات وهو ملف كبير جداً.. التأسيسي للنظام الوطني الفلسطيني بإعادة صياغة منظمة التحرير من خلال القيادة المؤقتة مع الفصائل وبدأنا في هذا الموضوع جلسة أو جلستين في الأردن.. ثم تشكيل حكومة ترعى الانتخابات .. من الذي سيرعى الانتخابات وسيشرف عليها، الانتخابات لابد لها من حكومة موحدة ومتوازنة، وهم لم يقبلوا بإصلاح منظمة التحرير وجمدوا الحريات والحكومة والمصالحة الاجتماعية ثم قفزوا للانتخابات.. كيف ستجرى الانتخابات في هذا الجو المحتقن؟ ما المراد من هذه الانتخابات؟ هم يريدوا في جو معكر كهذا تهزم حماس بالتزوير في الضفة الغربية ومن ثم تقلب الحكم.. وهذه وصفة لاقتتال جديد.. أنت تريد مصالحة ولا اقتتال جديد.. إذا بدك مصالحة معنى ذلك بدك أي شيء لا يؤدي إلى الاقتتال الجديد. ولذلك أقول لك ان هذا كلام واقعي وغير صحيح.

* أنتم تصفون عباس بأنه وكيل امني.. كيف تريدون أن تتصالحوا مع شخص تصفونه بهذا الوصف؟

هذا ليس اتهاماً – هذا وصف حقيقي، لو راجعت اتفاقية أوسلو تجد أنها أمنية وليست سياسياً، بدليل انه على مدار عشرين عاماً لم تحقق كياناً سياسياً فلسطينياً وإنما كل حصيلتها هي تعميق التنسيق الأمني مع الاحتلال ، هل رأيت بعد عشرين عاماً من المفاوضات كياناً فلسطينياً له سيادة وطنية وله حدود وله جيش وله حق في ان يدافع عن نفسه؟ لم ترى ذلك ولن ترى ذلك.. ولم يوقف الاستيطان.. وحتى عندما شارون ألغى اتفاق أوسلو وداس الضفة الغربية بالدبابات واحتلها.. لم يبق من اتفاق أوسلو هو التنسيق الأمني مع الاحتلال ويتقاضى راتب ومنح على هذا التنسيق الأمني. إذن السلطة بأجهزتها الأمنية وقوتها الرئيسية بالفعل تعمل كوكيل أمني.. ونحن رفضنا ذلك في غزة فحدث الانقلاب علينا في غزة الذي تلاه الحسم من جانبنا ثم تحولوا وسيطروا على الضفة الغربية وما زالوا.. العدو يدخل قلنديا ويقتلوا ثلاثة من فتح وفي اليوم التالي يقتل الأجهزة الأمنية تقتل فتحاوياً رابعاً، تعاون وتبادل ادوار وأي إنسان يرفع رأسه من المقاومة إما يعتقل وإما ان يسلم للاحتلال وإما ان يقتل وإما ان يتعاون الطرفان على قتله.. العقيدة الأمنية التي أوجدتها أوسلو هي عقيدة تقول مقابل ما ندفع لك من رواتب للموظفين، ومقابل ما نسمح لك من امتيازات شخصية في السفر والتنقل في الداخل والخارج بحرية، ومقابل ما نمنحك من أوسمه شكلية تطوف فيها في البلدان العربية والأجنبية أنت يجب أن تخدم أمننا. الأمن الإسرائيلي، إذن هي أمن مقابل سلام.. أمن "إسرائيلي" مقابل السلام لقيادة السلطة .. نحن لا نتجنى كثيراً عندما يقف واحد ويقول عباس يعمل وكيل أمني هم من ناحية التوصيف وليس تهمة وأصبحت الآن التنسيق الامني وجهة نظر وليس فيه أي خيانة، أنت لو بدك توصف التنسيق الأمني على أنه خيانة السلطة كلها، لكن نحن نلطف الأجواء ولا نقول ذلك، ربما ينفعل بعض الناس في خطبة أو خطاب جماهيري ويسمي الأسماء بأسمائها الحقيقية يقول هذه عمالة ، هذه خيانة للشهداء، لكن نحن نقول لا للتنسيق الأمني كلمة لطيفة التنسيق الأمني لو انت قلت عنها تعاون أمني بيمشي وهكذا يسميها العدو الصهيوني. 

نحن نقول هذه وجهة نظر وهذه التزامات والروح الوطنية مازالت عند الأجهزة الامنية ولكن هم يؤدون نفس الدور الذي يؤديه العميل بس بطريقة بريستيجية جميلة، لا نريد ان ندخل في خوض كبير جداً ، ولكن نتفاوض معه انه في روح وطنية مازالت تسري وهذا التزام امني رغم ان إسرائيل لا تلتزم بأي شيء اتجاههم ، إسرائيل تخترق كل المحرمات ضد الشعب الفلسطيني، لكن حتى اللحظة هم يعملون بخط ثابت في ظل أسوأ الأوضاع حتى بعد السور الواقي وأثنائه وقبله السلطة تخدم الاحتلال ويتباهون بذلك.

* رئيس الحكومة في غزة دعا إلى شراكة سياسية للمرة الثانية.. هل هذه الدعوة لازالت قائمة؟ وكيف كان التعاطي معها من قبل الفصائل؟

نعم هو دعا الى شراكة ، مفهوم الشراكة عندنا هو مفهوم كامل، مشاركة في القرار والدم وتحمل المسؤولية والادارة، ودعوته صادقة مئة في المئة وشكلت لحنة من قبل حركة حماس لذلك، وبدأنا حواراً مع الفصائل، وهناك ردود ايجابية جيدة من بعض الفصائل الفلسطينية من داخل منظمة التحرير وخارجها، الأجواء جيدة والحوار هادئ ونحن على استعداد ان ننقله للنخب الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والى كل الشخصيات الاعتبارية .

نحن نريد شراكة كاملة، ليس على قاعدة أننا لا نستطيع أن نتحمل المسؤولية، ولكن على قاعدة ان الشفافية والشراكة، لا تجلدني ولا أجلدك.. تعال شارك معي واحمل معي الهم واذا في غنيمة نتقاسمها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، على قاعدة اننا شركاء في الحمل وشركاء في النتيجة هذا ما هو مطلوب.. اما ان تقفلي على الخطأ وتتصيد أخطاء عندي أو ان تستغل ظروفي وأنا أقاوم الاحتلال ومحاصر وانت تجلدني بدلاً ان تقف معي، فهذه قاعدة غير وطنية، نحن على قاعدة الكل يحمل الهم والكل اذا في خير يأخذه، ونوزعه بعدالة اجتماعية ، وتحمل وصبر أمام الاحتلال واما الحصار.

* هل سنشهد حكومة تشارك فيها عدة فصائل في قطاع غزة قريباً ؟

نحن نعمل ما بوسعنا وما علينا وإن شاء الله ربنا يوفق الجميع في حوار هادئ ان يصلوا إلى هذه النتيجة الجيدة ليس في غزة فقط وإنما في الضفة الغربية أيضاً.

* هل يتم مناقشة الموازنة العامة للحكومة خلال جلساتكم في التشريعي بغزة ؟

بالنسبة للسلطة لم تناقش الموازنة مرة واحدة، نحن ناقشنا في التشريعي الموازنة العامة 4 مرات، تقريباً كل سنة بناقش الموازنة، العام الماضي كان عندنا مناقشة وقبلها والآن عندنا تحضير لموازنة. الحكومة تضع موازنتها المتخيلة ونحن نناقشها .. نحاول ان نوازن في الوضع بحيث لا تتغلب وزارة على أخرى، ومشاريع ثانوية على أساسية، المهم ان المجلس التشريعي داخل في التفاصيل، اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي ولجنة الموازنة تراجع كل بند وكل حرف من موازنة الحكومة وبعد تعب كبير نقر الموازنة.

أحياناً كنا نقر موازنة العام الجديد كما العام السابق، وأحياناً يتم إضافة جديد عليها.

* القانون الفلسطيني يمنع أي نائب في التشريعي من العمل عملاً آخر.. كيف تعاملتم مع النواب الذين يعملون في وظائف أخرى غير وظيفته كنائب؟

تعاملنا بواقعية وشكل جدي مع ما نشر حول هذا الموضوع.. أولاً، لا يوجد قانون يمنع النائب من العمل في مهنة أخرى.. وإنما في قرار بأن يتفرغ العضو للعمل في مجال التشريع والموازنة ..  ولكن أحياناً إذا كان هذا العضو له وظيفة نادرة ويخدم المجتمع مثل الدكتور خميس النجار وهو خبير في مجال الأورام السرطانية ومن النادر أن تجد خبير مثله وخسارة عليه أن يعمل في حدود معينة، من الأفضل أن لا يتقاضى الدكتور أجراً على عمله، هذه قواعد عامة.. إذن الاستثناء وضع للخبرات النادرة .. ولذلك نحن نصنع القرارات ونحن نحدد الاستثناءات، وعدد قليل جداً يعمل مثل الدكتور عبد الرحمن الجمل وهو يعمل متطوعاً في الجامعة الإسلامية، والدكتور سالم سلامة، والدكتور أبو حلبية، في بعض الدكاترة خبرات قديمة ويحتاجوهم في الجامعات.

ونحن نقول من الأفضل أن لا يأخذ مقابل، ولكن في نقطة مهمة جداً حتى نكون منصفين مع دكتور خبير كهذا (خميس النجار)، بالتأكيد في حالات لا يأخذ منها، أنت تعرف أن هذا المرض بالذات (السرطانية) زادت بشكل كبير جداً وإذا أعلن بأن العمليات مجانية فلن يجد من وقته ولا ثانية. ولذلك في حالات قد يتقاضى وقد لا يتقاضى ولكن لا علم لنا.. هو يُقال أنه يتقاضى لكن نحن لا علم لنا بأنه يتقاضى، وحتى لو تقاضى فلن يجرمه القانون.

وكل نائب يعمل أخذ الاستثناء لأنه يوجد قرار، قرار عام على الجميع إذا كان خبرة ونادرة والناس بحاجه له لا نحرم الناس من خبرته، كل نائب يقدم طلب نقول له تفضل بالمعايير السابقة وان يكون مخصص جزء من وقته وليس كل وقته لأنه يوجد جلسات للتشريعي.

د. مثل الدكتور خميس النجار من أنشط العاملين في لجان العمل الاجتماعي.

90%  من أعضاء التشريعي مفرغون لعملهم، ومن يعمل هو باستثناء خاص نظراً لحاجة المجتمع له، واغلبهم يعملون بشكل متطوع، ومن يتقاضى لأسباب معينة تخص عدم الانهماك في العمل كثير لأنه لو فتح المجال لن يجد وقت لاستقبال عدد كبير من الناس ومع ذلك يعمل بشكل تطوعي

* يلاحظ انه يزج بحركة حماس من قبل الإعلام المصري في الشأن الداخلي المصري.. هل تم تقديم أي دليل لكم يؤكد كل المزاعم التي يتحدث بها الإعلام المصري حول تورط عناصر من حماس واعتقال بعض منهم في شان مصر الداخلي؟

سؤال جيد.. على مدى الفترة السابقة من أكثر من عامين وحتى اللحظة ووسائل الإعلام المصرية لا تكف عن الهجوم الشرس على حركة حماس وعلى المقاومة وعلى قطاع غزة، وحتى هذه اللحظة لا يوجد لديهم أي اتهام حقيقي صريح ولا يوجد أي لديهم أي معلومة حقيقية، أي مصدر رسمي مصري يتحدث وهم بدأوا جديداً في الفترة الماضية كانت وسائل إعلام، في الفترة الأخيرة سمعنا من وزير الداخلية المصري.. ولكن نحن نتحدى وزير الداخلية المصرية ان يأتي باسم واحد من أبناء حركة حماس فعلاً شارك في أي أعمال داخل مصر. هو وزير كبير وقال مسكنا ناس من حماس أتحدى ذلك. هم عندما يفشلوا يقولوا مسكنا فلسطينيين .. فلسطيني غير عن حماس... هناك سكان العريش ناس ساكنين منذ عام 1948 قد يكون واحد منهم والسؤال لماذا الربط من حماس؟.

* باعتقادك.. لماذا يربطون كل شيء بحركة حماس؟

إذن القصة كلها سياسية، عندهم هاجس كبير جداً من حركة الإخوان المسلمين، وكل من له علاقة بالإخوان لا بد ان يشوه ويشيطن، وحماس لأنها أقرب الحركات حدوداً من مصر وهي تنتمي لحركة الإخوان المسلمين لابد من شيطنتها حتى تكون الشيطنة كاملة هذا من ناحية، من ناحية ثانية لاستجلاب الدعم الأمريكي والأوروبي لا بد من استرضاء ودغدغة واسترضاء الجانب "الإسرائيلي" وكل من يشتم على حماس هذا يعطي انطباع لاسرائيل ان هذا مستقيم في المنطقة تضغط "إسرائيل" على الولايات المتحدة حتى لا تمنع المعونات على مصر، وتضغط على أوروبا على تقيم ما حدث في مصر على انه امر طبيعي، اذن عملية دغدغة للعواطف الإسرائيلية لأنهم يعلمون مدى العداء بين حماس و"إسرائيل" وكيف ان "إسرائيل" تدعم بشكل كبير جدا أي جهة تشيطن حماس، ولذلك عملوا من ناحية سياسية وفكرية ربطوا بين حماس والاخوان فهم يريدون ان يشيطنوا الاخوان فشيطنوا حماس، من ناحية سياسية تنفعهم خاصة ان حجم الدعم لما جرى في مصر حجم قليل وأمريكا وأوروبا مترددة فالسعي إلى شيطنة حماس يساهم في دغدغة عواطف إسرائيل من اجل ان تضغط على أمريكا وأوروبا حتى تدعم النظام الجديد في مصر.

* هناك حملة شرسة على الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر؟ في أي سياق تأتي هذه الحملة؟

في هذا السياق تأتي الحملة على الأنفاق والحدود والشتائم التي يتلقاها جنود الأمن الوطني الفلسطيني من الجنود المصريين على الحدود، في هذه الحملة الشيطنة الكاملة والعمل الكامل لحصار وخنق قطاع غزة.

*كيف تنظر إلى المنطقة العازلة على الحدود؟

ما يتعلق بالمنطقة العازلة، هم أحرار في أرضهم، هذه مصر لها سيادة على أرضها لا حماس ولا أي فلسطيني تستطيع تمنع مصر من ان تمارس حقها الطبيعي على ارضها، المهم في الامر والذي يجعلنا نتحدث هو الحصار، نطالب مصر ان لا تحاصرنا وان لا تساعد الحصار الإسرائيلي، لماذا كل هذا الانهماك في تشديد الحصار على قطاع غزة؟ هل هذا من الأخلاق؟ هل هذا من الوطنية؟ هل هذا من باب الجيرة؟ هل هذا من الاسلام؟ هل هذا من باب الانسانية؟ لا يوجد أي وجه لتجديد الحصار على شعب محاصر أصلاً.. في القانون الدولي في اتفاقية جنيف، لا يجوز بأي حال منع أي نوع من الانفجار السكاني والشعبي الفلسطيني للجارة للحفاظ على أمنهم وقوتهم، إذا كان تبيح لنا الاتفاقات الدولة ان نلجأ إلى مصر طالما أننا في حرب مع إسرائيل وحصار ان نلجأ للجارة الوحيدة مصر لنأخذ حاجتنا من الطعام والأمن.. أنت تخالف القانون الإنساني الدولي القانون الإسلامي، والجيرة، والإنسانية والأخلاق.

* كيف ستتعامل حركة حماس مع الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة في ظل إغلاق الأنفاق؟

هذه ليست مهمة حركة حماس، وهنا لا نريد أن نقع في نفس الخطر، ليست مهمة حركة حماس ان تتفرج عليها كل فصائل الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني يقول يا بتسلم حالنا للاحتلال يا بتدبرنا "لا".. الشعب الفلسطيني طول عمره محاصر والشعب الفلسطيني مظلوم . الشعب الفلسطيني كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش "إذا ما جعت آكل لحم مغتصب ** حذار حذارِ من جوعي ومن غضب" الشعب الفلسطيني شعب كله محاصر، المحاصر هو الجميع وليس ابن حماس فقط.. بالتالي أول خطوة هي كما قال الأخ أبو العبد (إسماعيل هنية) تعالوا نجتمع ونناقش الموضوع وليس على قاعدة أنك خارج اللعبة، أنا وأنت سواء، والحكومة لك ولي، والقضية لك ولي، والحصار عليك وعلي، تعالوا نفكر معاً.. أول شيء وحدة الرؤية الفلسطينية ومنع أي مزايدات وأي تصعيد.. وليس كما جاء نمر حماد وقال يرفعوا أيديهم ونحن نجيب ما نريد.. أنت تساومني أبيع فلسطين وأنهمك في اتفاقية أوسلو واشتغل في المفاوضات مقابل لقمة الخبر وهذا لن يكون، الشعب الفلسطيني يستطيع وله تأثير إعلامي ودبلوماسي في كل العالم نستطيع ان نكسر أي قيد علينا، ولكن أو خطوة وحدة الصف الداخلي الفلسطيني والعمل الفلسطيني، ثانياً حملة دبلوماسية عربية بأنك تستطيع ان تجلب دعم الدول العربية الحية والتي لديها كرامة وشهامة وشعوب تحترم، ثالثاً البعد الإنساني وإثارته إنسانياً ودولياً على مستوى العالم، تحريك الفلسطينيين في العالم كله والجاليات العربية في العالم لترفع الصوت عالياً أمام شعب يحاصر ويموت، ورابعاً الضغط على النظام المصري ان يوقف هذا الحصار من جانبه كما الجانب الإسرائيلي.

باعتقادي ان الشعب الفلسطيني لن يهزم وقادر على ان يفلق الصخر وليس فقط الحصار، الحصار لن يطول ولن يستمر، إذا ما وجد هذه الروح الوطنية الفلسطينية. ولن ندفع ثمناً مقابل رفع الحصار . وحقنا أن نكون أحرار. 

أما أن يأتي أحد ويقول ان لقمة الخبز مقابل التنازل عن القدس واللاجئين وتجلس مع أبو مازن مؤدب في مفاوضات هزيلة عبثية لا لن يكون ذلك وعلى أبو مازن ان يراجع نفسه.

* هل تجديد الحصار هو جزء من مخطط لكي تُسلم قطاع غزة للسلطة بعيداً عن الاتفاقات الموقعة بين فتح وحماس في القاهرة والدوحة؟

هذا جزء من العملية، يعني الحصار هو ضغط على حماس حتى تستسلم لشروط أوسلو، الهدف الثاني والاهم هو القضاء على المقاومة الفلسطينية، أي شخص سيحمل رصاصة واحدة لن يبق له وجود، لأنه إذا سلمت رقبتك لمشروع أوسلو ستسلم سلاحك. حتى يطوع السلاح لخدمة مشروع التنسيق الأمني، ولذلك المستهدف المقاومة وليست حماس، وحماس مستهدفة لأنها صاحبة شرعية دستورية وبعد الشرعية الدستورية ستستهدف الشرعية الثورية مثل حركة الجهاد الإسلامي التي لا علاقة لها بالشرعية الدستورية وأخذت شرعيتها الثورية من دماء شهدائها،  وستستهدف ويقول لك لا شرعية إلا شرعية أوسلو. 

* خرجت مسيرة لكتائب القسام في رفح ورفعت شعار الاخوان ورابعة.. هل يعتبر هذا تدخلاً في الشأن المصري؟ خاصة وأن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس د. موسى أبو مرزوق وصف ذلك بالخطأ؟

بالتأكيد نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي، وخارج حدود فلسطين غير مستعدين أن نطلق طلقة واحدة حتى في الهواء، العواطف والأفكار لا تستطيع أن تحجبها عن الناس، أنت لك ما في يدي وليس لك ما في قلبي.. لاموا مشاعر الشعب الفلسطيني على القدس ولاموه على المشاعر في المساجد هل حماس وظيفتها أن تلاحق كل واحد يقول أنا ضد المذبحة التي وقعت في رابعة العدوية وتقله أنت ممنوع تتعاطف.. نحن نتعاطف أحياناً مع جرائم النازية، والفاشية في ايطاليا، وتعاطفنا مع الجرائم الأمريكية في فيتنام، وتعاطفنا وكل الجرائم التي حدثت في العالم.. لماذا لا يتعاطف الشعب الفلسطيني مع جرائم وجثث تحرق في رابعة هذه مشاعر إنسانية لا يستطيع احد أن يكبتها.

خرجت مسيرة واحدة لفصيل من فصائل القسام وأخذتها العاطفة فرفعت شعار الإخوان وهذا طبيعي لان شعار الإخوان هو شعارنا، وشعار رابعة عندما رفع، الدكتور موسى بيقول خطأ لان هذا ليس قراراً مركزياً من قيادة حركة حماس، خطأ لأنهم تصرفوا تصرف ذاتي.. لكن لا نلومهم  على مشاعرهم إذا تعاطفوا مع هؤلاء.. وهذا ليس موجهاً لأحد هذه حالة تعاطف كما تجدوا شعار رابعة في إسرائيل في ايطاليا وفي ألمانيا يروحوا يحاسبوا ايطاليا لماذا يرفعوا شعار رابعة في ميلانو .. هل التعاطف مع المذبوحين فطرة إنسانية ... ؟؟. 

* موقفكم في حركة حماس من التهديدات بضرب سوريا؟

حركة حماس عبرت عن موقفها مرتين، في المرة الأولى مع الفصائل الوطنية الفلسطينية صدر بيان مشترك وهذا حدد رفض التدخل الأجنبي لأنه هذا موجه ضد الشعب السوري، وأمريكا لن تأتي للشعب السوري لتحبه وتنقذه. فهي عبرت مع الفصائل عن رفضها.. في المرة الثانية أصدرت بيان لوحدها قالت فيه

قبل ذلك أدانت حماس المجزرة الإنسانية التي حدثت بالكيماوي لأنه منافية لكل القيم الإنسانية، حماس تنظيم إسلامي أنساني لا تستطيع ان تغمض عينيها عن مذبحة أطفال ممدين بالمئات مخنوقين في عمر الورد وأدنا المجزرة وأدنا المجازر التي حدثت في مصر.

لكن أمريكا جاءت لتستغل هذا الوضع  لتنفذ مخططاتها فنحن أدنا التدخل الأمريكي في المنطقة الموجه ضد الشعب السوري وهذا ليس وقت حسابات بين نظام مجرم ولا مش مجرم ولا شعب مقاتل أو غير مقاتل/ الآن تدخل أمريكي لدينا تجارب مريرة من التدخل الأمريكي، أمريكا كالملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا عزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون هم الملوك – دخولها على المنطقة ليس شريفاً ومحترماً وان كان تغطيه بثوب إنساني لدغدغة عواطف الناس.

أمريكا لا تتدخل عندما تشعر ان ما يحدث يشكل خطراً على أمن إسرائيل، وحتى السلاح الكيماوي ليس حزناً على الشعب السوري الذين ماتوا، وإنما خشية من أن يقع هذا السلاح في أيدي المعارضة السورية او مجموعات شاذة تقوم بضرب اسرائيل، ولذلك هي تعلن ذلك وتقول ان هذا لحماية أمن إسرائيل.

* هل حماس لازالت على موقفها من الأزمة السورية أم أعادت تقييمها للموقف؟

حماس موقفها مبدئي من سوريا، حماس أكثر بلد كانت مستفيدة من سوريا، سوريا تعتبر البلد التي آوت حماس النظام والشعب وتلقت مساعدات هناك وكانت مستقرة هناك، ولكن عندما كان الأمر خيار ما بين كل هذه الامتيازات وما بين التعامل الأمني مع الشعب السوري، فنصحت النظام السوري وعز عليها ان تحدث فوضى في البلاد، وانسحبت بهدوء ، وحتى أنها لم تذم في الرئيس بشار الأسد شخصياً ولم تشخصن الأمور، وصمتت صمتاً كبيراً جداً، وكل فترة كانت تصدر بيان تؤكد على حق الشعب السوري في الحرية، وحتى رئيس الحركة قال موقف الحركة في وسط طهران.

بودنا أن يكون حل سلمي للازمة السورية لكن الحل الأمني لن نقبله.

*هل سترد حركة حماس على "إسرائيل" في حال شاركت في ضرب سوريا؟ وهل اتخذت موقفاً مع الفصائل الفلسطينية في هذا الشأن؟

ليس من الحكمة التهور في الإجابة على هذا السؤال، ونعم هناك نقاش بين حماس والفصائل ويوجد توافق حول هذا الموضوع.