خبر الهوامش القاتمة للصحة -هآرتس

الساعة 09:08 ص|06 أغسطس 2013

بقلم: أسرة التحرير

        الحملة الشاملة للتطعيم ضد وباء شلل الاطفال دحر الى الهوامش مسألة الاسباب لاندلاع الوباء المتجدد الذي أعاد اسرائيل الى الخمسينيات.

        وبينما يتركز الخلاف الان حول نجاعة وخطر التطعيم لا ينبغي أن ننسى أنه حتى وقت قصير مضى وجه اصبع الاتهام العنصري الى البدو من سكان الجنوب. "جراثيم شلل الاطفال هي عملية تخريبية يقوم بها البدو والعرب الاسرائيليون ضد اليهود"، كما ورد في احد مواقع الانترنت. يبدو أن جهاز الصحة ايضا تناول في البداية مظاهر الوباء في المياه العادمة لمدينة راهط بصفتها "مشكلة متوطنة" ترتبط ظاهرا بعادات النظافة الشخصية المخلولة للسكان الذين على اي حال لا يهمون الجمهور. وفقط عندما اكتشفت بؤر اخرى، ولا سيما في أوساط السكان اليهود، هرع الجهاز الصحي.

        هذا ليس فكرا جديدا. فتجاهل وضع الموبئات ومستوى الخدمات الصحية في أوساط السكان البدو في النقب كان على مدى السنين ويبدو أنه اصبح سياسة. فتقرير مكتب الصحة في لواء الجنوب والوسط الوطني لرقابة الامراض في العام 2008 يفصل بشكل مفزع الفوارق بين معدلات الوفيات للمواليد في اوساط السكان اليهود وفي أوساط السكان البدو؛ بين القرى المعترف بها وبين القرى المشتتة. "توجد عدة عوامل تساهم في هذه النتائج"، يقول التقرير، "بينما تعليم الاهالي المتدني، الفقر وانعدام البنى التحتية الداعمة للصحة. هذه العوامل تتأثر بسياسة حكومية بعيدة المدى وبالمزايا الثقافية والاجتماعية للسكان".

        بعد ثلاثة سنوات من ذلك، في تقرير مركز بحوث الكنيست، تظهر مرة اخرى معطيات قاسية عن وضع خدمات الصحة ومستوى الموبئات في أوساط البدو، ومرة أخرى يظهر أن نحو 195 الف مواطن بدوي في النقب يعتبرون نوعا من ساكني محميات طبيعية لا يوجد اي الحاح للعناية بهم. المواثيق الدولية التي وقعت عليها اسرائيل وتقضي ضمن امور اخرى بحق كل المواطنين بالمستوى الصحي الاعلى الممكن، تجاوزت البدو.

        حملة التطعيم العاجلة لن تحل المشاكل الصحية للسكان البدو. في المكان الذي لا يوجد فيه توريد منتظم للمياه، خدمات جمع  القمامة او مجاري للمياه العادمة، لن تكون حصانة من الامراض. ان سياسة التجاهل، المقصودة او الاعتيادية، للسكان البدو يجب أن تتغير فورا، وذلك لان الساحة الخلفية المهملة هي نافذة العرض للدولة.