خبر عشرات الملايين من الدولارات كلفة الاستثمار في المرافق السياحية بغزة

الساعة 05:33 ص|13 أغسطس 2013

غزة

شهد الاستثمار في القطاع السياحي المعتمد بشكل أساسي على السياحة الداخلية في قطاع غزة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأربع الماضية، وتشير الإحصاءات ذات العلاقة بعدد المشاريع التي تم إنشاؤها في هذا القطاع خلال هذه الفترة إلى إنشاء نحو 50 مطعماً سياحياً وأربعة فنادق وعشرة منتجعات، ويقدر إجمالي كلفة الاستثمار في القطاع السياحي في محافظات غزة بعشرات الملايين من الدولارات.

ويقول نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية سمير سكيك مدير أحد الفنادق بغزة، إن السياحة الداخلية نشطت في ظل غياب السياحة المعتمدة على الأفواج السياحية، وانخفاض نسبة الإشغال الفندقي نتيجة حالة عدم الاستقرار التي يعيشها قطاع غزة إثر الحصار المفروض عليه، معتبرا أن ذلك زاد الإقبال على الاستثمار في المنشآت المعتمدة على السياحة الداخلية.

وأشار سكيك في سياق أحاديث منفصلة أجرتها "الأيام" إلى أن أصحاب المطاعم والمنتجعات والفنادق فوجئوا خلال فترة أيام العيد بإقبال غير مسبوق على هذه المرافق السياحية، موضحا أن المطاعم والمنتجعات على مختلف مستوياتها اكتظت بالرواد، بشكل فاق مستوى الإقبال المرضي الذي شهدته هذه المرافق منذ مطلع الصيف الحالي.

واعتبر سكيك أن ما تشهده هذه المرافق السياحية من ارتياد متزايد لها من قبل شرائح المجتمع المختلفة دفع بالعديد من رجال الأعمال والمستثمرين المحليين إلى الاستثمار في هذا القطاع الواعد، حيث افتتح منذ العام 2009 حتى العام الحالي قرابة 50 مطعماً وأربعة فنادق وعشرة منتجعات سياحية، ما يؤكد جدوى الاستثمار في هذه المشاريع.

وأوضح أن هذه المرافق كافة حققت إيرادات مجزية بالاعتماد على المواطنين المحليين، بينما شهد القطاع الفندقي تراجعاً في معدل إشغال الغرف الفندقية، ولم يتجاوز في أفضل الأحوال نسبة 35% خلال الفترة نفسها.

وأكد أن تنامي نشاط السياحة الداخلية بشكل عام شكل عامل جذب واهتمام لدى العديد من الجهات والمؤسسات المانحة المهتمة بالقطاع السياحي، التي بادرت خلال السنوات الماضية إلى تطوير مستوى دعمها وتمويلها للأنشطة ذات العلاقة بتطوير قدرات القائمين والعاملين في هذا القطاع وتدريب الكوادر البشرية العاملة في الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية.

من جهته، قال د. معين رجب أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر إن نمو قطاع السياحة الداخلية يعد مؤشرا على توجهات المستهلك المحلي ورغبته في تمضية أوقات فراغه والترفيه عن النفس خلال فترة الإجازات وعقب انتهاء فترة العمل بارتياد هذه المرافق السياحية، التي باتت في ظل الحصار المفروض وصعوبة السفر إلى الخارج تشكل متنفساً وبديلاً عن السياحة الخارجية، كما تشكل حاجة ملحة للمواطنين للتخفيف من الضغوط المعيشية التي يعيشون تحت وطأتها.

وأضاف أن الأزمات التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة في ظل مشكلة انقطاع الكهرباء دفعت بنسبة كبيرة منهم إلى اللجوء إلى هذه المنتجعات لقضاء أوقات طويلة خاصة خلال في الليل الذي يشهد قطعا للتيار الكهربائي لمدة تتجاوز 8 ساعات يومياً.

وأشار رجب إلى أن اختلاف وتباين كلفة الخدمات التي تقدمها مرافق السياحة الداخلية بين مرفق سياحي وآخر جعل الأمر متاحاً أمام غالبية الشرائح الاجتماعية في القطاع، حيث تجد كل شريحة ما يتلاءم وقدراتها المالية.

ونوه إلى أن نمو الاستثمار في القطاع السياحي جاء بناءً على ثقافة المجتمع في قطاع غزة وميله الشديد نحو تلبية احتياجاته الترفيهية والترويح عن النفس، معتبرا أن من المفترض في الأصل أن تقام هذه المشاريع استناداً إلى نتائج دراسات الجدوى.

وبين رجب أن كافة ما ينفق على هذه المنتجعات السياحية يندرج ضمن إطار إنعاش وتطوير النشاط الاقتصادي، حيث تساهم السياحة الداخلية بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي، لافتاً إلى أن نمو الاستثمارات في السياحة الداخلية ساهم في تشغيل أعداد كبيرة من العمالة المتعطلة خاصة في أوساط الشباب وخريجي الجامعات.