داعية يوضح العيدية عُرف لا تُخالف الشريعة

تقرير بين العيدية وصلة الأرحام حكاية مريرة!!

الساعة 10:08 ص|07 أغسطس 2013

غزة - (خاص)

"الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" ما أن يسمع الطفل التهليل والتكبير في مساجد قطاع غزة تصدح منذ بزوغ الفجر حتى ينعم بالراحة والسكينة والفرحة التي تغمر قلبه .. يستيقظ الطفل مبكراً في صبيحة العيد ويتجه إلى غرفة ملابسه ليرتدي ما اقتنته والدته من ملابس جميلة في أول أيام عيد الفطر السعيد ويغادر البيت مسروراً إلى أعمامه ويدق عليهم الباب ويقف في انتظار العيدية التي قد تسبب الإحراج الشديد لبعض المواطنين.
فعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة إلا أن العيدية لها طبع ومزاج خاص و تعتبر من الأساسيات المفروضة على المواطنين خلال أيام العيد ليهديها إلى الأطفال وخواته اللواتي ينتظرن العيدية بفارغ الصبر.

أصل العيدية

وما يزيد "الطين بلة" هذا العام هو أزمة الفكة النقدية التي تعصف بقطاع غزة مجدداً، ما أحدث استياءً واضحاً بين المواطنين ، فمنهم من لا يجد فكة الـ100 شيقل أو "شواقل" ليهديها للأطفال في أول أيام العيد ومنهم من لا يجد صنف الـ20 شيقل ليهديها لخواته ونساء إخوته.

والعيدية هي كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعني العطاء أو العطف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها الجامكية.

يعمل من اجل العيدية

المواطن أبو محمد من سكان مدينة غزة ينشغل عقله منذ أيام بكيفية توفير مبلغ 700 شيكل قبل حلول عيد الفطر، لكي يتمكن من تقديم العيدية على أرحامه حيث قال لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :"لا يمكن أن تتم فرحة العيد إلا بتقديم العيدية للأطفال الصغار وللأرحام".

وأضاف المواطن أبو محمد الذي يعمل في سوق عمر المختار كبائع ملابس، :"منذ العشرة الأواخر من رمضان وأنا أمارس عملي على مدار الساعة لتوفير مصروف بيتي ولتوفير العيدية التي قد تزيد عن الـ700 شيقل نتيجة تزايد أعداد العائلة بالإضافة إلى المدارس التي ستهل علينا بعد عيد الفطر مباشرة.

وتابع قوله :"البيع هذا العام متوسط بسبب الرواتب التي صرفت قبل العيد بأربعة أيام ما دفع الموظفين للنزول إلى الأسواق للشراء".

يقطع رحمه

بينما يقف المواطن أبو حمزة على حافة سوق عمر المختار حائراً قلقاً حيث قال لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :"لم أشعر بالقلق أكثر من الآن لقدوم عيد الفطر السعيد وما ينتج عنه من مصاريف كبيرة قد تزيد من الأعباء الاقتصادية التي نمر بها".

ولفت أبو حمزة إلى انه لن يذهب إلى أرحامه في أول أيام عيد الفطر كي لا يشعر بالإحراج الشديد لعدم قدرته على تقديم الهدية للأطفال ولرحمه، حيث قال :"أصب حاجة أن يطلب منك الصغير العيدية وتقف عاجزاً عن تلبية طلبه المنطقي".

وأشار إلى أنه يتهرب كثيراً من الأطفال عندما يراهم ويذهب بفكره إلى الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع.

العيدية عرف لا يخالف الشريعة

من جانبه أكد الشيخ الداعية سميح حجاج، أن العيدية هي مبلغ من المال يُعطي للصغار وللأرحام في العيد وهي عرف صحيح لا يخالف التشريع الإلهي ويأتي من باب البر والمروءة ويعزز العلاقات الأخوية ويثاب من يقدمه.

وقال الشيخ حجاج لفلسطين اليوم الإخبارية، :" العرف في الشرع نوعان الأول صحيح والأخر فاسد .. الصحيح هو ما يكتسب شرعية من القرآن والحديث والعلماء المجتهدون بشرط ألا يخالف الشرع والفاسد هو الذي يخالف ويتصادم مع الشرع".

وأضاف :"لا يوجد إشكالية في تقديم العيدية للأطفال ولكن المسألة والإشكالية تقف عندما يتم قطع الأرحام من أجل العيدية التي تعتبر من العرف وليس من السنن الواجبة أو المؤكدة"، ويقول الله تعالى :"إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" كما يقول :"لينفق ذو سعة من سعته" وهذا دليل من القرآن الكريم بأن العيدية لا تخالف الشرع ولكنها ليست واجبة :"للفقراء أو الأغنياء".

وعن الموظفين الذين يستدينون من أجل العيدية قال :"هناك نوعان من يستدين ويعلم أن مبلغ من المال قد يأتيه خلال أيام لا مانع من الاستدانة رغم أنه لا يُلزم، بينما الذي يستدين من أجل العيدية ولا يوجد له دخل فهذا لا يجوز فكيف سيرد الدًين".