خبر النساء في العالم العربي تحت الذراع في دمشق.. يديعوت

الساعة 09:06 ص|11 أغسطس 2013

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: شهادات عن فظائع يرتكبها شبيحة النظام السوري واجهزته بحق النساء في اثناء الحرب الاهلية الدائرة في سوريا - المصدر).

د. زهرة محمود، طبيبة نسائية في مستشفى كبير في دمشق فرت نجاة بروحها قبل سبعة اشهر. في مخيم اللاجئين في انطاكيا، تركيا، تعالج ضحايا الحرب الاهلية، ومثلما في سوريا، النساء وحدهن يتوجهن اليها.

بعضهن، يرين في "الدكتورة زهرة" طبيبة نفسية ستنجح في ترميم المصابات بالصدمة والمهانة. بعضهن، باعداد لم يعد ممكنا تجاهلها، يجلبن الى العيادة الميدانية الشحنة الثقيلة التي حملتها اجسادهن في فترة الاعتقالات في السجون في سوريا او في الزيارات الليلية لاجهزة الجيش وزعران النظام ممن اغتصبنهن بلا رحمة. ساعديني، يبكين امامها، ازيلي الحمل الذي فرض عليّ. طواقم طبية في مخيمات اللاجئين السورية تعلمت كيف تنفذ الاجهاض في الاسبوع الاخير من الحمل أو الولادة المبكرة. يخدرون، ويتخلصون.

حتى قبل ثلاث سنوات، عندما اندلعت المظاهرات ضد بشار الاسد، كانت المكانة الاجتماعية للنساء السوريات وحقوقهن احتلت مكانا غير بارز في قوائم منظمات حقوق الانسان. فمن جهة لم تلح مساواة حقيقية، ومن جهة اخرى لم تبرز مشاكل واجبة العناية الفورية.

النساء السوريات كن يقمن بمهام داخل العائلة، يعملن بالزراعة، بل ويحصلن على وظائف في القطاع الحكومي والخاص. وكانت بينهن محاميات، نساء اعمال صغيرة، طبيبات، صحفيات، نجمات في المسلسلات التلفزيونية الناجحة. ومع الحجاب وبدونه، بدون شرطة اداب في الشوارع، بدون انفاذ وحشي لقوانين الشريعة الاسلامية المتصلبة.

عائلة الرئيس بثت شخصيتين للاقتداء: أنيسة الاسد التي تختبىء وراء الأواني، ام بشار، التي أدارة مطبخا سياسيا خلف الكواليس. وابنتها، بشرى، التي استخفت جدا بحسابات القصر، وأدارت قصة غرام مع ضابط متزوج، فرت معه وتزوجته  رغم استياء اخوانها. واليوم، النموذجان، المتواضعة والمتمردة، تديران حياتهن في إمارة دبي. اسماء الاسد اخيرا يمكنها أن تأخذ لنفسها لقب السيدة الاولى، الاكثر كرها.

كلما مر الوقت في حرب البقاء العنيفة لبشار، تنكشف قصص الفظاعة عن التنكيل الذي يرشح عن النوافذ الاعلى. فلا ضمانات بعد اليوم لاي واحدة الا يعتدى عليها. من لم تنجح في الفرار، حياتها مكشوفة، في كل عمر، في كل الظروف، لاعتداء مفاجيء من جانب زعران النظام. هذا حصل في حمص، حلب، ادلب، وضواحي دمشق، وهذا يمكن ان يصل بمفاجأة تامة حتى الى الاحياء الفاخرة ايضا.

الشبيحة، زعران النظام يقتحمون في الليل الشقق السكنية. في افضل الاحوال يختطفون النساء الى محطات الاعتقال وفي اسوأ الاحوال يغتصبون النساء – البنات والامهات – قبل أن يلقوا بهن في غرف التحقيق. الاغتصاب والتنكيل الجنسي، كتبت د. زهرة في تقرير محذر لمنظمات الصحة وحقوق النساء، يتبينان كأسلحة قابلة للاستخدام بقدر لا يقل عن قذائف الدبابات وقنابل طائرات سلاح الجو.

ليس هناك – وأغلب الظن لن يكون ابدا – اعداء دقيقة للنساء اللواتي اغتصبن امام امهاتهن وابنائهن في الصالون العائلي او في حجر التحقيق. طالبتان شجاعتان من جامعة حمص نجحتا في الوصول الى اوروبا لتقديم شهادات تمزق القلوب عن فظائع النظام الذي يقف على رأسه طبيب العيون بشار الاسد.

ضحية ثالثة لسلسلة التنكيلات وضعت خطيا تجربتها وتجربة رفيقاتها في المعتقل. 25 سنة، أقسمت، كنت مواطنة فخورة ومخلصة للنظام، وصلت الى انجازات ونلت اوسمة التميز. في ليلة واحدة كل شيء تحطم. توقيع الرئيس الذي منحني الميدالية في احتفال فاخر كان على أمر الاعتقال الذي اقتادني بالقوة الى غرفة التحقيق. رايت في السجن عشرات النساء مثلي، ممن انهار عالمهن على ايدي الزعران المتوحشين. اجتزت منذئذ حاجز الخجل، وانضممت لحملة اخجال النظام وتجنيد أخواتي في المصير الرهيب من خلال توثيق الفظائع.