خبر الحساب علينا -معاريف

الساعة 10:00 ص|12 أغسطس 2013

 

بقلم: نداف ايال

        (المضمون: دمج المفاوضات المباشرة المكثفة مع الضغط المتعاظم حول البرنامج النووي الايراني سيحرك الخطاب الجماهيري نحو المياه العميقة والمعروفة للقرارات الحاسمة الاستراتيجية التي تواجهها اسرائيل منذ ربع قرن تقريبا - المصدر).

        البيانات عن البناء في يهودا والسامرة هي بالاجمال تحقيق لصفقة سياسية على ما يكفي من الانكشاف. هذه ضريبة كلامية يقدمها رئيس الوزراء لليمين بسبب استئناف المسيرة السياسية. لليمين، ولكن ليس لنفتالي بينيت، لا سمح الله. فنتنياهو ليس حقا معنيا بان ينقذه من غضب الناخبين؛ البناء هو المقابل الذي يعطى لوزراء الليكود الذين يشدون على أسنانهم حيال حزب آخذ بالتطرف. كما أن ادخال مستوطنات منعزلة الى خريطة مناطق الاولوية الوطنية هو جزء من هذا المهر. وبالطبع فان من يدفع وسيدفع لقاء كل هذه الصفقة هو الجمهور الاسرائيلي، الذي سيلقي بالمال الى اماكن قد تخلى. ولكن ما الجديد، في واقع الامر.

        إذن ها هو، يوجد جديد. جديد – قديم. التعقيب الاكثر اهمية أمس على البناء كان بيان التنديد من يئير لبيد الذي اشتكى – كمن بُل بالمطر؟ - من العصي في عجلات المفاوضات. وسبقت لبيد شيلي يحيموفيتش. بياناهما كانا الدليل المطلق على نهضة الاجندة السياسية لليسار، تلك التي حاول كلاهما، كل واحد بطريقته، ان يخفيها او يكبتها. فرئيسة العمل تتعلم وتستوعب الاخطاء بسرعة، وقد فهمت جيدا بعد الانتخابات بان هجر الخانة السياسية كان خطأ. خطأ لدرجة أن سكرتيرها العام حيليك بار، الرجل الذي شرح في الماضي بان لا حاجة لذكر كلمات "السلام" او "ارث رابين" في البرنامج السياسي، استضاف بفخر الاسبوع الماضي مجموعة من البرلمان الفلسطيني في الكنيست. لبيد، من جهته، أقر ميزانيته. وهو يهبط في الاستطلاعات في الوقت الذي يفيد نتنياهو من استئناف المسيرة السياسية، وتسيبي لفني تحظة بالنقاط على تطبيق وعدها في التصدر لاستئناف المفاوضات.

        الان يعود لبيد ليتوجه الى القاسم المشترك القديم لناخبيه: رغبتهم المعتدلة في تحقيق تسوية. وبالمناسبة، هذه ليست مجرد خطوة تكتيكية. فلبيد هو وسط صرف؛ في دولة اسرائيل المعنى هو دوما، ودوما كان، الاستعداد للتسوية السياسية مع الفلسطينيين والتي تتضمن حلولا وسط استثنائية وأليمة. ويطرح السؤال ماذا يقول عن ذلك نفتالي بينيت، ولكن لماذا لنا ننشغل بعلاقات الاخوة؟

        "السياسي" عاد الى الصورة. كان هذا متوقعا جدا، ولكن المسيرة ستتعاظم في السنة القريبة القادمة. فدمج المفاوضات المباشرة المكثفة مع الضغط المتعاظم حول البرنامج النووي الايراني سيحرك الخطاب الجماهيري نحو المياه العميقة والمعروفة للقرارات الحاسمة الاستراتيجية التي تواجهها اسرائيل منذ ربع قرن تقريبا. التسوية مع الفلسطينيين، واثمانه المحتملة – وعلى سبيل التمييز، امكانية الهجوم في ايران، النجاعة والثمن. هذا التداخل للموضوعين سيرافقنا على الاقل حتى ربيع 2014 عندما ستصل ايران (ظاهرا) الى الخط الاحمر الذي قرره نتنياهو و/أو تشغل مفاعل البلوتونيوم في اراك، وعندها ايضا ستنتهي (ظاهرا ايضا) المفاوضات مع الفلسطينيين. الكلمة الاساس، المسألة الاساس هي الربط، المحتمل بين الموضوعين.

        توجد شخصيتان تأتيان الى الخطاب الجماهيري المركزي وهما ضالعتان في حمل رسائل كهذه. بنيامين نتياهو وتسيبي لفني، التي بنت حملة على هذين الموضوعين حصريا. ولا يجدر بنا أن ننسى اليمين، البرلماني وغيره. فهو الخبير والكفؤ اكثر من الجميع في التصدي لـ "خطر" المفاوضات. هناك يعملون منذ الان على العطاء التالي للبناء في المناطق.