خبر الإخوان المسلمون: ماضيهم ما زال أمامهم- اسرائيل اليوم

الساعة 08:37 ص|15 أغسطس 2013

بقلم: البروفيسور إيال زيسر

قبل أقل من سنة عزل محمد مرسي الذي كان رئيس مصر آنذاك، وزير الدفاع حسين طنطاوي. ووصف كثيرون تلك الخطوة بأنها لامعة وقدروا أنه مع إبعاد الطنطاوي سينجح أناس الاخوان المسلمين في تدجين الجيش المصري كما فعل اردوغان بالجيش في تركيا وأن يؤمنّوا حكمهم بذلك. بيد أنه تبين ان مرسي حفر حفرة لنفسه ووقع فيها: فبدل الطنطاوي العجوز الذي ارتبط في وعي المصريين بنظام مبارك، حصل على عبد الفتاح السيسي وهو ضابط شاب ممتليء حيوية ونشاطا وطموحا ايضا كما يبدو.

مع تعيين السيسي عاد الجيش المصري الى نفسه وضرب الاخوان المسلمين ضربة ذات مرحلتين. فقد عزل أولا ممثلهم عن الرئاسة وهو الآن يعزل أناس الاخوان من الشوارع. وسيُعزلون قريبا من الفضاء العام والاعلامي كما حدث بالضبط في ايام حسني مبارك.

بدأ الصراع بين الجيش والاخوان قبل خمسين سنة في عهد جمال عبد الناصر. وهذا صراع على صورة مصر وهو يجري بين معسكر علماني بقيادة الجيش وبين الاخوان المسلمين الذين خسروا في كل معركة تقريبا، لكنهم تمتعوا دائما بتأييد شعبي واسع.

إن اسقاط مبارك قسم المعسكر العلماني وجعل الجيش في الأساس في شلل. وقد دخل الاخوان في الفراغ الذي نشأ وهم الذين استغلوا ضعف خصومهم وفازوا في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة. لكن عدم وجود تراث ديمقراطي في مصر عمل في غير مصلحتهم هذه المرة. لأنهم في مصر لم يستوعبوا الى الآن ان الحكم يتم تغييره بالانتخابات لا بمظاهرات في الشوارع. ويبدو ايضا ان الاخوان جعلوا طبيخهم يحترق حينما حاولوا ان يُنشئوا تحت ظل المسار الديمقراطي، جمهورية اسلامية يُضمن الحكم فيها لأناسهم الى الأبد.

مر عزل مرسي بسهولة نسبية وكذلك ايضا تفريق المظاهرات أمس في القاهرة. وما بقي شباب ميدان التحرير الذين أسقطوا مبارك يؤيدون الجيش تأييدا صامتا فانه يستطيع أن يقمع الاخوان المسلمين مهما كانوا ذوي شعبية وإن احتاج الامر الى وقت ما. هذا ما كان في ايام مبارك وهذا ما سيكون ايضا في ايام السيسي.