خبر موعد وعيد ويسقط- يديعوت

الساعة 08:27 ص|04 سبتمبر 2013

موعد وعيد ويسقط- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: إن احتمال أن يقوم اوباما بعملية موجهة على ايران قد انخفض انخفاضا شديدا. يجب على اوباما أن يهاجم ايران الآن وأن ينسى سوريا ويُنسيها وقد بنى بيديه كما يقول بعض الامريكيين مرحلة اخرى في الطريق الى عملية في ايران فهل يُقدم على ذلك؟ - المصدر).

في 1936 كتب جورج أورويل قصة "اطلاق النار على فيل"، وهي قصة تربى عليها أجيال من القُراء. كانت بريطانيا تحكم بورما وكان أورويل يخدم فيها ضابطا في الشرطة، وقد كرهه المحليون كما كرهوا الاوروبيين جميعا. وفي ذات صباح أبلغوه أن فيلا مروضا أُصيب بالجنون كما يحدث للفيلة في فترة الشبق الجنسي. وهاج الفيل وحطم الدكاكين في السوق وقتل انسانا. والى أن وصل مكان الحادث كان الفيل قد سكن اضطرابه وربض في سكون في الحقل يأكل العشب.

لم يقصد اورويل اطلاق النار على الفيل، لكن الجمهور حثه على ذلك. "خطوت في أسفل التل أشعر بشعور الأحمق والبندقية على كتفي والجمع في تزايد واكتظاظ على أثري.

"وفي اللحظة التي رأيت بها الفيل علمت بيقين كامل أنه لا يجوز لي أن أطلق النار عليه. فعن بُعد، وهو يأكل في هدوء لا يبدو أخطر من بقرة. وقد كانت نوبة جنونه قد زالت تقريبا. واستقر رأيي على أن أتعقبه وقتا ما كي أتحقق من أنه لا يبدأ الهياج من جديد ثم أعود الى البيت.

"لكنني نظرت آنذاك الى الجمع خلفي. كان هناك ألفا محلي على الأقل وكان آخرون ينضافون في كل لحظة. وكان الجميع على يقين بأنني أوشك أن أطلق النار. وكانوا ينظرون إلي كما ينظرون الى ساحر. واستطعت أن أشعر بآلاف اراداتهم تحثني بقوة لا يمكن الصمود في وجهها. توقع الناس مني أن أطلق النار وكنت مُجبرا على أن أُلبي رغبتهم. إن السيد يجب أن يسلك سلوك السيد، فيجب عليه أن يكون مصمما. اذا ابتعدت من هناك في عجز فسيسخر الجمهور مني وهذا لا يؤخذ في الحسبان. كانت حياتي كلها صراعا دائما كي لا أكون سخرية".

وأطلق اورويل النار وعاد وأطلقها الى أن سقط الفيل.

و"بعد ذلك" كتب، "بدأ جدل لا ينتهي في قتل الفيل. فقد كانت الآراء بين الاوروبيين مختلفة فقال كبار السن إنني على حق أما الشباب فزعموا أنه كان من الحماقة اطلاق النار على الفيل لأنه قتل محليا لأن الفيل قيمته أكبر من قيمة كل محلي بائس. وقد فرحت جدا متأخرا بأن محليا قُتل، فقد برأني قتله من جهة قضائية. وتساءلت أكثر من مرة هل خطر ببال أحد أنني قتلت الفيل فقط كي لا أُرى أحمق".

وقف براك اوباما في يوم السبت الاخير في وجه الفيل وفي يده بندقية محشوة والجموع من خلفه واستقر رأيه فجأة على الانتظار على نحو فاجأ الجميع. وفي تلك اللحظة كف العالم عن الاشتغال ببشار الاسد وبأفعاله وتحول ليبحث في براك اوباما وتصميمه وزعامته وحكمته وما يفعله بالتاريخ الامريكي. إن الاختلاف في عملية عسكرية في سوريا يقسم الاحزاب من الداخل. فمؤيدو العملية في الحزب الديمقراطي يجدون شركاء في رأيهم في جناح الصقور من المحافظين الجدد ومن الجمهوريين؛ ويتصل معارضو العملية من الديمقراطيين بجمهوريين من النوع الانفصالي. لكن الجدل في اوباما في مقابل ذلك يجعل الحزبين وجها لوجه في مواجهة غريزية مشحونة. فلا توجد على اوباما تخفيضات ولا مصالحات ولا اتفاقات. فهو في نظر جهة مُخلِّص وفي نظر اخرى خائن.

يوجد غير قليل من المنطق وربما العدل ايضا في استقرار رأي اوباما على الانتظار. لكن يجب على مؤيدي اوباما ايضا أن يعترفوا بأن الطريق إليه كان مرصوفا بالأخطار. يمكن أن نبدأ بالـ 16 كلمة التي قالها قبل سنة في حديث مع المراسلين الصحفيين. وقد أراد اوباما أن يُبين لماذا لا ينوي التدخل في الحرب الأهلية في سوريا برغم القتل الجماعي. وأضاف كي يُعادل الانطباع الانهزامي الذي أثاره كلامه، قائلا: "سيكون خطا أحمر بالنسبة إلينا اذا بدأنا نرى كميات من السلاح الكيميائي تتحرك في الميدان أو تبلغ الى درجة الاستعمال". وحينما قال اوباما كلامه كان على يقين من أنه لن يبلغ أبدا مرحلة الامتحان. وقد نسي أن الخط الاحمر سيف ذو حدين، فهو كما يهدد الطرف الثاني يُلزم طرفك. كان عند اوباما جواب عن المسألة السورية وكان بايجاز أنه مهما يحدث فلن تتدخل امريكا. لكن الخط الاحمر الذي حدده أفرغ سياسته من المضمون. وفي حين كان الاسد يُمطر أبناء شعبه بالسلاح الكيميائي كان سؤالان يُطاردا اوباما، الاول، أين استراتيجيتك؛ والثاني أين الصدق.

وكان الخطأ الثاني الصيغة القاطعة التي وصف بها متحدثو الادارة، وفي مقدمتهم وزير الخارجية كيري، العملية العسكرية الامريكية. وقد أحدثت التصريحات توقعات كبيرة ودراما اعلامية شملت العالم كله. وقد ترك استقرار الرأي على التراجع عنها في آخر لحظة، أمام منصة فارغة وسماعة مفردة، انطباعا عن رئيس متردد ومُحجم وخائف.

وكان الخطأ الثالث هو استقرار الرأي على التوجه الى مجلس النواب. قد أكون مخطئا لكن يبدو لي أن اوباما كان سيخرج على نحو أفضل من خطبته في يوم السبت لو أنه قال: "فحصت جيدا عن الخطط التي قدمها إلي رؤساء هيئة القيادة العامة. ويؤسفني أنني لم أجد فيها جوابا مناسبا عن المشكلة التي أريد حلها. إن الخطر هو أننا اذا عملنا بطريقة لا تفضي الى تغيير الوضع فسنقوي الاسد بدل أن نُضعفه. وأنا استطيع أن أعد الشعب الامريكي والعالم كله بأننا سنبذل في الايام القادمة جهدا رفيعا كي نفضي الى تغيير الوضع بطريقة عسكرية أو بطرق اخرى".

ونقل بدل ذلك القرار الحاسم الى مجلسي النواب. وكان الاجراء غريبا في أحسن الحالات وفاسدا في اسوئها. فقد بذل الرؤساء الامريكيون دائما أقصى ما يستطيعون لابعاد مجلس النواب عن قرارات حاسمة في الشؤون الخارجية. حينما أدرك الرئيس روزفلت أنه يجب عليه أن يُشرك بلده في حرب المانيا النازية ضلل اعضاء مجلس النواب الذين دعوا الى الابتعاد؛ وحينما أراد الرئيس جونسون أن يوسع التدخل الامريكي في فيتنام، اختلق سببا لعملية حربية. وقد تجاوز اوباما نفسه مجلس النواب حينما أمر في 2011 بالهجوم على قوات حاكم ليبيا معمر القذافي من الجو. وقد احتج اعضاء مجلس النواب وبيّن اوباما أنه لا يجب عليه بحسب القانون أن يطلب موافقتهم.

منذ أن انتُخب اوباما رئيسا كان الجمهوريون في مجلس النواب يبذلون كل ما يستطيعون لاحباط كل اجراء له ولاساءة سمعته على رؤوس الأشهاد؛ وكان هو يفعل كل شيء كي يلتف عليهم فأصبحت النتيجة استقطابا وشللا وأضرارا ضخمة بالقدرة الامريكية على الحكم. إن احتمال أن يفضي الاسد خاصة الى سلام داخلي في واشنطن ليس كبيرا. وأكثر من ذلك منطقا أن نفرض أن اوباما يريد أن يجعل الشلل في مجلس النواب ذريعة وورقة تين وكبش فداء.

إن اوباما متأكد أنه يفهم أفضل من الجميع سير التاريخ. كان القرن العشرون هو القرن الامريكي. أما العقد الأول من القرن الواحد والعشرين فقد استنزف امريكا من جهة اقتصادية وعسكرية وسياسية فحُكم عليها أن تنطوي نحو الداخل. ويبدو أن تشاؤم اوباما يعبر عن شعور أكثر الامريكيين الآن بالواقع. وفي هذا قوتها. لكن اوباما لا ينظر الى التاريخ من أعلى مقعد المتفرجين فهو رئيس مُكلف. وتميل نبوءاته المتشائمة الى أن تحقق نفسها.

من الصحيح أن أعود لأقتبس في هذا السياق جملة قالها لي في المدة الاخيرة أحد مقرري السياسة في اسرائيل. ويبدو لي أن الجملة توجز بصورة جيدة الشعور هنا. قال إن امريكا استقر رأيها على أن تترك دورها بصفة شرطي العالم في وقت أسرع مما ينبغي، فالعالم لم ينضج لذلك حتى الآن.

فترة الانتظار

إن فترة الانتظار هي فرصة ايضا كما أثبتت اسرائيل في 1967. فموقف روسيا قد يتغير ويمهد الطريق لابعاد الاسد وإبعاد الجهاديين عن سوريا؛ وقد يصوغ اوباما خطة عسكرية مطورة ويحظى بأكثرية حاسمة في مجلسي النواب.

ويشير سيناريو أقل تفاؤلا الى خمس عقبات ممكنة مقرونة بالانتظار بترتيب صاعد:

1-    فقدان الأهداف. فالمهلة ستُمكّن الجيش السوري من أن يُفرق مخزوناته بطريقة تجعل العملية العسكرية لا معنى لها وتجعل الاسد ووكلاءه الايرانيين والروس منتصرين.

2-   فقدان الثقة بأمريكا. لن ينظر أحد في العالم بعد ذلك بجدية الى الخطوط الحمراء التي يخطها الرئيس. وسيتم استيعاب الرسالة أولا في طهران وبيونغ يانغ وتُسرع التقدم الايراني نحو السلاح الذري.

3- سيفقد الرئيس في واقع الامر القدرة على أن يأمر بعمليات عسكرية وسيتفرغ صفة "القائد الأعلى" من مضمونها. فلن تكون بعد ذلك اعمال قصف في ليبيا دون موافقة اعضاء مجلس النواب ولا اطلاق صواريخ من طائرات بلا طيارين وهجمات سايبر. فمنذ اللحظة التي وضع فيها الرئيس هذه القوة الضخمة في يد المُشرعين فانهم لن يسارعوا الى التخلي عنها. وقد نشأت سابقة قد تؤثر في مكانة الرئاسة في السنين التالية. فالرئاسة الاستعمارية ستُخلي مكانها لطراز أكثر تواضعا وأكثر تركيبا. فالبيت الابيض سيوصي والتل الذي هو مكان وجود مجلسي النواب سيوافق.

4-   ستتضرر مكانة امريكا في العالم ضررا شديدا. وتقول مقالة كتبها في هذا الاسبوع محرر الصحيفة الاسبوعية "فورين بوليسي" ديفيد روتكوف إنه اذا صوتت الكثرة من مجلسي النواب ايضا تؤيد الهجوم، "فسيتم انتقاص التصور الذي يرى أن امريكا هي لاعبة عظيمة القوة على المسرح الدولي وأن رئيسها هو انسان لكلمته وزن في العالم. إن الزعماء الاجانب يعرفون اجراء الحساب. أصبحت امريكا بعد العراق وبعد افغانستان أقل ميلا الى التدخل، وهي تحجم عن استعمال قوة عسكرية وتمتنع عن فعل ذلك سريعا. إن اولئك الذين كانوا يخشون في الماضي أن يتحدوا الولايات المتحدة ستصبح خشيتهم أقل من الآن، سواء أكان ذلك خيرا أم شرا".

5-   إن احتمال عملية عسكرية واسعة موجهة على منشآت ايران الذرية قد انخفض انخفاضا شديدا. وهذا ما يجب على اوباما أن يفعله الآن في ظاهر الامر كي يزيل الأضرار – أن يهاجم ايران وأن يُنسي سوريا. إنه في واقع الامر بنى بيديه مرحلة اخرى في الطريق الى العملية. اذا كان مجلس النواب قد دُعي الى الموافقة على مطر قليل من الصواريخ على منشآت عسكرية في سوريا فلا يخطر بالبال ألا يُدعى للموافقة على عملية شاملة كثيرة النتائج موجهة على ايران. والموافقة مقرونة بفحص دقيق وطويل عن تقارير استخبارية وبنقاش عميق لتقديرات عسكرية واستراتيجية. وهذا الامكان يفضي الى نظرية مؤامرة من النوع الذي يحبه الامريكيون: إن استقرار الرأي على نقل قضية سوريا الى مجلس النواب هو طريقة مُحكمة بصورة عجيبة لدفن الالتزامات التي التزم بها اوباما بشأن ايران.

يتعلق كثير بما سيُقال ويُفعل في فترة الانتظار. وفي كل ما يتعلق بزعامة اوباما لم تُقل الى الآن الكلمة الاخيرة.

إن اوباما يتولى عمله في البيت الابيض منذ خمس سنوات تقريبا وقد فاز مرتين في الانتخابات. وبرغم ذلك ما زال امريكيون كثيرون يرونه غازيا اجنبيا وانهزاميا وواعظا منافقا لا يُصدق كلامه هو نفسه، ووغدا. ولا شك في أن الكراهية لاوباما مصابة بالعنصرية لكن فيها أكثر من ذلك. ففيها شوق الى ايام عظيمة لن ترجع على كل حال في فترة ولاية براك اوباما.

وحيد في القمة

جهد البيت الابيض بحسب ما قالت وسائل الاعلام الامريكية في تحذير اسرائيل مسبقا من أن الرئيس قد استقر رأيه على تأجيل الهجوم على سوريا. ويحسن أن تسكتوا أيها الاسرائيليون. وتلقى نتنياهو نذير السوء وسكت. فاذا استثنينا عددا من الكلمات الوخازة غير المُضرة من جهات سياسية مجهولة، فان حكومة اسرائيل قد أطبقت شفتيها، برغم الرغبة في رؤية محور سوريا – ايران مضروبا، وبرغم التأثيرات المقلقة في المشروع الذري الايراني، وقد أثبت نتنياهو للامريكيين أنه مطيع وأنه قادر على التحكم بفمه وبأفواه وزرائه. وقد أجلّوا منه ذلك. سيحتاجون الى صمت نتنياهو وربما الى تأثيره ايضا حينما سيواجهون معارضة الجمهوريين في مجلس النواب.

يستطيع نتنياهو أن يوجز السنة المنصرمة بأنها واحدة من أفضل سنواته في السياسة. فقد هُزم في الانتخابات وانتُخب برغم ذلك رئيس وزراء من جديد، ولحزبه 19 نائبا فقط في الكنيست وبرغم ذلك يسيطر على جميع زمام الحكم، ففي يديه رئاسة الوزراء والأمن والخارجية وطائفة من الوزارات من المستوى المتوسط. أما المالية وهي الوزارة الرفيعة الوحيدة التي أُعطيت لوزير من حزب آخر فيسيطر عليها نتنياهو في واقع الامر. "إنتصرنا"، قال نتنياهو لاعضاء حزبه بعد انتهاء الانتخابات. وبدا ذلك انفعاليا في تلك الليلة لكنه كان صحيحا.

والشيء الأساسي أن الحكومة مستقرة، ففي الشأن الاقتصادي يوجد فيها إجماع لا مثيل له، فالجميع متفقون على الاتجاه الى اليمين، وفي المجال السياسي فيها توازن بين اليمين واليسار، ولا يهدد أحد من وزرائها كرسيه. ولا تهدد المعارضة ايضا كرسيه. فلو أنه استقر رأيه فجأة على الاعتزال الى فيلته في قيصارية لانتظم فورا صف طويل من البدائل، لكنه الآن وحيد في القمة.

وهو وحيد بعدد من المفاهيم الاخرى. فليس له حزب: لأن منتخبي الليكود ومؤسساته يُصرفون أمورهم على حسب طريقتهم، بل إنهم يتجاهلونه احيانا ويُصادمونه احيانا وجها لوجه. والذي ليس وزيرا يهاجم الحكومة من اليمين في الموضوعات السياسية ومن اليسار في الموضوعات الاقتصادية. وفي انتخابات السلطات المحلية لا يسأله أحد عن رأيه، وفي القدس يرشح فرع الليكود مرشحا ينافس رئيس البلدية المكلف الذي يعتبر من رجال نتنياهو.

وليس له ناخبون: فأكثر الجمهور يفضلون نتنياهو على آخرين في رئاسة الوزراء لكنهم لا يسارعون الى صناديق الاقتراع ليصوتوا له. وليس له مستشارون: لأنه يوجد لاثنين فقط من اعضاء المجلس الوزاري المصغر، وهما بوغي يعلون وتسيبي لفني، تجربة سياسية أو أمنية؛ ومكتبه يشغله أناس قوتهم في طاعتهم لا في حكمتهم ولا في استقلالهم بيقين. فهو على عكس رابين أو شارون أو اولمرت يفضل أن يكون مساعدوه صغارا. وليس له اصدقاء في الطريق كما كان لرابين أو لاشكول. فالوحيدون الذين يمكن أن يستشيرهم هم محاموه.

وقد تعلم مثل اوباما الايمان بالقيادة من الخلف، فهو يحذر أن يبادر الى اجراءات مختلف فيها في الشؤون الاقتصادية والشؤون الأمنية والشؤون السياسية، بيقين. وهو يلعب وظهره الى السلة. أما الخطب فغاية في الفصاحة وأما القدمان فغاية في الضعف. ويوجد كل اعلان له بالتزام مقدس للحفاظ على أمن الدولة في سياق أو في غير سياق. وهناك محللون يرون ذلك اشارة الى استعداد نتنياهو لتنازلات مبالغ فيها من اجل السلام؛ ويوجد محللون يرون ذلك اشارة عكسية. إن نتنياهو قد أصبح عرّافا في سن الرابعة والستين.

إنه ليس زعيما بل "موجهاً". إن هذه الكلمة التي تُطلق في كل بضع دقائق مرة من اجهزة الفاكس في ديوان رئيس الوزراء هي لغز. ما معنى "موجه"؟ إن التوجيه الصادر هو أمر مُلزم. والطلب متعلق بموافقة جهة اخرى. أما الارشاد فهو أمر غير مُلزم.

وهو مثل اوباما لا يسارع الى الزناد، فهو يحث الامريكيين على اطلاق النار لكنه لا يسارع هو نفسه الى اطلاقها. إن فترات ولايته لرئاسة الوزراء قد بوركت بقلة القتلى في جانبنا وفي جانبهم. كان هذا يبدو في الولاية الاولى حظا حسنا لكن حينما يكون هذا هو الواقع في الولاية الثالثة فمن الواضح أنه توجد هنا سياسة متصلة ومتعمدة. فهي لا تحل المشكلة الايرانية لكنها تُمكّن الاسرائيليين من حياة يومية عادية وليس هذا بالأمر القليل.