خبر افراج عن أسرى.. واعتقال الوطن !!..عماد الافرنجي

الساعة 05:20 م|12 أغسطس 2013

لا خلاف على ان الافراج عن أي أسير  يمثل مكسبا للشعب الفلسطيني ، وهو حق أساسي له تكفله كافة القوانين الدولية التي – للأسف- لا يعير لها الكيان الاسرائيلي اهتماما بل يعتبر نفسه فوق القانون ويفرض منطق القوة على المجتمع الدولي .

تدرك اسرائيل ومن خلفها الادارة الامريكية ما تمثله قضية الأسرى لدى شعبنا ، وعندما اتخذت قرارها بالافراج عن عدد منهم قضوا 20 عاما أو أكثر في سجونها ولا يشكلون خطرا أمنيا عليه وعدم فتح ملف الأسرى طوال المفاوضات ، فهي تدغدغ عواطف الفلسطينيين وتفرج عمن تريده فقط ، ولاحظ عبارة لا يشكلون خطرا أمنيا عليها ، فاذا شعرت بأي خطر ستعيد اعتقال الأسير وربما اغتياله اذا لزم الأمر .

الأسرى الفلسطينيون أحد العناوين الرئيسة للقضية الفلسطينية ليسوا للمقايضة أو المساومة من أحد ، وهم الذين دفعوا  زهرة شبابهم من أجلنا وأجل وطنهم لن يقبلوا أن يكون الافراج عنهم مطية لتمرير تسوية سياسية تنتقص من الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني مهما حاول البعض ذر الرماد في العيون .

لا مجال للمقارنة بين الافراج عن أسرى بصفقات مشرفة رغم أنف الاحتلال ودباباته وطائراته ، وبين الافراج عن أسرى لتسويق تنازلات تخدم الاحتلال ومخططاته ، فاسرائيل لا تقدم شيئا للشعب الفلسطيني بدون ثمن .

إن وضع فريق " الحياة مفاوضات" الأسرى في معادلة سياسية بهذه الطريقة هو الامتهان بعينه لحقوق الأسرى الفلسطينيين ليتم مساومتهم على حريتهم في خضم عملية مفاوضات لم تحظ حتى بموافقة اللجنة التنفيذية للمنظمة !!.

القيادة المتنفذة للسلطة تحاول اللعب على الجانب العاطفي للجماهير الفلسطينية بالعزف على ملف الأسرى والافراج عن بعضهم – وهو حق لهم - ، إنني على يقين أن القرار لو كان بيد الأسرى لن يقبل أيا أن تكون حريته على حساب الوطن وهو الذي دخل الأسر من أجل فلسطين ، أو ضمن عملية الهاء الناس واشغال الشارع عن عملية تنازلات تفاوضية قد تكون الأخطر على القضية الفلسطينية ومستقبلها .

العجيب أن الافراج عن الأسرى بقي مرتهنا لشروط اسرائيل ونواياها !!، بحيث قسمته الى دفعات كل دفعة مرتبطة بتقدم عجلة المفاوضات ، والتقدم في العرف الاسرائيلي يعني الثبات الاسرائيلي على الموقف ، والتنازل الفلسطيني عن الحقوق في ظل موازين قوى مختلة لصالح الاحتلال .

فكيف نترك الأمر لنوايا نتنياهو وتعهداته الكاذبة بالافراج عن الأسرى على دفعات خلال 9 شهور مفاوضات ، وبأي منطق نقبل ذلك ونحن نعرف ألا وعود أو مواعيد مقدسة عند الاسرائيليين ، الأمر الذي يشكك في اتمام الدفعات الأخرى .

الدفعة الأولى من الأسرى المتوقعة تضم 26 أسير 15 من قطاع غزة و11 من الضفة المحتلة ليس من بينهم أحد من القدس أو فلسطين المحتلة عام 48 الذين نتمنى أن تشملهم الدفعات القادمة ، ولا يتلاعب الاحتلال بأعصاب ذويهم كعادته ، وينتمي 19 أسير لفتح  و3 للشعبية و2 لحماس و1 جهاد و1 ديمقراطية ، ويوجد من بين الأسرى 5 بقي لهم بضعة شهور على انتهاء مدة محكويتهم .

إن شعبنا الفلسطيني وقواه الحية وعائلات الأسرى أذكى وأوعى مما يتصوره البعض ان الافراج عن أسرى فلسطينيين يحظون باحترام شعبنا وتقديره يمكن ان يصيبهم بالعمى أو يشل تفكيرهم عن حقيقة ما يجري في دهاليز المفاوضات .

اسرائيل وغيرها يريدنا أن ننساق وراء فرحتنا بلقاء الأحبة وهي حق لنا فالافراج عن أسير واحد هو مكسب للجميع وأن ننسى ما يجري على طاولة التفاوض ، وهو ما يفرض علينا جميعا أن تكون عيوننا مفتوحة وعقولنا مدركة لكل الأحداث الجارية فلا يعقل أن يتم الافراج عن عدد من أحبتنا الأسرى مقابل أن يتم اعتقال الوطن ولكن هذه المرة بموافقتنا لأن مفاوضنا الفلسطيني لا خطوط حمراء لديه !!.