خبر تحليل: دول الخليج ترحب بالتوافق بين ايران والولايات المتحدة

الساعة 05:59 م|20 أغسطس 2013

وكالات

تهتم الحكومات والاوساط السياسية في المنطقة بل والعالم كله باي اتفاق محتمل بين ايران والولايات المتحدة، حيث اثار انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني الامل بالوصول الى مثل هذا الاتفاق. وقد اهتمت الصحف الخليجية بهذا الامر ونشرت صحيفة "غولف نيوز" مقالا في هذا المجال تحت عنوان "دول الخليج ترحب بالتوافق بين ايران والولايات المتحدة" جاء فيه: يمكن لدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي ان تتعاون مع ايران قريبا. وقد اصبحت الولايات المتحدة حساسة ازاء اي هجوم عسكري بسبب الوضع القائم في سورية والصراعات الاخيرة في الشرق الاوسط، وترجح ان تحل المشاكل بواسطة الطرق الدبلوماسية. وتضاعفت الآمال للوصول الى حل دبلوماسي اثر انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران كشخصية براغماتية.

وتمد ادارة اوباما غصن الزيتون الى ايران ومن المحتمل ان يتفق البلدان اذا لن تواجه الادارة اي مانع من الكونغرس. وقد انتهت ايام ادارة بوش التي لم تحتج الى اي قناعة للهجوم ضد ايران.

ولم يكن يتصور جون بولتون ابدا ان يفيق يوما من النوم ليكون ذلك اليوم غير مناسب للهجوم ضد ايران، اذ تجاوب البيت الابيض حاليا مع انتخاب روحاني رئيسا للجمهورية وذلك بتسهيل الحظر على الادوية والاجهزة الطبية الصادرة لإيران. والاهم من ذلك عارض البيت الابيض، لائحة طُرحت على الكونغرس، اذ انه في حال تمريرها ستقلل من مناورات الولايات المتحدة في المفاوضات المقبلة. والاوروبيون الذين يؤيدون الدبلوماسية تقليديا، وجدوا مكانا لهم خلال هذا المسار في البيت الابيض وذلك بعد الرسالة التي بعثها الصحافيون واساتذة الجامعات والمؤسسات الفكرية الى اوباما.

وتغازل طهران باحتياط، طرق الحل الدبلوماسية المحتملة. ولم يخشى روحاني من التأكيد على الحاجة لكسر المواقف العدائية السابقة لإيران عهد احمدي نجاد والاعلان عن الحوار البنّاء مع العالم. وتظهر عودة السفير السابق لإيران في الامم المتحدة جواد ظريف كوزير للشؤون الخارجية ان روحاني ايضا قام بتقديم غصن زيتونه.

مع ذلك على روحاني واوباما ان يواجها معارضيهم في الداخل الذين يشككون في الاتفاق بين البلدين. والوضع اكثر تعقيدا بالنسبة لروحاني، حيث هناك نفوذ المرشد الاعلى علي خامنئي الذي يملك الكلمة الاخيرة في البرنامج النووي.اذ حذر خامنئي وبحضور روحاني (قبل ايام) في ضيافة الافطار انه لايمكن الثقة بالولايات المتحدة. واكد خامنئي في اواخر حزيران (يونيو) الماضي ان الهدف الرئيس للغرب في المفاوضات هو تغيير النظام في ايران. كما اكدت فورا لجنة العلاقات العامة للاميركيين والاسرائيليين في الولايات المتحدة بانه لايجب تعليق الامل على طاقات روحاني، وعلى الكونغرس ان يصادق على لائحة العقوبات الجديدة ضد ايران رغم معارضة البيت الابيض. فاذا تمت المصادقة على هذه اللائحة سيصعب على روحاني الاتفاق مع الادارة الاميركية.

لكن ورغم وجود هذه الحواجز ستبذل الادارة الاميركية الجهود من اجل طريق حل دبلوماسي. وبتمرير هذه اللائحة ستكون هناك مخاطر جمة. فقد انتخب العديد من الايرانيين روحاني كي ينقذ الاقتصاد الايراني الذي تحمل قسم منه الضربات اثر العقوبات المفروضة على ايران. كما على اوباما ان يبذل كل جهده كي يحول دون مواجهة عسكرية مع ايران، خاصة في وقت نشهد فيه انهيار سورية. اذا فما هو يجب ان يكون رد فعل دول الخليج في هذا المجال؟ وهل درست الولايات المتحدة وحلفائها كل المتغيرات من اجل الوصول الى اتفاق مع ايران؟ وبسبب حساسية ودقة الموضوع، لم يتضح بعد، هل يقبل مجلس التعاون الخليجي هذا الاتفاق ام لا؟ تخشى الولايات المتحدة، البرنامج النووي الايراني فقط وستكتفي بذلك اذا تم الاتفاق مع ايران. كما ان العقوبات التي وضعتها الولايات المتحدة على ايران ترتبط بالبرنامج النووي الايراني ولا ترتبط بقلق العرب المتواجدين على ضفاف الخليج.

واذا لدى الولايات المتحدة، مشاكل مع السياسات النووية الايرانية وتعتبرها تهديدا، فلدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ايضا مشاكل مع جميع المواقف المفصلية لإيران.

وتشمل هذه المواقف المفصلية، مواقف إيران بشأن سورية ودعمها لحزب الله في لبنان وكذلك الخلاف بين ايران والامارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث، طنب وابوموسى.

ووفقا لكل ما ذُكر، هل على دول مجلس التعاون الخليجي ان تقبل بصفقة تتم بدعم من إيران تغطي على صفقة حقيقية تؤدي الى ازالة التوتر في المنطقة؟