خبر أخوان بالدم- معاريف

الساعة 08:35 ص|15 أغسطس 2013

بقلم: جدعون كوتس

ما كان متوقعا – وقع. شهر رمضان أخر العمل المرتقب لقوات الامن المصرية لضمان سيطرته في الدولة بشكل عام وفي العاصمة القاهرة بشكل خاص، وأمس انطلق على الدرب في ظل حمام دماء كان هو ايضا متوقعا. فهم لا يمكنهم أن يسلموا بمواصلة وجود دولة النصر، مثابة دولة داخل دولة، لميدان نهضة مستقل يهدد ميدان التحرير.

للمشاهد الاسرائيلي يصعب التسليم بالانقسام التلقائي بين الاخيار والاشرار، إذ انه بشكل طبيعي الاخيار هم الذين يداسون تحت قوة الاشرار. فالحديث يدور عن مواطنين غير مسلحين، نساء واطفال، مقابل جنود ودبابات، شرطة، مباحث وجرافات. صورة المرأة التي تحاول وقف الجرافة هو صدى لصورة المتظاهر الذي يوقف دبابة الجيش الصيني في ميدان تياننمن . عطفنا الواعي يوجه للمعسكر العلماني الذي سرق الاخوان المسلمون منه الثورة، للجيش الذي هو بالنسبة لنا وبالنسبة للغرب عامل استقرار ومسؤولية لمواصلة تنفيذ اتفاق السلام وضمان الامن في سيناء. ولكن المتظاهرين، الاخوان المسلمين ومؤيدي مرسي، هم الذين سيرتسمون في الوعي لان الضحايا الاكثر سقطوا وسيسقطون من بينهم. الرأي العام العالمي سيصدم في صالحهم.

الاسرة الدولية، الولايات المتحدة واوروبا، دعت السلطات بالكف عن العنف وضمان حق التظاهر. هذا لم يردع السلطة الجديدة، الرسمية المؤقتة من اتخاذ الاعمال اللازمة من ناحيتها لاستكمال الثورة او "الثورة الحقيقية".

قبل شهر، عندما بدأت هذه الاعتصامات الاحتجاجية، أقمت بضعة ايام وليال الى جانب مؤيدي مرسي في جيوبهم، التي جعلوها مستوطنة دائمة. وقد كانوا منظمين ومصممين. مئات الالاف تدفقوا الى المظاهرات في أرجاء مصر. هذا هو السبب الذي جعل السلطات تلغي امس حركة القطارات. واقاموا الحواجز من طوب الشوارع وهياكل المعادن التي لم تصمد امام قوة قوات الامن. واعدوا الزجاجات الحارقة، العصي، الحجارة والدروع استعدادا للمعارك وجها لوجه. يحتمل أن يكونوا اخفوا ايضا سلاحا ناريا، ولكن واضح ان ليس في ذلك ما يسمح لهم بالتصدي لقوات الحكم التي قررت أمس فرض النظام.

كما كان متوقعا، سقط ميدان النهضة بسرعة. فالمتظاهرون، معظمهم شباب، بعضهم طلاب، بينهم اولئك الذين وصلوا من دول اوروبة، لم يشكلوا خصما حقيقيا. اما في مدينة مصر، فالمهمة كانت اصعب. كان ينبغي هناك العبور حقا على جثث المتظاهرين الذين يسكنون مع عائلاتهم في الخيام، على الارصفة، في المداخل وفي الشقق السكنية. مئات النساء والاطفال تجمعوا داخل مسجد رابعة العدوية، متشبثين بقرون المذبح، مقتنعين بان قوات الامن لن تنجح في الاقتحام الى هناك.

افترض ان غير قليلين من بين اولئك الذين تحدثت معهم، ممن حجتهم الاساس امام الاجانب كانت الدفاع عن الديمقراطية وليس عن النظام الاسلامي، لم يعودوا بين الاحياء. آخرون اصيبوا وهناك من اختاروا سماع نصيحة السلطات والاخلاء عبر الممرات التي خصصت لهم.

ابنة محمد البلتاجي، 17 سنة، الناطقة الكبيرة بلسان "الاخوان"، التي تحدثنا معها، قتلت امس بالنار. رجال أمن بلباس مدني يطلقون النار على مؤيدي مرسي، هم ذات رجال الامن الذين اطلقوا النار على المتظاهرين ضد مبارك قبل سنتين والذين حرضوا في حينه الرعاع للمس بالمراسلين الاجانب، وأنا من بينهم. وهم سيؤدون مرة اخرى دورا مركزيا في حالة الطوارىء المعلنة.