خبر بتسيلم: محقق إسرائيلي هدد طفلاً بالاغتصاب لإرغامه على الاعتراف

الساعة 06:59 م|22 أغسطس 2013

ترجمة خاصة

 قالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية في تقرير لها، الخميس، إن "مواطنين فلسطينيين غالبيتهم من القاصرين تعرضوا للتنكيل والتعذيب على أيدي محققين "إسرائيليين" من أجل إرغامهم على الاعتراف بمخالفات أمنية خاصة، متعلقة بإلقاء الحجارة". 

وأضافت المنظمة أنها حصلت منذ تشرين الثاني 2009 على عشرات الإفادات، التي أدلى بها فلسطينيون من سكان قضاء بيت لحم وقضاء الخليل، غالبيتهم من القاصرين تحدثوا فيها عن تعرّضهم للعنف الشديد أثناء التحقيق معهم لدرجة تحوّله إلى تعذيب في بعض الحالات وإلى التهديد في مركز شرطة "غوش عتصيون". 

وذكرت أنه يتضح من الإفادات أنّ المحققين معهم طالبوهم بالاعتراف بارتكاب مخالفات، غالبيتها تتمثل في إلقاء الحجارة، وفي الغالبية الساحقة من هذه الحالات، أوقف المحققون ممارسة العنف ضدّ المحقَّق معهم لحظة اعترافهم بالتهمة. 

وشمل التقرير إفادة أدلى بها قاصر (14 عاماً) من قرية حوسان في بيت لحم، وقال فيها "أدخلني المحقق إلى غرفة، أمسك برأسي وبدأ بضربي بالحائط، وبعدها لكمني بقبضته وصفعني وركلني على رجلي". 
وتابع "كان الألم هائلاً، وشعرت بأنني غير قادر على الوقوف على قدمي، وبعدها بدأ المحقق بشتمي، وقال أمورًا نابية جدًا عني وعن أمي، وهدّد باغتصابي وبارتكاب أفعال جنسية معي إذا لم أعترف بإلقاء الحجارة". 

وأضاف "كنت خائفًا جدًا من تهديداته لأنه كان قاسيًا جدًا ولأننا كنا وحدنا في الغرفة، وتذكّرت ما رأيته في الأخبار عن جنود بريطانيين وأميركيين اغتصبوا وصوّروا مواطنين عراقيين وهم عراة". 

وقالت "بتسيلم" إنه حتى تموز 2013 جمع باحثوها 64 إفادة من سكان 8 بلدات فلسطينية تقع جنوب الضفة الغربية، وتحدثوا فيها عن عنف مارسه ضدّهم محققون في مركز الشرطة في "غوش عتصيون"، وبينهم 56 قاصراً. 

ونوهت إلى أن التحقيقات شملت الصفع واللكم والركل والضرب بأدوات مختلفة مثل المسدس أو العصا، وقال البعض إنهم تعرّضوا للتهديد بالاعتداء جنسياً عليهم أو على نساء العائلة، أو "كهرَبة" المعتقلين بحيث يؤدي ذلك إلى إلحاق الأذى بخصوبتهم. 

وأكد المعتقلون في إفاداتهم أنه "فقط بعد اعترافهم بإلقاء الحجارة نُقلوا إلى غرفة أخرى، وهناك طلب منهم محقق يرتدي زيّ الشرطة الإدلاء باعترافهم ثانية، حيث جرى تسجيلها هذه المرة، وبعدها أمرهم المحققون بالتوقيع على مستند بالعبرية وهي لغة لا يتقنونها من دون أن يدركوا ما يوقّعون عليه". 

كما قالت المنظمة إنها نقلت إفادات الفلسطينيين إلى وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحش)، لكن غالبية الفلسطينيين الذين أدلوا بإفاداتهم تراجعوا عن تقديم شكوى إلى "ماحش" خوفاً من انتقام الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية منهم، بينما لم تنهِ "ماحش" التحقيق في الشكاوى التي قُدمت منذ حزيران العام الماضي. 

ونفت الشرطة الإسرائيلية أن يكون محققوها يقومون بممارسات كهذه مع المعتقلين، أو وجود ظاهرة كهذه أثناء التحقيقات مع المعتقلين الفلسطينيين، كما رفضت التعقيب على تقرير "بتسيلم" بادّعاء أن "ماحش" ما زالت تحقق في الشكاوى التي تم تقديمها.