خبر تفاصيل تنشر لأول مرة حول الخطوط العريضة لطروحات كيري مع عباس

الساعة 09:22 ص|13 أغسطس 2013

غزة

كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن تفاصيل هامة وخطيرة حول أحد اللقاءين  اللذين عقدهما المبعوث الأمريكي جون كيري مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اليومين الأخيرين في عمان.

وأوضحت حماس في وثيقة وزعها مكتبها الإعلامي، أن تفاصيل الاجتماعين المغلقين الذين كشف عنها مصدر شارك في هذين اللقاءين تضمنت طرح كيري عدة نقاط على شكل تفاهمات حمّله إياها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو وأضاف إليها بعض الإضافات التي اقترحها، على شكل خطوط عريضة تتلخص في الآتي:

- حدد كيري فترة زمنية تتراوح بين 6-9 أشهر كسقف زمني يتم خلاله عقد مفاوضات ثنائية فلسطينية-إسرائيلية تقوم علي الأسس والقواعد التالية:

1. يشرع الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في عقد محادثات ثنائية دون أية شروط مسبقة خارجة عن المبادئ (التوافقية) المدرجة تالياً.

2. يشارك الأردن في الجلسات المتعلقة باللاجئين والقدس والحدود حيثما اقتضي الأمر ذلك.

3. يشكل الجدار العازل القائم حالياً الحدود الأمنية للدولة (اليهودية) والحدود (المؤقتة) للدولة الفلسطينية التي سيقر بها الطرفان ويعلنانها.

4. يتم إجراء تبادلية في الأراضي المتنازع عليها والواقعة ضمن مخطط الجدار المذكور بموافقة الطرفين ومباركة لجنة المتابعة المنبثقة عن الجامعة العربية التي نقلته للوزير كيري خلال زيارتهما الأخيرة لواشنطن والتي تتراوح مساحتها بين 8_10% من أراضي الضفة الغربية.

5. يتم تجميد المشاريع الاستطانية المتعلقة بعدد من البؤر المقرة من قبل الحكومة الإسرائيلية ولا ينطبق هذا الإجراء علي المشاريع القائمة في التجمعات الاستيطانية الكيري الواقعة فيمحيط مدينة القدس وغور الأردن بما فيه مستوطنات معاليه أودميم وزفعات جئيف وهارحوما وجيلو ونيفي يعقوب ورامات شلومو ورامات ألوان وكريات أربع وكذلك المستوطنات ذات الكثافة السكانية.

6. يعطي سكان المستوطنات التي يتم تجميد الاستيطان فيها الحق اختيار أي من الجنسيتين اليهودية أو الفلسطينية أو كلتيهما في ختام المحادثات المذكورة.

7. تتوج المحادثات باتفاق تاريخي في ختام السقف الزمني المذكور علي غرار اتفاق أوسلو ، يتم خلاله الإعلان عن وقف نهائي للنزاع التاريخي بين الطرفبن وتطبيع كامل مع كافة الدول العربية في اجتماع احتفالي تحضره الجامعة العربية وممثلو كافة الدول العربية يعلن فيه موافقة إسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية ضمن الحدود الواردة في الفقرة 4 أعلاه وفق الاتفاق (التوافقي) الذي يبرمه الطرفان في نهاية المفاوضات مقابل اعتراف فلسطيني مماثل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.

8. يتم الاتفاق في نهاية المفاوضات علي السماح لبعض العائلات الفلسطينية بجمع الشمل في الضفة ورفح وغزة ، ويمنح الآخرون حق التعويض أو الهجرة بحيث تفتح الدول العربية خاصة الخليجية ذات التواجد الفلسطيني فيها أبوابها لتسهيل ذلك وإعادة تأهيلهم أو تجنيسهم مع مناشدة عدد من دول الخليج كالسعودية والإمارات العربية والكويت وقطر تمويل صندوق "حق العودة المتعلق بذلك".

9. توضع القدس المحتلة تحت إدارة مشتركة (دولية_ فلسطينية_ إسرائيلية- أردنية) لمدة عشر سنوات بحيث يحق للإسرائيلين المقيمين فيها اختيار هويتهم التي يقررونها.

10. يوافق الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني علي مناقشة مسألة تبادل الأراضي، ولاسيما في الضفة والقدس، في لجان التفاوض علي الرغم من بعض النقاط الخلافية غير الجوهرية القائمة حالياً بين الطرفين في بعض التفاصيل، وخاصة تلك التي تحفظ عليها بعض أعضاء وفد الجامعة العربية والمتعلقة منها بمقترح منح الجنسية لكل فلسطيني مقيم في الخليج منذ أكثر من عشر سنوات.

وحسب وثيقة حماس، فيتم مناقشة الخطوات التنفيذية لهذا الاتفاق خلال المفاوضات التي تقرر لها السقف الزمني المذكور أعلاه. ويمتد تنفيذها الي عشر سنوات تبدأ مع توقيع الاتفاق، وتفرج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها ممن قضوا عشرين عاما أو أكثر في المعتقلات ولا يشكلون خطراً أمنياً عليها.

ويدعو الرئيس محمود عباس إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة بعد إطلاق الجانب العلني من الاتفاق تحسبا لاحتمال ظهور اعتراضات عليه، ولن تعلن بنود الاتفاق كاملة للإعلام إلا بعد بدء المفاوضات وانشغال الفلسطينيين بمعارك المجلس التشريعي والرئاسة.

وحسب المصدر الخاص، فمع توقيع الاتفاق في نهاية السقف الزمني المحدد الذي يعلن بموجبه استقلال الدولة الفلسطينية، يدخل الطرفان الفلسطيني والأردني بمباركة إسرائيلية وعربية، في تفاهمات تتناول دوراً أردنياً أمنياً جوهرياً في مساندة السلطة الفلسطينية والوقوف إلى جانب في وجه أية أخطار داخلية أو خارجية محتملة، وذلك في إطار الكونفدرالية المتفاهم عليها والتي تكون قد نضجت ظروف إعلانها. بالتزامن مع طفرة اقتصادية ثلاثية يكون لإسرائيل دور فاعل في تشكيلتها.

وقد أفادت الوثيقة، أن عباس أوفد في الثامن عشر من شهر يوليو الماضي، الدكتور نبيل شعت الي موسكو سرا وبشكل عاجل لوضع القيادة الروسية في صورة الأمر، وفي انتظار عودة عضو اللجنة نبيل شعت من موسكو، حيث علم أنه حظي بالموافقة المبدئية علي الاتفاق، وأن عباس اجتمع مع عدد من قيادات فتح بصورة ثنائية كل علي حدة ، تجنّباً لاجتماعات مفتوحة، وذلك تمهيداً لدعوة المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين إلى الاجتماع بعد عيد الفطر مباشرة علي غرار اجتماع عام 1996 في غزة الذي تم فيه إلغاء البنود الرئيسية للميثاق القومي الفلسطيني.

كما أوردت الوثيقة، أن الملك الأردني عبد الله الثاني استدعي إلى عمان عدداً كبيراً من الشخصيات ذات الأصول الفلسطينية وآخرين من الأراضي المحتلة ومن القدس للتشاور ولدعم الاتفاق . وأبلغ الملك عددا من هذه القيادات أردنية من أصل فلسطيني بقرب التوصل إلى اتفاق تاريخي في شأن القضية الفلسطينية.

ولحظت الوثيقة، وجود تململ يتبلور في شكل معارضة ملحوظة لهذا الاتفاق بعد تسرب بعض مضامينه، تلعب فيها السيدة فدوي زوجة مروان البرغوتي دوراً رئيسياً في التصدي له.

كما لحظ كذلك إلى أنه ورد علي لسان كيري خلال اجتماعه بعباس قوله تعقيباً علي مداخلة من الأخير أبدى فيها تخوفه من عرقلة حماس للاتفاق فقال: " ...دعك من هذا الهاجس، سنتدبر أمره وستجد حماس من التطورات المستجدة علي الساحة المصرية ما يشغلها عن هذا الشأن ويحصر اهتمامها في تدبر أمرها وأمر وجودها وبقائها من عدمه..."