عودة لنقطة الصفر ..

تحليل ثلاثة أيام تُحدد مصير الحمدالله والسيناريو المتوقع للمصالحة !!

الساعة 02:49 م|11 أغسطس 2013

غزة - (خاص)

أيام قلائل تفصلنا عن الاتفاق الذي شهده الاجتماع الأخير بين فتح وحماس في القاهرة قبل ثلاثة أشهر والذي نص على تشكيل حكومة توافق وطني في الـ14 من الشهر الجاري وتحديد موعد لإجراء الانتخابات دون أن تشهد الساحة الفلسطينية أي مؤشرات أو دلائل تفيد بسير عجلة المصالحة نحو تحقيق الهدف المنشود والذي يتطلع إليها الشارع الفلسطيني.

فقد شهدت الفترة الأخيرة فجوة كبيرة بين فتح وحماس تمثلت في تراشقات إعلامية واتهامات حول مشاركة فتح في تشويه صورة حركة حماس في مصر، وما تلاها من حملات اعتقال طالت نشطاء من كلا التنظيمين.

ومن الجدير ذكره أن حركتا فتح وحماس خلال لقاء جمعهما في القاهرة في مايو الماضي، اتفقا على أن يتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية الجديدة وتحديد موعدًا للانتخابات، وفقا لسقف زمني أقصاه ثلاثة أشهر ينتهي في الـ14 من أغسطس.

محللان سياسيان أكدا أن الظروف التي تشهدها الساحة الفلسطينية غير مواتية لتنفيذ الاتفاق، معتبران أن السيناريو المتوقع خلال الأيام القادمة هو زيادة التوتر بين فتح وحماس.

وتوقع المحللان في تصاريح منفصلة لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يقوم الرئيس محمود عباس بإقالة الحمد الله وتعين حكومة جديدة بهدف لفت الأنظار عن المفاوضات التي تجريها السلطة مع الاحتلال.

تلهية المواطن عن المفاوضات

فقد اعتبر المحلل السياسي مصطفى الصواف أن الحديث عن تشكيل حكومة توافق وطني أو الإعلان عن موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني في ظل الأوضاع التي تمر بها الساحة الفلسطينية هو هروب الرئيس عباس عن تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة قبل ثلاثة أشهر والذي نص على تشكيل لجنة دائمة الانعقاد حتى تاريخ 14 آب منتصف هذا الشهر للتوافق على تشكيل حكومة التوافق الوطني.

وأكد المحلل الصواف في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن تشكيل لجنة دائمة الانعقاد لم تحدث فكيف سيتم تشكيل حكومة في هذه الأيام المتبقية، مشدداً على أن التوافق على تشكيل حكومة بحاجة إلى وقت كبير، متسائلاً أن قانون الانتخابات الخاص بالمجلس الوطني؟، وأين برنامج الانتخابات؟، وكيفية إجراء الانتخابات وأين المصالحة المجتمعية"؟".

وقال الصواف، :"إن حديث رئيس السلطة محمود عباس عن المصالحة وتشكيل الحكومة والانتخابات يهدف لتلهية المواطن الفلسطيني عما يجري من مفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي من تنازلات لصالح الكيان.

وعما إذا أعلن عباس عن تشكيل حكومة توافق، توقع الصواف أن يقوم عباس بإقالة الحمدالله لانتهاء مدته الثانية في حكومة تصريف الأعمال ليس لإعلان تشكيل حكومة وطنية بل لحاجته الماسة لتشكيل حكومة تتوافق مع القانون.

ويرى المحلل السياسي، أن السيناريو المتوقع بعد انتهاء المدة "14 آب" ستشهد الساحة الفلسطينية دوامة من تبادل الاتهامات ومحاولة لاستغلال الظروف القائمة، مشيراً إلى انه يتوقع أن يصدر عباس مرسوم لإجراء الانتخابات في الضفة الغربية واعتبار غزة كيان معادي لا يسمح بإجراء الانتخابات.

لا بوادر إيجابية

من جانبه رأى الكاتب الفلسطيني أشرف الهور، عدم وجود مقدمات أو مؤشرات بين فتح وحماس لتشكيل حكومة توافق وطني كما هو متفق عليه منذ ثلاثة أشهر في اجتماع المصالحة الذي عقد في القاهرة والذي نص على أن يتم تشكيل الحكومة الانتقالية في 14 الشهر الجاري أي بعد ثلاثة أيام.

وأوضح الهور في تصريح خاص "لفلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأجواء غير مناسبة بين فتح وحماس لتشكيل حكومة التوافق خاصة بعد ما شهدته الساحة الفلسطينية من اتهامات بين الطرفين ففتح تتهم حماس بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوفها منذ أيام وحماس تنشر وثائق تدين فتح في تشويه صورتها في الإعلام المصري، مرجحاً أن تستمر الاتهامات بهدف عرقلة اتفاق المصالحة.

وعن توقعه في تشكيل حكومة توافق بشكل مفاجئ من الرئيس عباس، قال :"لا يمكن للرئيس أن يعلن عن تشكيل حكومة توافق وطني دون التوافق مع حماس، فتشكيل الحكومة يحتاج إلى وقت، فعلى الرغم من بنك الأسماء المتوفر بين حماس وفتح إلا أن التوافق على أسماء الوزراء يحتاج إلى توافق بين الحركتين".

وفيما يتعلق برئيس حكومة تسير الأعمال رامي الحمدالله ، توقع بأن يعلن الرئيس عباس عن إقالة الحمدالله وتعين أخر أو إقالته وتكليف الوزراء بإدارة الحكومة على أن يتم الرجوع مباشرة إلى الرئيس لاتخاذ القرارات.

توقعات بتشكيل الحكومة

وكانت مصادر مطلعة قالت أن رئيس حكومة رام الله الدكتور رامي الحمدالله سيغادر منصبه قريباً بعد انتهاء مدة حكومته الانتقالية وفترة الثلاث شهور التي تم إقرارها لحكومته قبيل تشكيل حكومة الوفاق الوطني مع حركة حماس بحسب اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس في القاهرة.

وذكرت المصادر أن الرئيس عباس يميل إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني مع حركة حماس وانه في الاتصال الأخير "يوم عيد الفطر" مع خالد مشعل تطرّق إلى هذا الطرح مع رئيس المكتب السياسي لحماس وطالبه بتسريع وتيرة جلسات المصالحة لإتمام الاتفاق النهائي بين الحركتين قريباً.