تقرير القدس وأسرى 48 مقابل الجاسوس بولارد

الساعة 01:15 م|06 أغسطس 2013

وكالات

استغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إصرار وضغط وزير الخارجية الأميركي جون كيري تجاه استئناف عملية التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بأن تقدم إليه بطلب رسمي للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، في محاولة منه لاحتواء الرأي العام المحلي ومعسكر اليمين المناهض للتسوية مع الفلسطينيين وإطلاق الأسرى.

ويأتي ذلك إثر مصادقة الحكومة الصهيونية على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال منذ عام 1983 من ضمنهم 14 أسيرا من فلسطينيي 48 يحملون الجنسية الإسرائيلية، وسبعة أسرى من القدس.

رفض ومطالب

وتعليقا على طلب نتنياهو رفض سكرتير الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني "الرابطة" أيمن حاج يحيى أي محاولة من جانب "إسرائيل" للموازنة والمقارنة بين الأسرى الفلسطينيين وملف الجاسوس بولارد.

وحذر من مغبة الوقوع في هذا الفخ خاصة بعد أن ترددت أقاويل حول طلب "إسرائيل" من أميركا الإفراج عن بولارد مقابل صفقة الأسرى واستئناف المفاوضات.

وناشد حاج يحيى عبر المفاوض الفلسطيني الإصرار على أن يكون أسرى الداخل والقدس أول من يتم الإفراج عنهم لكي لا يبقوا ضحايا ورهائن لسياسات "تل أبيب"، خصوصا أن الداخل الفلسطيني ومن خلال تجاربه مع "إسرائيل" لم يعد يثق بتاتا بالحكومات الإسرائيلية ووعودها وتصريحاتها.

وطالب حاج يحيى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاستجابة إلى المطلب الملح لعائلات الأسرى وقيادات الحركة الأسيرة للاجتماع به للاطلاع على تفاصيل الصفقة بعيدا عن التصريحات الصادرة عن الجانب الفلسطيني، وفي ظل الضبابية التي تكتنف ملف الأسرى والتناقضات في المواقف والتصريحات الإسرائيلية.

استغلال المفاوضات

من جهته رجح الإعلامي الإسرائيلي يواف شطيرن أن تكون حكومة نتنياهو قد استغلت المفاوضات وتقدمت بطلب إلى الإدارة الأميركية لإطلاق سراح  بولارد.

وأوضح شطيرن للجزيرة نت أن كيري فهم مطلب المفاوض الفلسطيني وأيقن بالدور المهم والبالغ للحراك الشعبي المتواصل لعائلات أسرى 48 والحركة الأسيرة بالداخل، حيث أبدى مخاوف من تعثر إطلاق المفاوضات إذا استثني أسرى 48 والقدس من الصفقة، على أن يكون الإفراج عنهم بالدفعة الأخيرة ضمن حزمة شاملة لتسوية الصراع.

ويرى شطيرن أن الإدارة الأميركية تستعمل بولارد ورقة ضغط على "إسرائيل"، فالوزير كيري يعتقد أن الثمن الذي يجب أن تدفعه "إسرائيل" أكثر ويتجاوز قضية وملف الأسرى.

وأضاف أن الإدارة الأميركية تواصل استعمال الجاسوس بولارد ورقة للمساومة، ليكون إطلاق سراحه بتنازلات موجعة وبثمن عال تدفعه "إسرائيل" بالقدس والحدود والاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.

وأبدى النائب بالكنيست عن القائمة الموحدة الشيخ إبراهيم صرصور تخوف الداخل الفلسطيني من مراوغة الحكومة الإسرائيلية بملف أسرى 48 والقدس والتهرب من إدراجهم في الصفقة السياسية.

ودعا المفاوض الفلسطيني إلى عدم التفريط في الأسرى أو الارتهان للشروط والضغوط الإسرائيلية، محذرا من الرد الشعبي لفلسطينيي 48 إذا تواصلت المفاوضات مع استثناء أسرى 48 من الحرية والإبقاء عليهم في سجون "إسرائيل".

من جانبه، يرى النائب بالكنيست عن التجمع الوطني جمال زحالقة أن السلطة الفلسطينية تواجه مرحلة حرجة وامتحانا فاصلا.

وقال إن الانحياز إلى خيار المفاوضات مع التنازل عن أسرى 48 والقدس يعني التنازل عن كيان ووحدة الشعب الفلسطيني، حيث "نرفض تجزئة الشعب والتمييز بين ركائز الحركة الأسيرة والتفرقة بين الأسرى".

ولفت زحالقة إلى أن الداخل الفلسطيني وعائلات الأسرى والقيادات الوطنية والحركة الأسيرة لن تلتزم الصمت إذا استثنت أي مفاوضات أسرى 48 والقدس، معتبرا أن الأمر على هذا النحو "مرفوض ولا يمكن تحمله ولن يتم السكوت عليه فلا مجال للصبر والوعود الفضفاضة".

المصدر: الجزيرة نت