خبر نيويورك تايمز: لا يمكن إسقاط حكم حماس في غزة

الساعة 06:06 ص|26 أغسطس 2013

وكالات

تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر الأحد للأوضاع الجارية في منطقة "الشرق الأوسط" لا سيما في مصر وتأثيرها على حركة حماس في قطاع غزة، لافتة إلى أن حماس حركة قوية لا يمكن إسقاطها بالمقارنة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وعزت الصحيفة أسباب عدم تمكن أي طرف من الأطراف محاولة إسقاط حماس إلى انتشار شعبيتها الواسعة بين أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، كما أنها تسيطر على قوات أمنية وأجهزتها الأمنية المتعددة، ولها العديد من المؤسسات الخدماتية، إضافة إلى وجودها المتعمق في واقع الحياة في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى تأثر حركة حماس من الواقع الإقليمي الذي تعيشيه المنطقة ابتداءً من الاضطرابات والصراع الدائر في سوريا التي بحسب ما تحدثت الصحيفة عنه من أن شرياناً قطع بين حماس وبين اثنين من أبرز الداعمين لها في السابق وهي إيران وسوريا، لكنها تمكنت ومن خلال ما تبين من الحرب الأخيرة في نوفمبر الماضي من اجتياز ذلك، حسبما جاء بالتقرير.

أما بالنسبة للأوضاع المتواترة في مصر والتي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد في قطاع غزة، وافتقارها للدعم الاقتصادي والسياسي، وذلك نتيجة لمحاولة تفكيك جماعة الإخوان المسلمين في مصر من خلال حملة الاعتقالات في صفوف أبنائها من قبل الجيش المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي.

وفي هذا الموضوع تشير الصحيفة إلى أن الحكومة في غزة شكلت لجنة وزارية لمعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ظهرت مؤخراً نتيجة لتأثرها من الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر وإغلاق المئات من الأنفاق التي حكومة غزة كانت تعتمد بشكل كبير عليها بسبب فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2007م.

ولفتت الصحيفة إلى سبب آخر ربما سبَّبَ في تعقيد الأمور بالنسبة لقطاع غزة وهي وقف نقل البضائع عن طريق الأنفاق التي توقف أكثر من 90% منها، ما أدى إلى عدم الحصول على مواد البناء والوقود من مصر، والاضطرار للتوجه إلى البضائع الإسرائيلية التي تكلفتها تزيد عن تلكفة البضائع المصرية أكثر من الضعف.

كما أن إغلاق معبر رفح الشريان والمنفذ الوحيد للمسافرين الفلسطينيين، حيث تقطعت السبل بآلاف الطلاب ورجال الأعمال والمرضى والأجانب وسكان غزة الذين يعيشون في الخارج، كل ذلك وسائل ضغط كبيرة على حركة حماس التي تحكم القطاع منذ سنوات في محاولة إلى عزلتها دولياً، لكن الصحيفة تشير إلى أن الحركة استطاعت على مر السنوات الماضية من اجتياز تلك الضغوطات بل وكانت أكثر تعقيداً.

وأوضحت الصحيفة أن قيادة السلطة الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح تحاول اغتنام تلك الضغوط الدولية على حماس والانقضاض عليها من خلال التخطيط لإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس غزة "إقليم متمرد"، الأمر الذي سيزيد من تشديد الخناق على حماس عن طريق تقليص تمويل السلطة الفلسطينية للأنشطة والعمليات في قطاع غزة.

ويبقى الوضع في قطاع غزة مرهون بالأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية، في حين أن قادة حركة حماس تنظر ببالغ القلق والترقب للأوضاع الجارية هناك وما ستؤول إليه الأمور هناك، معربين عن خشيتهم من تأثر سكان القطاع اقتصادياً وسياسياً من ذلك.