خبر قراءة للمشهد الإسرائيلي حول ما يجري في مصر من أحداث

الساعة 04:15 م|18 أغسطس 2013

القدس المحتلة

فى تطور سريع لانعكاسات الأزمة المصرية على كل من تل أبيب وواشنطن، شهدت العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية انقساما حادا حول التهديدات التلميحية للولايات المتحدة حول وقف الدعم العسكرى لمصر عقب الصراع بين قوات الأمن المصرية وجماعة "الإخوان المسلمين"، وذلك لارتباطها بالحفاظ على مصر على معاهدة "كامب ديفيد" للسلام.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى بالحكومة الإسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية أن الإسلاميين قد يفسرون ذلك على أنه دعم لهم فى صراعهم لاستعادة السلطة بعد الإطاحة بمحمد مرسى.
وتتتبع إسرائيل بترقب حاد الديناميكية التى تتطور فى شوارع القاهرة، وبقلق ردود فعل الولايات المتحدة وأوروبا حول ما يجرى فى مصر.
ورفضت حكومة بنيامين نتانياهو التطرق لتقرير ورد فى صحيفة "نيويورك تايمز" تدعى أن إسرائيل طمأنت مصر بألا تخاف من الضغط الأمريكى بعد الإطاحة بمرسى، لأن تهديدات وقف المساعدة فارغة وغير ذات جدوى.
وكانت قد استندت الصحيفة الأمريكية إلى تقديرات دبلوماسيين غربيين أدعوا أن هناك علاقات وثيقة بين تل أبيب والأجهزة الأمنية المصرية والفريق أول عبد الفتاح السيسى، أدت لدعم الإطاحة بمرسى.
وقال دبلوماسيون غربيون إنه يبدو أن هناك اتصالات متشعبة بين الفريق أول السيسى والدائرة المقربة منه وبين نظرائهم الإسرائيليين، مضيفين أنهم طمأنوا المصريين بعدم الخشية من ضغوط الدول الغربية. 
وفى سياق آخر، جمع نتانياهو المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون السياسية لمناقشة خاصة حول التطورات فى مصر، وسمع الوزراء تقارير موجزة من مصادر استخبارية، وتلقوا توجيهات بالتزام الصمت حيال ما يجرى هناك، لعدم التسبب بتوتر أكثر.
وقال محلل الشئون العسكرية فى يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، إن إسرائيل التى لا يوجد فى حكومتها وزير خارجية، تعيش فى مأزق دبلوماسى طارئ لعدم وجود وزير خارجية، ووزارة خارجية فاعلة، إذ تخوض فى اليومين الأخيرين صراعا دبلوماسيا شبه يائس مع الإدارة الأمريكية فى واشنطن لمنع وقف المعونات الأمريكية لمصر.
وأضاف فيشمان:"إن كبار المسئولين فى الحكومة الإسرائيلية بدءا من رئيسها، بنيامين نتانياهو، يبذلون حاليا جهودا جبارة مع البيت الأبيض، ووزارتى الخارجية والدفاع الأمريكيتين فى محاولة لتهدئة الهجمة الأمريكية على الحكم العسكرى فى مصر، ويكن يبدو لغاية الآن أن هذه المعركة خاسرة".
وأوضح فيشمان أن الإدارة الأمريكية تواصل ارتكاب أخطاء تاريخية فيما يتعلق بالقاهرة، حيث يهدد الكونجرس الأمريكى بوقف المساعدات الاقتصادية لمصر، وتجمد الإدارة الأمريكية التدريبات والتعاون الأمنى مع مصر، وسيؤدى الدمج بين هذين العاملين إلى انفجار الغضب المصرى ضد إسرائيل.
ولفت فيشمان إلى أن العداء للإدارة الأمريكية هو القاسم المشترك للفريقين المتخاصمين فى مصر، حركة تمرد وحركة الإخوان المسلمين، إذ يسعى الطرفان على المس بكل ما يرمز إلى أمريكا وفى مقدمة ذلك إسرائيل"، وأنه من شأن العلاقات الأمريكية المصرية التى كانت الدرع الواقى لاتفاقية السلام الإسرائيلية - المصرية، أن تتحول إلى عبئ، وبالتالى فإن حركة تمرد تهدد بجمع 20 مليون توقيع ضد قبول المعونة الأمريكية، وتنادى فى الوقت ذاته بإلغاء اتفاقية السلام".
ونصح فيشمان بعدم الاستخفاف بهذا التهديد، مشيرا إلى أن تمرد جمعت 17 مليون توقيع ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، ويرى أن مصر تقترب من نقطة "درعا" التى أدت فى سوريا، بفعل عدم حكمة النظام بالتعامل مع المتظاهرين السوريين إلى زلزلة الأوضاع فى سوريا نحو حرب أهلية، على حد قوله.
ومع أن فيشمان يقر بأن الوضع فى مصر لم يصل بعد لهذا الحد، لكن "إنجازات" الجيش المصرى ما زالت برأيه تكتيكية، فيما يخص كلا من الإخوان والعسكر فى مواقفهما دون حسم لصالح أى من الطرفين.
وأوضح فيشمان أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن مصر تتجه إلى صراع داخلى متواصل وطويل ولكن على نار خفيفة، أعمال شغب وتفجيرات إرهابية، من أجل استمرار حالة عدم الاستقرار فى الدولة، وعدم القدرة على إدارة شئون الدولة، ومواصلة هروب الاستثمارات الأجنبية وشل الحركة السياحية، وأن ذلك سيؤدى إلى استمرار تدهور الاقتصاد ورفع مدى اعتماد مصر على جيوب دول الخليج.
وقال فيشمان: "لا يجب أن يتفاجأ أحد عندما تذوب اتفاقيات السلام مع مصر، الواحدة تلو الأخرى، ولن يكون الأمر مفاجئا إذا أعلن عن السفير الإسرائيلى فى القاهرة شخصية غير مرغوب فيها، ولم يحدث هذا الأمر حتى الآن، فالأجهزة الأمنية لمصر وإسرائيل تنشطان فى نفس الفقاعة، ولا يوجد لغاية الآن أى مؤشر على فتور وجمود فى التعاون بينهما، لأنه توجد للجيش المصرى مصالح إستراتيجية مشتركة مع إسرائيل، حتى بدون علاقة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الشارع المصرى بدأ بالضغط على النظام الحالى والذى سيضطر إلى أن يرمى له بعظمة، ولأسف الشديد ستكون هذه العظمة إسرائيلية، وليس هناك من بمقدوره هز الإدارة الأمريكية قبل أن تجر معها الأوروبيين إلى لعبة القوى الحائرة للإدارة فى العالم العربى".


معاريف: إسرائيل تنفى وجود اتصالات مع القيادة العسكرية المصرية
في حين نفت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن تكون هناك اتصالات بين الجانب الإسرائيلى والقيادة العسكرية المصرية، موضحين أن إسرائيل لم تجر أى اتصالات مع الإدارة الأمريكية لحثها على عدم وقف المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، كما ورد فى تقارير أمريكية.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن المصادر الإسرائيلية ردت على التقارير التى نشرت خلال الأيام الماضية، حول اتصالات بين رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بينى جانتس، ووزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسى، قائلة: "إن الجانب الإسرائيلى لم يقم بأى اتصالات مع الجانب المصرى".
ونفت المصادر أيضا ما جاء فى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إسرائيل طمأنت قيادات فى مصر أن الولايات المتحدة لن توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر والبالغة مليارا ونصف مليار دولار سنويا.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد عقد مؤخرا جلسة خاصة للمجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية لمناقشة تطورات الأوضاع فى مصر، وكرر نتانياهو توجيهاته للوزراء وللناطقين الرسميين الإسرائيليين بعدم الإدلاء بتصريحات علنية حول هذا الموضوع.


هاآرتس : إسرائيل طمأنت مصر بأن أمريكا لن توقف المعونات رغم التهديدات
هذا وقد نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إسرائيل تحافظ على علاقات وثيقة مع السلطات المصرية ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، مؤكدة أن إسرائيل طمأنت قيادات فى مصر أن الولايات المتحدة لن توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر والبالغة مليارا ونصف مليار دولار سنويا، على حد زعمها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فى الإدارة الأمريكية قولها إن الإدارة لا تميل إلى وقف هذه المساعدات على الرغم من تعالى الأصوات فى الكونغرس الداعية لاتخاذ هذه الخطوة، وذلك نظرا لأهمية التعاون العسكرى مع مصر.
وذكر مصدر إسرائيلى مسئول أن إسرائيل أوضحت لأصدقائها فى البيت الأبيض والكونجرس قبل تفجّر موجة العنف الأخيرة أن وقف تقديم المساعدات لمصر سيضعف جيشها وسيمس بالجهود لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
فيما نفت مصادر إسرائيلية رسمية ما ذكرته الصحيفة الأمريكية عن وجود علاقة وطيدة بين إسرائيل والقيادة المصرية.