تقرير أهالي يصطحبون الشموع في زيارات 'خاطفة'.. والعيدية 'لتر بنزين'!

الساعة 12:51 م|10 أغسطس 2013

غزة - خاص

إضاءة الشموع في نهار العيد.. ليس ضرباً من ضروب الرومانسية بقدر ما هو واقع مأسوي يعيشه قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أعوام رزح فيها تحت حصار إسرائيلي غاشم، والذي خيم بظلمه وظلامه على "فرحة أعيادنا ومناسباتنا".

بيوت الغزيين تحولت كنتيجة حتمية لـ"نقص البنزين"، وانقطاع التيار الكهربائي لـ"قبور"، حيث لا تهوية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ولا ضوء مع انقطاع التيار الكهربائي وشح المواد البترولية اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة.

وأكثر ما يعاني من تلك المعاناة الاستثنائية أهالي المخيمات في قطاع غزة خاصة مخيم جباليا، ومخيم الشاطئ، الذين هم بحاجة ماسة للكهرباء؛ حتى في فترة النهار؛ نظرة للعتمة التي تغزو منازلهم نتيجة تلاصقها ببعضها، وضيق مساحة البيت وافتقاده للتهوية والإضاءة اللازمة.

يشار إلى أن قطاع غزة يتعرض لأزمة نقص المحروقات منذ عام 2008 وازدادت حدة هذه الأزمة بعد تظاهرات 30 يونيو/حزيران المنصرم في جمهورية مصر العربية، وهدم الأنفاق الخاصة بتهريب الوقود إلى القطاع.

 

العيد.. زيارات خاطفة

أم علاء وفور أن دق جرس هاتفها، وأُخبرت أن أخوتها سينفذون زيارة "خاطفة"؛ نظراً لضيق منزلها وانقطاع التيار الكهربائي في شارعها، طلبت منهم أن يصطبحوا معهم "شموع لتنير المكان" من البقالة المجاورة، حيث أن أبنها الوحيد تعثرت أخباره بعد وقوفه لمدة ساعتين على إحدى محطات الوقود لملء جالون بنزين، املاً منه في إنقاذ فرحة العيد وأن يروي ظمأ المولد الكهربائي، ويشفي شوق أمه لإخوتها في هذا اليوم السعيد.

أم علاء (50 عاماً) أوضحت أن انقطاع التيار الكهربائي أثر بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية وأذهب ريح البهجة والفرحة من المواسم السعيدة، مشيرة أن الاحتلال يتعمد إنكاء جميع مكونات المجتمع الفلسطيني بما فيها العلاقات الاجتماعية.

ورغم أنها ليست سبباً في انقطاع التيار الكهربائي إلا أنها "تنصبب عرقاً" وذلك يرجع لامرين شدة الحرارة داخل منزلها"؛ ونظراً لحالة الخجل التي تسيطر عليها جراء الوضع المأسوي في البيت، حيث تقول "أشعر بالحرج عند انقطاع التيار الكهربائي في منزلنا، ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولد الكهربائي، كما أنني أشعر بالتوتر نتيجة قلة التهوية لعدم وجود كهرباء، خاصة أن أخي الكبير يعاني من ضيق بالتنفس ولا يستطيع احتمال تلك الحالة".

 

تمنيات أن تكون العيدية بنزين

أخوة  (أم علاء) كان الله بعونهم على قضاء ربع ساعة عند أختهم اعتبروها وكأنها "عام كامل"، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي وتسببه في تعطيل جميع وسائل الراحة (المروحة- الإضاءة)، وسرعان ما قال الأخ الأكبر مبتسماً في وجه أم علاء "طيب نستأذن أحنا.. كل عام وأنت بخير، والكهرب في دياركم عامرة".

(أم علاء) لأنها تتفهم هكذا مواقف ودبلوماسية مع ضيوفها لم "تصرْ" على مكوثهم طويلاً، فقالت "وانتم بالصحة والسلام،  ..، المختصر حتى فنجان "قهوة مع السلامة" لم يشرب بعد.

اخو (أم علاء) الأصغر "الشهم" بعد أن قدم لها عيدية "50 شيكل"، طلب منها أن ترسل أبنها إلى بيته للحصول على لتر بنزين مما تبقى في خزان مولده الكهربائي، فردت أم علاء "كتر الله خيرك يابو محمد وإن شاء الله ما نجيك في مكروه"، فرد باسماً "أم علاء أعنبريها عيدية للأولاد".

وتختتم أم علاء معاناتها بضحكة مغموسة بطعم الالم:"أتمنى أن تكون عيديتي من أهلي وأقربائي هذا الموسم جلها بنزين.. لأني بحاجة له أكثر من النقود، ..".