خبر سيارات غزة تعمل « بغاز الطهي » الشحيح بعد نفاد الوقود المصري

الساعة 11:28 ص|30 أغسطس 2013

وكالات

ثلاثة أيام من الوقوف الطويل في طوابير الانتظار أمام إحدى محطات تعبئة الوقود في قطاع غزة، لم تشفع للسائق الخمسيني ‘أبو أحمد’ بالحصول ولو على قليلٍ من القطرات التي تتكفل بتحريك مركبته، وإعالته أسرته. وبعد أن ضاق ذرعا بواقعٍ يزداد سوءا يوما بعد آخر، توجه السائق الغزي إلى إحدى ورش تصليح السيارات لتحويل عمل محرك مركبته من بنزين إلى غاز. وقال ‘أبو أحمد’ وهو واحد من عشرات السائقين الذين توجهوا مؤخرا لاستخدام الغاز في تشغيل مركباتهم إن ما دفعه لذلك هو انقطاع الوقود المصري، ونفاده من محطات التعبئة والأسواق.

ولم يكن أمام السائق الغزيّ ‘أبو خالد عاشور’ ’45 عاماً ‘ من خيار سوى أن تعمل مركبته على غاز الطهي، لعدم قدرته على التزود بالوقود الإسرائيلي الذي وصفه في حديثه لـ’الأناضول’ بغالي الثمن، وسريع التطاير.

ويعاني قطاع غزة في هذه الأيام من أزمة نفاد الوقود المصري عقب إغلاق الأنفاق الممتدة على طول الحدود الفلسطينية المصرية.

ويؤكد رئيس بلدية رفح جنوب قطاع غزة ‘صبحي أبو رضوان’، أن أكثر من 95′ من الأنفاق توقفت بشكلٍ شبه كامل جراء الحملة الأمنية التي يشنها الجيش المصري والتي ازدادت وتيرتها بعد عزل الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو.

وقال رضوان في حديثه لـ’الأناضول’ إنّ الحياة في قطاع غزة باتت متوقفة نظراً لتدمير معظم الأنفاق، وتوقف توريد المحروقات وكافة السلع والبضائع. ويعتمد الغزيّون بشكل أساسي على الوقود المصري القادم عبر الأنفاق في ظل انخفاض سعره مقارنة مع الوقود ‘الإسرائيلي’.

ويوميا يتم إدخال 120 إلى 150 ألف لتر بنزين إسرائيلي يوميا عبر كرم أبو سالم بحسب تقديرات لجنة إدخال البضائع لقطاع غزة، ويتم بيعه بسبعة شواكل للتر الواحد، على عكس البنزين المصري الذي يبلغ سعر لتره ثلاثة شواكل ( ما يعادل دولار واحد(

وما يصل من معبر كرم أبو سالم وهو المعبر الذي أبقت عليه إسرائيل معبرا تجاريا وحيدا، بعد إغلاق معابر القطاع الحدودية عام 2007 لا يكفي لسد احتياجات الغزيين. حيث يحتاج قطاع غزة يوميا 400 ألف لتر سولار ونحو 200 ألف لتر بنزين.

وقال أحد تجار الأنفاق المختصة بإدخال الوقود والذي رفض الكشف عن هويته لـ’الأناضول’ إن 500 ألف لتر كانت تتدفق يوميا إلى القطاع توقفت بعد محاصرة الأنفاق والتشديد الأمني المكثف الذي يزداد يوما بعد يوم.

وأمام استخدام أصحاب السيارات لغاز الطهي كبديل للوقود المصري المفقود، ارتفعت صيحات التحذير من خطورة أزمة نقص غاز الطهي في الأيام القادمة.

وحذر ‘ عبد الناصر مهنا ‘ مدير عام الهيئة العامة للبترول بغزة من لجوء أصحاب السيارات إلى استخدام غاز الطهي كوقود بديل.

وقال مهنا إن غزة تعاني من نقص في غاز الطهي، والاندفاع نحو استخدامه كوقود للمركبات سيرشح الأزمة لمزيد من التفاقم. وأكد أن غزة منذ أشهر تعاني من نقص حاد في غاز الطهي، وأن جهودا كبيرة تبذلها الهيئة بالتنسيق مع حكومة رام الله ومع الجانب الإسرائيلي من خلال القطاع الخاص لزيادة كمية ضخ الغاز لسد احتياجات القطاع.

ويقدر ‘مهنا’ الكمية المدخلة يومياً بـ’120′ طن في حين يحتاج القطاع كحد أدنى من 250 – 300 طن يوميا .

وتدعو هيئة البترول بغزة لزيادة عدد ساعات العمل على معبر كرم أبو سالم، وإنشاء خطوط جديدة لنقل الوقود والغاز.

ولا تخشى ‘أم رامي النجار’ صاحبة العقد الثالث من عمرها، من الرائحة التي بدأت تنتشر في السيارات ومدى خطورة استخدام الغاز صحيا وبيئيا، بقدر ما تعرب عن قلقها البالغ من نقص غاز الطهي. وتقول ربة المنزل والأم لسبعة أبناء، إن غزة لم تعد تحتمل أزمات إضافية تضاف إلى قائمة الوجع لقرابة مليوني مواطن يعيشون في أكبر سجنٍ مفتوح في العالم