خبر احباط مركز للمفاوضات- هآرتس

الساعة 09:07 ص|13 أغسطس 2013

بقلم: أسرة التحرير

على مدى اشهر طويلة اجتهد بنيامين نتنياهو لاقناع الجمهور في اسرائيل والاسرة الدولية بصدق تطلعه استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وشدد المرة تلو الاخرى على أن اسرائيل مستعدة في كل وقت للبحث مع محمود عباس دون شروط مسبقة وفي كل مرة عرض عباس بصفته الرافض بالقطع.

        ولكن، عشية استئناف المفاوضات، التي ولدت بعد مخاضات سياسية عسيرة، يتبين أن لاصطلاع "شروط مسبقة" توجد تفسيرات متنوعة. وهكذا مثلا وافقت اسرائيل على تحرير 104 سجناء فلسطينيين، بينهم مواطنون اسرائيليون، مقابل "ابطاء" البناء خلف الخط الاخضر. وكنتيجة لذلك سحب عباس مطالبته في أن تدار المفاوضات بداية على الحدود، ووافق على مطلب نتنياهو للبحث في كل المواضيع الجوهرية. كما امتنع عباس عن مطالبة اسرائيل بالتعهد بعدم البناء في المناطق في فترة المفاوضات، وهكذا ازاح عائقا آخر طرحه نتنياهو كي يمنع المفاوضات حتى قبل ان تبدأ.

 

        غير أن تفسير نتنياهو بعيد الاثر لاصطلاح "دون شروط مسبقة" يمدد حدود قدرة فهم الفلسطينيين. فالعجلة في اصدار اقرار خطط البناء لمئات وحدات السكن في المناطق، والاعلان عن تسويق وحدات سكن جديدة في شرقي القدس وخلف الخط الاخضر ليس نتيجة لحاجة فورية لاسكان معوزي السكن. فهذه تبدو كتطلع لتنفيذ احباط مركز لبدء المفاوضات بعد أن فشلت كل باقي مساعي المنع. هذه الخطوات، التي سبق ان أدت الى توبيخ امريكي فظ، تبدد الضباب الذي حاول نتنياهو أن يلف به نواياه الحقيقية وتعرض اسرائيل بأنها الرافضة الوحيدة لكل مسيرة سياسية.

        في موقفه من المفاوضات التي ستبدأ غدا كفرصة اخرى من الواجب تفويتها، يقود نتنياهو اسرائيل بعيون مفتوحة نحو حقل الغام ستصاب فيه ليس فقط العلاقات مع الفلسطينيين بل والعلاقات مع الولايات المتحدة ايضا، والتي ستضاف الى خطوات العقاب التي فرضها الاتحاد الاوروبي على اسرائيل، فتكمل بذلك دائرة العزلة الدولية عليها.

        الحكومة مطالبة بان تكف فورا عن اللعبة السياسية المزدوجة وتتغلب على رد الفعل الشرطي الذي بموجبه في كل مرة تقترب فيها المفاوضات ترد بعنف عقاري. يئير لبيد، الذي تحدث صراحة عن حيوية المفاوضات، يجب أن يمارس قوته السياسية ضد كل بناء يتجاوز ما اتفق عليه مع الامريكيين. كما أن الشركاء الاخرين في الائتلاف مطالبون بان يتركوا المفاوضات ان تقوم بخطواتها الاولى لتبدأ الرحلة لانهاء النزاع مع الفلسطينيين.