خبر ماذا سيكون اذا فشلت المحادثات؟ -هآرتس

الساعة 08:34 ص|25 أغسطس 2013

ماذا سيكون اذا فشلت المحادثات؟ -هآرتس

بقلم: شاؤول اريئيلي

        (المضمون: ماذا يجب على كيري وامريكا أن يفعلا اذا فشلت المحادثات بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟ وهي المحادثات التي يجب أن تنجح مهما يكن الثمن - المصدر).

        إن التوقعات عند الاسرائيليين وعند الفلسطينيين بشأن تجديد المحادثات بين الطرفين قليلة والشكوك كثيرة. لكن كل من يعتقد أن تسوية أفضل من استمرار الوضع الراهن – لا يمكن إلا أن يرى أن اللقاءات بين الاسرائيليين والفلسطينيين هي انجاز لوزير الخارجية الامريكي جون كيري وأن يشجع المشاركين فيها والوسطاء كي يجعلوها تفاوضا فعالا في القضايا الجوهرية.

        ولهذا السبب خاصة – لتمكين النجاح من أن يشق طريقا لنفسه، يجب ان نأخذ الاسوأ في الحسبان. يجب على كيري ومارتن اينديك والعاملين معهما أن يتذكروا أنه الى جانب احتمال المجد وتعزيز مكانة الولايات المتحدة يوجد احتمال الفشل. ويجب عليهم لمضاءلته أن يدركوا ماذا سيكون معنى إلقاء تهمة انهيار المحادثات على أحد الأطراف أو عليهما معا أو على الوسطاء.

        اذا انتهت المحادثات الى فشل فسيجب على كيري أن يُقدم كشف حساب الى الرئيس اوباما والجمهور الامريكي. وسيحتاج الى أن يُبين لماذا بذل جهده ووقته في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لا في مشكلات ساخنة اخرى مثل كوريا الشمالية أو ايران أو الازمة الاقتصادية في اوروبا. لكن سيجب عليه في الأساس أن يُفسر فشل سياسته في الشرق الاوسط بازاء الزعزعات القاسية التي تجري على العالم العربي.

        في حال الفشل، سيضطر وزير الخارجية الامريكي الى ان يُبين للاوروبيين ايضا لماذا طلب الى الاتحاد الاوروبي في السنة الأخيرة الامتناع عن مبادرات سياسية لتسوية الصراع أو التدخل في التفاوض برغم ان دول اوروبا تحمل منذ عقدين عبء بقاء السلطة الفلسطينية وتنفق من أموالها على مشروعات اقتصادية في الضفة وغزة.

        لكن سيجب على كيري قبل كل شيء أن يُفسر للطرفين أنفسهما. اذا اعتقد ان الفلسطينيين مذنبون فستكون النتيجة استعمال النقد مرة اخرى لمواجهة محاولة فلسطين أن تُقبل عضوا في الامم المتحدة. وإلقاء تهمة الفشل على الفلسطينيين سيُبين للجمهور الفلسطيني لماذا يوجد في القيادة وفي الجمهور الاسرائيليين أناس لا يُفرقون بين م.ت.ف وحماس ويرونهم جميعا مجموعة متشابهة لا تريد السلام. واذا أصبح الفشل مصحوبا بالعودة الى عمليات عنيفة فسيضطر الجمهور الفلسطيني الى تحمل الرد العسكري الاسرائيلي دون أن يستطيع سوى النظر في عجز في تضاؤل المنح والهبات من اوروبا والولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية.

        وفي مقابل ذلك اذا اعتقد كيري أن الاسرائيليين مذنبون فسيكون الجمهور الاسرائيلي هو الذي سيضطر الى فهم لماذا يُنفذ الاتحاد الاوروبي القرارات التي ستضر بالاقتصاد الاسرائيلي، ولماذا لا تمنع الولايات المتحدة فلسطين من ان تُقبل عضوا في الامم المتحدة ولا تصد دعاوى قضائية على اسرائيليين في لاهاي. ولن يستطيع أن يتهم عدم الاستقرار في العالم العربي حينما يطلب مواطنون مصريون واردنيون إلغاء اتفاقات السلام مع اسرائيل. وسيضطر الى أن يرى كيف يصالح محمود عباس حماس التي ستعلن مرة اخرى أنه "لا يوجد من يتم الحديث معه" وأن "اسرائيل لا تفهم سوى القوة".

        وربما يُلقي كيري التهمة على الطرفين. وفي هذه الحال، ومهما تكن هذه الفكرة صعبة ومؤلمة، لا يجوز أن يترك كيري المنطقة مُبقيا عند الطرفين أرقام هاتف البيت الابيض طالبا أن يتصلا حينما يتعبان من عد موتاهما. وسيكون من الواجب عليه أن يعرض عليهما بصورة واضحة شروط تسوية في المستقبل والحلول الممكنة لكل القضايا المختلف فيها. واذا رفضوا قبولها فسيضطر الى عرضها على مجلس الأمن. وسيكون معنى هذا الاجراء أن يُستبدل بكل قرارات الامم المتحدة المتصلة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني موقف دولي امريكي – اوروبي يُفرض على الطرفين.

        يبدو أن اجراءً تفكيريا منظما من هذا النوع فقط يتوقع الفشل بوضوح، قد يقود كل المشاركين في هذه اللقاءات الى نجاح يتمناه كثيرون جدا.