خبر حول استهداف الخلية الجهادية في سيناء.... مصطفى ابراهيم

الساعة 06:07 م|10 أغسطس 2013

إسرائيل كعادتها عندما تضرب في ارض غير ارضها كما حدث يوم الجمعة التاسع من اب/ اغسطس باستهداف الخلية الجهادية المكونة من اربعة مصريين في سيناء بقصفهم بصاروخ من طائرة استطلاع، تدعي انهم كانوا يخططوا لضرب اهداف اسرائيلية، في البداية تقوم بتسرب الخبر لمصادر صحافية غربية، وتترك المجال للمحللين الاسرائيليين للحديث بتفاصيل، وهم على يقين أن من قام بالتنفيذ هو الجيش الاسرائيلي، حيث يقوم هؤلاء بالتحليل بغرور وصلف وثقة مبالغ فيها من خلال معلومات دقيقة يمتلكونها نيابة عن الجيش وأجهزة الامن الاسرائيلية.


التلفزيون الاسرائيلي نقل خبر استهداف مجموعة مسلحة من الجهاد العالمي في سيناء عن وكالة معا كما الصحف الاسرائيلية، المراسل العسكري للتلفزيون الاسرائيلي القناة الاولى أمير بار شالوم قال: "انه لا تأكيدات من الجيش الاسرائيلي حول استهداف الجيش الاسرائيلي للمجموعة الجهادية في سيناء التي كانت تنوي اطلاق صواريخ على اسرائيل"، وأضاف "إنهم ينتظرون تأكيدات من الجيش الاسرائيلي حول استهداف المجموعة، لكن المراسل العسكري تحدث بثقة ويقين بطريقة تؤكد ان الجيش الاسرائيلي هو الذي نفذ عملية الاغتيال".


"كما اكد على ان كثير من التفاهمات بين الجيش الاسرائيلي و الجيش المصري حول التعاون العسكري والأمني في سيناء، وان معلومة اغلاق مطار ايلات جاءت بعد تنبيه الجيش المصري للإسرائيليين عن نية مجموعة مسلحة ستقصف مطار ايلات بصواريخ مطورة تحمل على الكتف، وبناء عليه تم اغلاق مطار ايلات مدة ساعتين، وأنهم تلقوا المعلومات من الجيش المصري".


تسلسل الاحداث بدأ مع اغلاق مطار إيلات مساء الاربعاء السابع من اب/ اغسطس لأسباب امنية كما ذكر الجيش الاسرائيلي، حيث ربطت مصادر أمنية إسرائيلية إغلاق مطار إيلات، لها علاقة بمعلومات مصرية حول نية مجموعة جهادية سلفية باستهداف اهداف اسرائيلية، ولها علاقة ايضا بالاعتقالات التي يقوم بها الجيش المصري والأجهزة الأمنية المصرية ضمن الحملة الأمنية والعسكرية المستمرة منذ فترة وحقق خلالها الجيش المصري إنجازات مهمة، كما ذكرت تلك المصادر حسب الإذاعة العبرية ان الجيش المصري اعتقل نحو ١٠٠ من أعضاء القاعدة وما تسميه إسرائيل الجهاد العالمي، وحسب زعم الإذاعة العبرية ان ثلث المعتقلين من غزة من دون ذكر تفاصيل أكثر.


كما تحدث بعض المحللين الاسرائيليين نقلا عن المصادر الأمنية الإسرائيلية بإسهاب عن العملية العسكرية للجيش المصري، و ان الجماعات الجهادية تمتلك صواريخ متطورة تحمل على الكتف تهدد إسرائيل والمناطق الاستراتيجية في إسرائيل لذا أغلقت اسرائيل مطار إيلات خوفا من استهدافه وحرف النظار عن ما يجري في سيناء و ردا على الاعتقالات في سيناء، وان مصدر تلك الصواريخ هي من ليبيا جزء منها يتوجه لسيناء والآخر لغزة، ومعظمها صواريخ متطورة.


وكتب المحلل الاسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرنوت يوم الأربعاء السابع من اب/ اغسطس متسائلا لماذا أغلق مطار إيلات؟ وأجاب بالقول "خط طيران الطائرات القادمة لإيلات في مرمى صواريخ تحمل على الكتف من سيناء، وهي من نفس نوع الصواريخ التي استخدمت في هجمات على إيلات، وهذا ما أدى لإغلاق مطار إيلات يوم أمس".


وكتب عن القصف الإسرائيلي في سيناء بالقول " القصف للأراضي المصرية يجلب المشاكل لكنه ضروري، و حسب مصادر صحافية غربية، للمرة الثانية منذ توقيع اتفاقيات كامب 1979 تقصف إسرائيل في الأراضي المصرية، الحديث يدور عن ضربة تشكل خطورة على العلاقات المشتركة مع مصر، لكنها عملية ضرورية و مقبوله عندما يدور الحديث عن فنبلة موقوته".


أما عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس فكتب عن القصف الإسرائيلي في سيناء، " ربما تكون العملية منسقة مع النظام السياسي الجديد في مصر، أو أن عملية إطلاق صواريخ من سيناء تعتبر تهديد أمني خطير يبرر تهديد العلاقة مع مصر".


هذا ما ذكرته المصادر الاسرائيلية في حين نفى المتحدث باسم الجيش المصري أي اختراق اسرائيلي للأجواء المصرية وقال ان ما حصل هو انفجار في سيناء ولا صحة لما ذكرته المصادر الاسرائيلية، ولم يجهد المتحدث نفسه لدحض الرواية الاسرائيلية وتقديم معلومات دقيقة تنفي الرواية الاسرائيلية، في ظل تأكيد مصادر مصرية عسكرية متطابقة مع وسائل اعلام غربية من ان اسرائيل هي من قامت بقصف مجموعة جهادية سلفية كانت تنوي قصف اسرائيل بصواريخ متطورة.


و في ظل الجدل والتكذيب المصري تبقى الحالة ضبابية وأياَ كانت صدق المعلومات الاسرائيلية من كذبها يبقى ما تناولته وسائل الاعلام الغربية والإسرائيلية خطير جدا، وله دلالات اخطر من خلال الصلف والوقاحة الاسرائيلية باستهداف الارض المصرية ومقتل اربع من المصريين وربط ما جرى بالتعاون والتنسيق الامني المصري الاسرائيلي، وربط ما جرى بالتخطيط لاستهداف مطار إيلات.


هذا مرتبط ايضا بسوابق اسرائيلية سابقة قامت بتنفيذ عمليات عسكرية في دول عربية كان اخرها استهداف العاصمة السورية دمشق، كما ان كل ما يتعلق بالحملة الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء نتابعها من مصادر إسرائيلية ولا تخلو من التأكيد عن حجم التعاون الامني والمعلوماتي بين الاجهزة المصرية والإسرائيلية وثناء الاخيرة على جهاز المخابرات المصري وقدرته على العمل بمهنية عالية ضد الجماعات الجهادية السلفية في سيناء كما لا تخلو المعلومات والتحليل من التحريض ضد غزة والعلاقة بين ما يجري في سيناء وربطها بوجود بعض العناصر من غزة في سيناء وهرب بعضهم إلى غزة.