خبر لا يصنعون سلاما هكذا- يديعوت

الساعة 08:29 ص|07 أغسطس 2013

لا يصنعون سلاما هكذا- يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

        (المضمون: إن استقرار رأي الحكومة الاسرائيلية على منح عدد من المستوطنات في داخل الاراضي الفلسطينية مكانة أولوية وطنية يرمي الى تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية التي ستنشأ في المستقبل - المصدر).

        تُكرر الحكومة ورئيسها اعلان تأييد حل الدولتين، وتم تجديد محادثات السلام المخصصة لاحراز تسوية على هذا النحو، في المدة الاخيرة. وقد استقر رأي الحكومة هذا الاسبوع على قائمة البلدات التي أُعلن أنها "مناطق أولوية وطنية"، وشملت فيها تسع مستوطنات في يهودا والسامرة تقع خارج الكتل الاستيطانية.

        إن أكثر المستوطنات التي أُعلنت تقع في قلب المنطقة: فالناظر في الخريطة يرى "خط" بلدات يمتد من الشمال الى الجنوب ويشق الضفة الغربية. ولما كانت البلدة التي يُعلم أنها منطقة "أولوية وطنية" تحظى بافضالات اقتصادية كبيرة توجه فيما توجه اليه الى تشجيع وصول سكان جدد، فلا مناص من استنتاج ان حكومة اسرائيل تريد سلسلة بلدات اسرائيلية كبيرة قدر المستطاع تشق الضفة الغربية على طولها كله تقريبا، أي ان قرار الحكومة يُشكك في رغبتها الصادقة في احراز تسوية سياسية.

أي صورة ستكون للدولة الفلسطينية (التي تريدها اسرائيل كما قلنا آنفا) والتي تمزقها سلسلة بلدات اسرائيلية؟ في أحد الاحاديث التي تمت مع كبار مسؤولي ادارة بوش في عهد اريئيل شارون إذ كان رئيسا للوزراء، نبهت مستشارة الامن القومي كونداليزا رايس الى ان الادارة الامريكية ترى أنه حتى لو كانت مساحة الدولة الفلسطينية التي ستنشأ كمساحة ملعب كرة قدم فمن الضروري ان تبدو الدولة الفلسطينية "مثل ملعب كرة قدم". أي كاملة ومتصلة بحيث يستطيع الفلسطينيون التنقل فيها من أقصاها الى أقصاها دون أن يُلاقوا اسرائيليين. وأكدت رايس قائلة: "لن نوافق أبدا على دولة فلسطينية تبدو مثل قطعة جبن سويسري".

تبدلت ادارة بوش في الحقيقة لكنني لا أعتقد أن الموقف الامريكي تغير. إن قرار الحكومة يرمي الى أن يُعمق ويوسع ويُكبر "الثقوب" الاسرائيلية "في قطعة الجبن" الفلسطينية، برغم أنها تعلم جيدا أنه لا احتمال لأن يوافق الفلسطينيون ألبتة على دولة تُقطع مساحتها بلدات اسرائيلية، ويؤيد العالم كله هذا الموقف. كيف سيدفع قرار تقوية البلدات التي تقع في قلب الارض قدما بتسوية سياسية تريدها اسرائيل كما تزعم؟.

ينبغي ايضا ألا نقبل أو نوافق على صورة تحلل حكومة اسرائيل من التزامات سياسية سابقة: ففي الاول من أيار 2003 أُحرز اتفاق بين رئيس الوزراء شارون وكبار مسؤولي الادارة الامريكية يتعلق بالمستوطنات كانت خلاصته ألا تتم مصادرة أو أخذ بطريقة اخرى اراض اخرى لأجل الاستيطان في يهودا والسامرة؛ وألا تُقام مستوطنات اخرى؛ وأن يتم التطوير والبناء في مستوطنات قائمة في داخل خط البناء القائم؛ وألا تُمنح حوافز حكومية لتشجيع الاستيطان في يهودا والسامرة.

        إن تسوير مستوطنات قليلة لتكون منطقة أولوية قومية هو إخلال سافر بالموافقة الاسرائيلية على عدم منح حوافز اقتصادية خاصة لمستوطنات في يهودا والسامرة. إن تنمية مستوطنات تقع في كتل الاستيطان الكبيرة يمكن ان تُفسر بالموقف السياسي الاسرائيلي الذي حظي باعتراف امريكي برسالة الرئيس بوش الى رئيس الوزراء شارون في نيسان 2004 والتي قالت ان هذه الكتل ستبقى في ضمن سيادة اسرائيل في كل تسوية سياسية مع الفلسطينيين. لكن إفضالات اقتصادية لمستوطنات قليلة متفرقة في عمق الاراضي الفلسطينية تُفشل امكانية التسوية السياسية وتجعل كلام حكومة اسرائيل عن السلام سخرية.

        إن تجاهل الحكومة الحالية لالتزامات أعطتها حكومات سابقة قد يفضي الى معاملة مشابهة لاسرائيل. وأي حكومة مثل الحكومة الحالية تعلم كيف تصرخ وبأعلى صوت في كل مرة يُخيل فيها أنهم لا يفون بالتزام ما أُعطي لاسرائيل.