خبر لاجئون..هربوا من الموت في سوريا ليستقبلهم الفقر والإهمال بغزة

الساعة 08:29 ص|24 أغسطس 2013

غزة-عمر اللوح

"طالما كنت أحلم منذ طفولتي أن أعود إلى بلدتي التي هجر والدي منها، واحتلها اليهود، ولكن للأسف عُدت إلى وطني فوجدت قطاع غزة مليء بالألم والأحزان جراء الحصار الخانق المفروض عليهم .

بهذه العبارة بدأ محمد الشيخ (41عاماً) أحد اللاجئين من سوريا الذي وفد الى غزة بحثاً عن المكان الآمن حديثه لـ "فلسطين اليوم ":"كنت أعيش في مخيم اليرموك في سوريا مع أسرتي حيث ولدتُ هنالك وتعلمت حتى تخرجت من الجامعة ،ولكن بعد أحداث العنف في سورية عام 2011 التي كانت بدايتها في درعا حتى اتسعت رقعتها ووصلت الى مخيم اليرموك الذي يعتبر بؤرة اللاجئين الفلسطينيين المشردين من أرضهم عام 1948" والتي مازالت مستمرة حتى الآن للأسف.

وأوضح تغيرت حياة أهل المخيم تماماً بسبب الأحداث وهروب عدد كبير من اللاجئين وتشردهم مما اضطرهم لترك كل شئ في سوريا  والرحيل , العودة مع عائلتي إلى قطاع غزة.

ويتابع بحسرة وألم :"كانت العودة الى أرض الوطن حيث غزة وللأسف عُدت وأنا غير مستقر الحال أو بالأحرى لا أجد مكاناً أسكن فيه أنا وأسرتي حتى العمل الذي أعمل به بطالة من وزارة العمل بـ 800 شيكل فقط، وأنا أعتبر هذا العمل إهانة وهو لا يليق بكرامتي كلاجئ فلسطيني مشرد من أرضي ومن سوريا أيضاً" وفق حديثه.

وتساءل الشيخ "أين المؤسسات الإنسانية المختصة بتقديم المساعدات للاجئين العائدين من سورية ؟؟؟.. "

المساعدات لا تكفي

أحمد خالد (32 عاماً )  كان يعيش بحلب ويقطن الآن في مخيم جباليا شمال غزة ،يقول لـ "فلسطين اليوم " بعد عودتي من سوريا الى غزة بسبب الأحداث الجارية مع عائلتي المكونة من 5 أفراد حيث وفرت وزارة الشؤون الاجتماعية له فرصة عمل مؤقتة بمبلغ 800 شيكل شهرياً يدفعها ثمن للبيت الذي يستأجره والكهرباء والمياه "وهي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تكفي شيء" .

وتابع: كنت متأمل أن أجد كل شيء مريح لي وعائلتي في غزة , متسائلاً لماذا لا تهتم الحكومة فينا رغم أننا مهاجرين من أرضنا التي أحتلها الاحتلال ومن ثم الى سوريا وبعدها الى غزة، و حالنا يسوء أكثر من السابق.

وطالب الحكومة في غزة ووكالة الغوث  التي مهمتها الأساسية أن تراعى شؤون اللاجئين أن تعمل على توفير مسكن و فرصة عمل تساعده على العيش بكرامة   .

وتجدر الإشارة هنا أن هنالك أعدد كبيره من اللاجئين الفلسطينيين المشردين من أرضيهم المحتلة عام 1948في مخيمات اللجوء في سورية عادوا الى قطاع غزة بسبب الأحداث الجارية هناك في آذار/ مارس 2011

 نعيش بلا كرامة

مؤمن عاشور (50عاماً ) عاد إلى قطاع غزة قبل نحو سنة ويقطن في غزة ويعيل 4 من الأبناء يوضح لـ "فلسطين اليوم " أنه يعيش ظروفاً صعبة جداً ويواصل القول :"لا أحد يشعر بوجودنا لا من السلطة في رام الله ولا من الحكومة بغزة ، وكأننا غير موجودون على الأرض ولا مواطنين فلسطينيين مشردين , وتساءل أين هي وكالة الغوث "الأونروا " التي ترعى شؤون اللاجئين حول العالم عن قضيتنا ماذا فعلت لنا نحن المهجرون من الشتات.

نعمل على مساعدتهم

وأكد منسق ملف العائدين من دول الربيع العربي م. محمد نصار، أن وزارته والحكومة الفلسطينية في غزة وفّرت فرص عمل للعائدين من سورية الي غزة ، من باب المساعدة لهم وتعمل الوزارة على ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهنها من اجل العيش بكرامة

واوضح  م. نصار في حديثه لـ "فلسطين اليوم " أنه يتم  التواصل مع وكالة الغوث والمؤسسات الدولية والأهلية لتقديم المساعدات الى القادمين من سوريا لأجل  التخفيف قدر الإمكان من معاناتهم، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.

ونوه أن وزارة الشؤون الاجتماعية نفذت العديد من المشاريع من أجل مساعدة  العائدين من سوريا إلى قطاع غزة  ولفت أن وزارته  وُفِّرَت فرص عمل لجميع  الأسر المحتاجة  بعقد عمل  "بطالة " ويأتي ذلك لضمان وجود دخل ثابت لهم مما يساعد على توفير حياة كريمة لهم.

وأوضح أنه تم منح بعض العائدين  تأمين صحي من أجل العلاج في كافة مستشفيات القطاع  بالمجان وسيتم منح المزيد منهم في القريب العاجل.

والى متى سوف يبق وضع اللاجئين الفلسطينيين المشردين من أرضهم في مخيمات الشتات العائدين من سورية الى غزة ،بل عمل ولا مسكن يأويهم وأسرهم بكرامة وحرية رغم المعاناة والاضطهاد والتشريد التي عنوها خارج الوطن.