بالصور بعد 24 عاماً في السجون..المحرر النعنيش لم يعرف أحداً

الساعة 08:01 ص|15 أغسطس 2013

نابلس (خـاص)

ليس ببعيد عن منزله الذي تربى ونشأ فيه بحارة سوق الحداديين بالبلدة القديمة من نابلس بالضفة المحتلة، كان الأسير المحرر سمير النعنيش يقف في خان الوكالة، يستقبل المهنئين بالإفراج عنه، إلى جانبه أخيه الأصغر الذي يهمس في أذنه باسم كل من يمر عليه " الجميع تغيروا ولم أعرف أحد" قال، بعد 24 عاماً من الأسر.

النعنيش، والذي أفرج عنه مع 25 أسيرا ضمن الدفعة الأولى ممن أتفق على الإفراج عنهم ضمن الدفعة الأولى من الأسرى القدامى "ما قبل أوسلو"، بدى غريبا على المكان الذي تغير كليا وأعيد بنائه من جديد بعد الاجتياح الكبير للمدينة في العام 2002.

قال الكثير من أبناء مجموعته استشهد وأشار بيده إلى "البوستر الكبير" الذي يضمن صورهم وأسمائهم شهداء "الفهد الأسود"، وأخرين عرفهم وخرج ولم يجدهم مثل الشهيد " نايف أبو شرخ"، ومنهم من بقي خلفه في الأسر على أمل الإفراج عنه ضمن الدفعة الثانية من الصفقة "كأبن قضيته" إبراهيم الطقطوق" الذي طبعت البوسترات تحمل صورتهما.

وفي حديثه لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قال: إن هذه الخطوة أي الإفراج عنهم، تأخرت 19 عاماً، حيث كان يجب أن يطلق سراحهم بعد توقيع اتفاق أوسلو، وهي خطوة صغيرة تحتاج لخطوات كبيرة جداً لإطلاق جميع الأسرى في سجون الاحتلال، وتابع:" تركت خلفي أصدقاء وأخوة عاشوا معي فترات طويلة أتمنى أن تشعر أمهاتهم فرحة أخواني وأهلي".

وحول تقييمه لصفقة الإفراج عنه قال النعنيش:" الأسير وخاصة الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر يدركوا أن الإفراج عنهم لا يكون إلا باتفاقيات سياسية أو بعمليات التبادل، وأي كانت الطريقة التي يتحرر بها تكون فرحته كبيرة، ولكن بشرط ألا يكون الثمن التنازلات على الثوابت الوطنية التي اعتقلنا وقدمنا سنوات عمرنا من أجلها".

وتابع النعنيش، و الذي أعتقل في العام 1989 على خلفية قتله لجندي صهيوني في البلدة القديمة و حكم على إثرها بالمؤبد مدى الحياه:" هذه الخطوة ستبقى ناقصة مالم يتم الإفراج عن باقي الأسرى في سجون الاحتلال وتبيض السجون منهم وعلى رأسهم الأسيرات وذوي الأحكام العالية".

وحول ظروف الإفراج عنهم قال النعنيش:" منذ اليوم الأول لإبلاغنا عن قرار الإفراج عنا حاولت إدارة السجون بكل الطرق أن تحبطنا وقتل الفرحة في قلوبنا، ولكننا كنا ننتظر أن نقهر هذا الذل، وأن تقوم بإجراءات استفزازية ضدنا بدون مبرر، مثلا قامت بتقسيمنا على الزنازين وتنقلات من مكان لآخر، ومصادرة كل ممتلكاتنا".

وعن يوم الإفراج قال:" نقلنا من سجن شطة إلى سجن الرملة وحجزونا في الأقفاص الحديدية لفترة طويلة مقيدي الأرجل والايدي، وصادروا كل ما نملك ولم يسمحوا لنا أن نخرج شيئاً معنا، وفي كل محطة كانوا يتعمدوا تضيع أكبر وقت ممكن حتى وصلنا بمنتصف الليل إلى سجن عوفر".

النعنيش أعتقل وعمره 22 عاما، وصل إلى مدينته نابلس الساعة الثالثة فجرا فكانت المدينة قد خرجت لاستقباله، وهو ما أثار في نفسه الحنين إلى مدينته التي بالرغم من كل التغيرات التي حصلت لا تزال بنفس الروح ونفس المقاوم: “نابلس جميلة جدا بسكانها، فهي المدينة التي عانت كثيرا في فترات الاحتلال".

هذا الاستقبال الحافل لم يمنع الغصة التي شعر بها وهو من فقد والديه في السجن، وهدم منزله بعد اعتقاله مباشرة، فتوجه إلى منزل عمه:" كنت أتمنى أن يكون أمي وأبي على رأس المستقبلين ولكن هو الاحتلال الذي حرمنا إياهم في السجن".

ورغم كل الفرحة التي يشعر بها إلا أنه لم ينسَ الأسرى الذين تركهم خلفة وحملوه رسالة للقيادة وأبناء شعبهم بأن يبذلوا جهودهم لإطلاق سراحهم لأن السجون الحياة فيها صعبة جدا، وكل حين تسوء أكثر، فسلطات الاحتلال تضيق الخناق عليهم وتحاول سحب إنجازاتهم شيئا فشيئا في محاولة لكسر عزيمتهم.

 
الأسير النعنيشن
الأسير النعنيشن
الأسير النعنيشن
الأسير النعنيشن
الأسير النعنيشن
الأسير النعنيشن