خبر ابحثوا عن المصلحة.. معاريف

الساعة 09:10 ص|11 أغسطس 2013

بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: لغير قليل من الجهات في مصر، كانت مصلحة للادعاء بان اسرائيل نفذت الهجوم من أجل احراج الجيش المصري. ولسبب معاكس، كانت للجيش المصرية مصلحة لنشر بيان رسمي يوم السبت – يقول ان طائرة أباتشي مصرية هي التي هاجمت، وليست اسرائيل - المصدر).

المعضلة التي يمكن أن تقف امامها اسرائيل، في حالة ظهور خلية القاعدة التي توجه صواريخ نحو اسرائيل، هي معضلة قاسية: اذا لم تهاجم الخلية فاننا نعرض أنفسنا لاصابة مواطنين اسرائيليين. اذا هاجمناها فقد نحرج الجيش المصري، جراء المس بالسياسة المصرية.

ينبغي الافتراض بانه سبق أن كانت حالات في السنتين الاخيرتين هاجم فيها الجيش الاسرائيلي في اراضي سيناء، ولكن في كل حال، حتى لو كان الجيش الاسرائيلي هو الذي نفذ الهجوم يوم الجمعة بواسطة طائرة مسلحة بدون طيار (حسب المنشورات في وسائل الاعلام العربية وفي وكالة ايه.بي)، وحتى لو لم يكن ذلك، فلا يمكن قطع الاحداث في منطقة الحدود المصرية عما يجري في عمق سيناء. فلا يدور الحديث عن مؤشر أول للتوتر الهائل. وللتذكير: قبل نحو اسبوعين فقط انزل الجيش الاسرائيلي بطارية قبة حديدية لحماية ايلات، ويوم الخميس اغلق المطار في المدينة على مدى بضع ساعات خشية النار نحو المدينة. اللعبة في مصر كثيرة اللاعبين، ولكن في اساسها حملة واسعة، يديرها الجيش المصري في ارجاء شبه الجزيرة. وفي السنتين الاخيرتين تسود في سيناء الفوضى، ولكن عمليا، بقدر كبير من يسيطر على الارض هم 3000 نشيط من الاسلام المتطرف المتماثلين مع منظمة القاعدة وغيرها من منظمات الجهاد العالمي. وقد تحالف الجهاديون مع القبائل البدوية المختلفة واوقعوا الجيش المصري في حرج شديد في سلسلة من الهجمات الخطيرة.

اسرائيل، مصر والولايات المتحدة تنسق فيما بينها، في اطار اتفاقات السلام، في كل ما يتعلق بمحاولة الجيش المصري أن يستعيد الى نفسه السيطرة في شبه الجزيرة. الولايات المتحدة توفر العتاد التكنولوجي المتطور. اسرائيل سمحت في الاسبوعين الاخيرين للقاهرة بادخال كميات كبيرة نسبيا من الدبابات والمروحيات تتجاوز الـ 31 دبابة التي وافقت اسرائيل على ادخالها قبل نحو اربعة اشهر (اتفاق السلام يقضي بانه يمكن ادخال قوات مسلحة الى شبه الجزيرة، ولكن يجب عمل ذلك بالتنسيق مع اسرائيل).

ويأتي الدفع بالقوات وبالدبابات الى سيناء بممارسة الضغط على منظمات الارهاب. وبالتوازي، في اثناء الاسبوعين الاخيرين شدد الجيش المصري الخناق في القسم المصري من مدينة رفح، بهدف اغلاق اكبر عدد ممكن من الانفاق المؤدية الى الطرف الفلسطيني من المدينة. المصلحة هي مصرية تمام: منع عبور رجال الجهاد الذين يأتون من غزة لتعزيز القوات المقاتلة ضد الجيش المصري في سيناء (المصريون لم يأبهوا ابدا باغلاق الانفاق بذات النجاعة عندما كان الحديث يدور عن مصالح اسرائيلية).

كلما تعاظم الضغط الذي يمارسه الجيش المصري تعززت الاخطارات: عملية أو نار ضد هدف اسرائيلي تخدم رجال الجهاد العالمي – فهي تحرج اسرائيل ومصر في نفس الوقت. التوتر على طول الحدود المصرية لا يزال قائما ولا يهم من نفذ الهجوم على خلية القاعدة يوم الجمعة – يجب تشخيص المصالح. لغير قليل من الجهات في مصر، كانت مصلحة للادعاء بان اسرائيل نفذت الهجوم من أجل احراج الجيش المصري. ولسبب معاكس، كانت للجيش المصرية مصلحة لنشر بيان رسمي يوم السبت – يقول ان طائرة أباتشي مصرية هي التي هاجمت، وليست اسرائيل. في كل الاحوال، التوتر الشديد في الجنوب سيبقى على حاله على الاقل حتى نهاية الصيف.