خبر ينبغي عدم التدخل في سوريا ومصر - هآرتس

الساعة 09:03 ص|28 أغسطس 2013

ترجمة خاصة

ينبغي عدم التدخل في سوريا ومصر - هآرتس

بقلم: يوم طوف سامية

(المضمون: لا يجوز للقوى العظمى أن تتدخل ماديا فيما يجري في دول كسوريا أو مصر لأن ما يجري فيها شأن وطني داخلي - المصدر).

الشرق الاوسط يغلي ويفور؛ والربيع العربي لم يجلب معه سوى الموت والكثير من الجرحى واللاجئين، ولم يتم استبدال أي نظام بنظام أفضل منه ولم نبلغ النهاية الى الآن. وبرغم كل ذلك لا يجوز أن تتدخل الولايات المتحدة أو أية قوة كبيرة اخرى بصورة مادية فيما يجري، لا في مصر ولا في سوريا ولا في الدولة التي تليهما. ومن المهم أن نُبين أنه ينبغي التفريق بين قتل شعب على أساس عرقي أو عنصري أو ما أشبه، وبين قمع متمردين أو انتفاضات شعبية لاسقاط نظام. فقتل الشعب يوجب على العالم أن يتدخل في أسرع وقت ممكن لوقف المذبحة وللتفريق بين القاتلين والمقتولين. لكن يوجد فرق جوهري بين قتل شعب وقمع انتفاضة متمردين مسلحين بترسانة سلاح – تبدأ بالبنادق وتنتهي الى الصواريخ – على السلطة.

برغم الفرق الجوهري الكبير بين الدولتين فان الأحداث في مصر وسوريا هي الشأن الداخلي الوطني لمواطني مصر وسوريا. وليس الحديث هنا عن قتل شعب، وإن تدخلا ماديا من قوة من القوى العظمى مهما تكن، سيزيد الوضع سوءً فقط ويجعل المتدخلين يغرقون في وحل الصراع الداخلي سنين طويلة. إن غزو دولة كسوريا أو مصر لا يتم في غضون 12 ساعة والرجوع بعد ذلك الى البيت. إن قصف منشآت ورموز للسلطة جيد من اجل تنقية الضمير فقط، أما ما عدا ذلك فانه لن يُجدي شيئا. واذا كان رئيس الولايات المتحدة يشعر بأنه قد حان الوقت لتنقية الضمير وعقاب محدد للرئيس السوري لاستعماله السلاح الكيميائي فيحسن أن تكون تلك ضربة محددة نقطية محدودة في المكان والزمان. نعم للتنديد ونعم لحظر على المعدات الأمنية، ونعم لضغط اقتصادي بواسطة منع منتوجات كمالية، ونعم لشمل منظمات ما في قائمة المنظمات الارهابية، ولا حقا لتدخل مادي في القصف والغزو.

إن الدول العربية في المدة القريبة غير قادرة على أن تسلك سلوك الديمقراطيات، فهذا يعارض ثقافتها ويعارض دينها وهو غير موجود في عواملها الوراثية. وليت ذلك يتغير قريبا. وفي مقابل ذلك يجب على الحكام في هذه الدول أن يدركوا أنهم حينما ينهبون الخزانة العامة فانه يُفضل أن يُبقوا طعاما للشعب، فالشعب الجائع هو شعب ينتفض. اؤمن بأن الكثرة الغالبة من المواطنين البسطاء في هذه الدول يريدون قبل كل شيء الانفاق على عائلاتهم بكرامة، ويريدون الفرح والاستمتاع بالحياة، ويريدون الأمن في البيت والساحة والشارع. ربما لم يسمعوا بهرم حاجات ماسلو، لكنه كُتب بدمائهم وبعرقهم وعلى معدتهم الفارغة. وإن الغزو أو القصف من الجو لن يُفيدهم بشيء.