تحليل « إسرائيل » تغتصب القدس تحت غطاء « التفاوض » !

الساعة 04:57 م|04 سبتمبر 2013

خاص

أكد محللون سياسيون على أن قضية "القدس" وما تعانيه من خطوب وتحديات بفعل حالة "الاستفراد" التي فرضتها السياسة "الإسرائيلية" أضحت خارج أجندة الرئيس "عباس" التفاوضية، مجمعين أن عباس بات يشكل غطاءاً فلسطينياً وعربياً مباشراً لممارسات سلطات الاحتلال بحق المدينة المقدسة، الأمر الذي أعطى "إسرائيل" الضوء الأخضر لتنفيذ سياساتها الخبيثة بحق المدينة.

واعتبر المحللون أن العملية التفاوضية واستئنافها مجرد "طُعمْ" "إسرائيلي – أمريكي" لجر الجانب الفلسطيني لمزيد من التنازلات والتسويات العقيمة وإضفاء مزيداً من الشرعية على ممارسات واعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جميع الجوانب والقضايا الأساسية كقضية اللاجئين والأسرى، والقدس وتهويدها كانت المتضرر الأكبر من تلك العملية التفاوضية، حسبما قالوا.

 خارج الأجندة

المحلل السياسي حسن عبدو أكد أن القدس وما تعانيه من اعتداءات لم تكن يوماً من الأيام على أجندة المفاوض الفلسطيني، مشيراً أنها كانت في كل المحافل التفاوضية الخاسر الوحيد والأكبر من بين الثوابت الفلسطينية.

ولم يخف عبدو أن القدس تتعرض للحظات حاسمة من ناحية الاعتداءات "التهويدية" وأن تلك الاعتداءات وصلت مطافها الأخير، وباتت قطعة "يهودية" بامتياز بفعل السياسة الإسرائيلية، والغطاء التفاوضي الفلسطيني" وتكبيل يد المقاومة بالضفة المحتلة.

وكان الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات حنا عيسى كشف بدء "إسرائيل" ممثلة ببلدية القدس في مخطط جديد لتغيير معالم المدينة المقدسة من الصبغة الاسلامية إلى اليهودية بحجة ترميم البلدة القديمة، مؤكداً أنها هودت 92% من القدس، وهو ما يعد سابقة خطيرة من عملية تهويد المدينة.

وقال المحلل السياسي لـ"فلسطين اليوم":"كلمة تفاوض بين السلطة وإسرائيل كلمة أضحت مجازية والمصطلح الصحيح هو الغطاء الفلسطيني وشرعنة الجرائم الإسرائيلية، والخنوع، والتنازل، والتسوية".

وأضاف عبدو :"السلطة ممثلة بشخص "عباس" تناست الثوابت الفلسطينية كالقدس والمياه واللاجئين وتضحيات الشعب، وباتت تتفاوض على فروع الفروع كالأمن الإسرائيلي وتبادل الأراضي".

ولفت إلى أن تكبيل يد المقاومة الفلسطينية بالضفة المحتلة بات سياسة عليا تنتهجها السلطة على حساب مقدرات الشعب الفلسطيني وثوابته لإرضاء الطرف الإسرائيلي والأمريكي، مشيراً أن الأصل أن تطلق يد المقاومة لتثأر من الاعتداءات المتكررة في القدس والضفة المحتلة ككل.

 

غطاء

واتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية في نابلس الدكتور عبد الستار قاسم مع سابقه في أن المفاوض الفلسطيني بات يشكل غطاءاً رسمياً للانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة وسائر المناطق بالضفة المحتلة.

وقال قاسم لـ"فلسطين اليوم":"السلطة لا تستطيع أن تأخذ موقف وطني تجاه اصغر اعتداء بالقدس، لأنها أصبحت مجرد تابع للإدارة الأمريكية والإسرائيلية، وعلى الفلسطينيين طردهم من الدائرة الوطنية، ومحاكمتهم بتهم التنازل عن مقدرات الشعب الفلسطيني".

وأضاف قاسم :"السلطة تريد من وراء التفاوض إيهام الشعب الفلسطيني أنها صاحبة قرار وأنها تعمل لصالحه، لكن اصغر مواطن يعرف منْ هي السلطة ومن هم رموزها وخلفياتهم الوطنية ومن أين يأتي قرارها، لذلك على السلطة التنحي عن العمل السياسي وترك الميادين للقادرين على استعادة الحقوق".

ودعا د. قاسم الجماهير الفلسطينية بضرورة الانتفاض بوجه قوات الاحتلال وإشعال الضفة المحتلة لحماية الثوابت وإنقاذ الأقصى من براثن قوات الاحتلال، وضرورة عدم الإبقاء على السلطة وإخراجها من دائرة الوطنية.

وأوضح المحلل السياسي أن أبو مازن يحاول اختزال القضية الفلسطينية بأمور "الراتب والأمن والحفاظ على السلطة"، بينما يحاول "تمويع" الثوابت الفلسطينية وإنهاءها وإشغال الرأي العام العربي والفلسطيني بأمور "تافهة".


الانتفاض بوجه السلطة "حل"

أما المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي هاني حبيب فرأى في المفاوضات فرصة ثمينة للجانب الإسرائيلي في التهام ما بقى من الأراضي الفلسطينية بالضفة المحتلة، وتهويد بقية مناطق القدس المحتلة وطمسها معالمها.

وأكد حبيب لـ"فلسطين اليوم" أن السلطة الفلسطينية تعي جيداً أن مفاوضاتها تدور في "حلقة مفرغة"، مشيراً أن جل تصريحات قادة الاحتلال تدلل على أن المفاوضات باتت مصلحة إسرائيلية بامتياز.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه وصف المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية، التي استؤنفت بعد 3 سنوات من التوقف برعاية أميركية، بأنها "عقيمة".

وقال عبدربه في تصريح إذاعي إنه "رغم أننا اتخذنا قراراً بالمشاركة بها (المفاوضات) نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل من هذه المفاوضات بأن تتقدم ضعيف للغاية بل... هو أمل معدوم في هذه اللحظة".

ولفت المحلل حبيب إلى أن السلطة تشكل اكبر غطاء لعمليات تهويد القدس، مطالباً الجماهير الفلسطينية بضرورة التنبه لخطورة المرحلة وضرورة الانتفاض بوجه السلطة الفلسطينية وثنيها عن مسار التفاوض العقيم.