خبر مزايدة أخلاقية محملة بالمصيبة- معايف

الساعة 08:05 ص|19 أغسطس 2013

مزايدة أخلاقية محملة بالمصيبة- معايف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: كانت للعالم الحر فرصة للوقوف بشكل لا لبس فيه الى جانب المعسكر العلماني. ليس لانه الافضل، بل لانه افضل ما هو موجود. اوباما، زعيم العالم الحر، والدول الاوروبية، يصرون على تفويته - المصدر).

        جيسيكا بولس، طفلة في العاشرة من عمرها أصيبت برأسها وهي في طريق عودتها الى بيتها في حي عين شمس في القاهرة. لم تكن لها فرصة للنجاة. جريمتها هي أنها قبطية. عشرات الكنائس احرقت في الاسابيع الاخيرة، ولم تكن بولس هي الضحية الوحيدة. اخوة الاخوان المسلمين، في سوريا، في نيجيريا، في العراق، في الباكستان، في افغانستان، في الصومال وفي لبنان – قتلوا وتسببوا بالموت في الاسبوع الاخير فقط قرابة 300 شخص، وهذا لا يتضمن سوريا التي هي قصة بحد ذاتها.

        من زاوية نظر غربية، فان محاولة النظام المصري قمع الاخوان المسلمين تبدو فظة، غليظة وعديمة الاخلاق. مقاطع فيديو من مواجهات الايام الاخيرة في مصر توضح بان الطرفين لا يخرجان جيدا من هذه القصة. لا يوجد هناك أولياء. المحزن هو أن هذه هي قواعد اللعب الكريهة في الشرق الاوسط. لا توجد يد رقيقة. لا يوجد فض للمظاهرات حسب قواعد بروتوكول جنيف. والان ايضا، بعد سلسلة رهيبة من الجرائم ضد الانسانية بعد عدد لا يحصى من المذابح والقتل للابراء، الغرب كان سيشتري كل تسوية تعيد الهدوء الى سوريا، بما في ذلك بقاء عظيم القتلة الاسد في الحكم.

        ولكن النظام المصري بالذات الذي يكافح سرطان الاسلام المتطرف – يحصل على كتف باردة. ففي شبه جزيرة سيناء ينشأ منذ الان حكم مستقبل للجهاد. فما الذي يظنه الغرب ان يقاتلهم الاخوان المسلمون هناك؟ هل يجد الغرب صعوبة للتصدي للواقع؟ احيانا لا يكون مفر من الاختيار بين شر كبير وشر أكبر. النظام المؤقت في مصر هو شر كبير، ولكنه البديل الوحيد للشر الاكبر.

        وهكذا فان المتأففين يمكنهم أن يتأففوا دون توقف. المشكلة هي أن هذا التأفف سيؤدي الى تخليد سيطرة الاسلام المتطرف في الدولة العربية الاهم. وبدلا من ايران واحدة سنحصل على اثنتين. بدلا من حماس تسيطر على 1.3 مليون نسمة، نحصل على حماس تسيطر على اكثر من 30 مليون، مزود باحد الجيوش الاقوى في الشرق الاوسط. هذا لن يكون انتصارا للديمقراطية. هذا سيكون انتصارا لايديولوجيا اجرامية، عنصرية وقمعية.

        مصر هي دولة مريضة. المال لشراء القمح، الغذاء الاساس والرئيس آخذ في النفاد. وأخر مرسي الاستيراد على أمل أو خيال في ان ينجح في ان يتدبر أمره بتوريد ذاتي. والنتيجة هي اقتراب مقلق من الخط الاحمر. في دولة ربع سكانها يعيشون على اقل من 1.64 دولار في اليوم، فان الانهيار هو مسألة وقت فقط. اذا لم يتحرك احد ما هناك في الاتجاه الايجابي، فان كل ما حصل حتى الان يكون فراطة مقابل ما يمكن له أن حصل لاحقا.

        هكذا بحيث أن الدول الغربية بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، ملزمة باتخاذ قرار. الجلوس على الجدار ام ربما مساعدة الجانب الاقل سوءاً من اجل انقاذ مصر من الانهيار. الايام ستقول ماذا كانت مساهمة الرئيس الامريكي براك اوباما في تدهور الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة، والشتاء الاسلامي الذي حل على تونس، سوريا وربما ايضا على مصر. لقد كانت لاوباما نوايا رائعة. الواضح هو أنه كلما حاول ان يتصالح أكثر، اصبح هو والولايات المتحدة اكثر كراهية. لقد نجح الرجل في أن يتكيف مع الوضع الاسوأ: فالان الطرفان يمقتانه. ادارته تكافح الاسلام المتطرف في الباكستان، افغانستان وفي اليمن، وترفض ايضا ان تفهم بان الاخوان المسلمين هم اخوان حماس وطالبان.

        لقد كانت للعالم الحر فرصة للوقوف بشكل لا لبس فيه الى جانب المعسكر العلماني. ليس لانه الافضل، بل لانه افضل ما هو موجود. اوباما، زعيم العالم الحر، والدول الاوروبية، يصرون على تفويته.