خبر حينما يقاتل شريرٌ شريراً -هآرتس

الساعة 08:57 ص|03 سبتمبر 2013

حينما يقاتل شريرٌ شريراً -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: يحسن ألا تتدخل الولايات المتحدة لوقف الصراع في داخل سوريا لأن الطرفين سيئان وشريران ولا يمكن مساعدة طرف على طرف - المصدر).

لا يريد رئيس الولايات المتحدة براك اوباما اسقاط نظام بشار الاسد. وهو لا يريد أن يلتزم بموقف يؤيد هذا الطرف أو ذاك في الحرب الأهلية الهائجة في سوريا، وهي حرب قُتل فيها الى الآن نحو من 100 ألف انسان من الرجال والنساء والاولاد، واضطرت أكثر من مليون انسان الى الفرار من بيوتهم.

إنه معني فقط بنقل الرسالة التالية: أيها الاسد لا تستعمل سلاحا كيميائيا! أو بعبارة اخرى أنت تستطيع الاستمرار في قتل النساء والرجال والاولاد ما لم تفعل ذلك بسلاح كيميائي. فقصف المدافع والقصف من الجو والصواريخ البالستية حلال أما السلاح الكيميائي فلا.

يصعب أن نصدق أن هذا هو ما يريد اوباما أن يقوله حقا، لكن يبدو أنه أسير الالتزام الذي التزم به مُرغما تقريبا قبل بضعة أشهر حينما أعلن أن استعمال السلاح الكيميائي "خط أحمر". وهو يشعر الآن بأنه يجب عليه أن يفي بهذا الالتزام وليكن ما كان. لكن لا يوجد في هذا الكثير من المنطق لأنه اذا كان القصد الى انقاذ حياة البشر فيبدو أن هذا الهدف لن يُحرز، أو قد تكون النتيجة عكس ذلك.

إن الصور التي شوهدت في أنحاء العالم لجثث اولاد قُتلوا بسلاح كيميائي على أيدي قوات الاسد بالقرب من دمشق تثير القشعريرة وستبقى منقوشة في ذاكرتنا وقتا طويلا؛ وهي تُذكر بصور الآلاف الخمسة من الرجال والنساء والاولاد الذين أُميتوا بسلاح كيميائي في البلدة الكردية حلبجة على يد الجيش العراقي في 1988. وينبغي ألا ننسى أن الجيوش العربية استعملت السلاح الكيميائي في الماضي – فقد استعمله الجيش المصري في اليمن بين 1963 و1967، واستعمله الجيش العراقي على الايرانيين بين 1980 – 1988. ربما كان من الممكن آنذاك أن يتدخل العالم ويضع حدا لاستعمال هذا السلاح، لكن يبدو أنه لا أحد كان يهمه ذلك في حينه في الحقيقة.

إن الحقيقة البائسة بشأن الحرب الأهلية في سوريا هي أن الطرفين ينتميان الى قوى الظلام، فالاسد ورجاله جزارون برهنوا طوال السنين على قسوتهم. والنظام السوري جزء من "محور شر" مع منظمة حزب الله الارهابية ووكيلتهما ايران. وفي مقابل ذلك يتصل المتمردون بالقاعدة وبمنظمات اسلامية متطرفة تسعى الى القضاء على اسرائيل وعلى الحضارة الغربية، وقد أظهرت من قبل قدرتها على تنفيذ هجمات قاتلة. فمن السهل أن نتخيل خطرها اذا انتصرت في الحرب الأهلية في سوريا.

من ذا يريد أن يرى انتصار طرف من بين هذين؟ ليته كان من الممكن أن نضع حدا لهذا الصراع الدامي دون مساعدة طرف من الطرفين – لكن الامر مقرون بنقل قوات برية ومئات آلاف الجنود الذين سيضطرون الى نزع سلاح الطرفين. والقليلون في العالم الغربي يملكون القدرة على فعل ذلك، أما من عندها القدرة كالولايات المتحدة واسرائيل فغير مستعدة لفعل ذلك لاسباب واضحة.

وهكذا تستمر اعمال القتل – بسلاح تقليدي وغير تقليدي – بمساعدة ايران وروسيا وعدد من الدول العربية. وتنتقل المعارك الى داخل لبنان وقد تصل الى الاردن ايضا. ويبدو الآن أنه لا يمكن وقفها. إن جارتي سوريا، تركيا واسرائيل، اللتين لهما قدرة عسكرية على حماية أنفسهما، في تأهب لضمان الأمن على حدودهما. والأمل هو أن يصبح الطرفان ذات يوم مرهقين جدا بحيث يضعان سلاحهما.

ويحسن في الوضع الحالي الذي يبدو بلا أمل الآن والذي يحارب فيه الشرير الشرير، عدم التدخل.