خبر 5 أسباب دفعت عباس للذهاب للمفاوضات مع إسرائيل دون وقف الاستيطان

الساعة 05:57 ص|06 أغسطس 2013

رام الله

علمت صحيفة ‘القدس العربي’ من مصدر فلسطيني رفيع المستوى الاثنين بأن هناك 5 أسباب دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بالعودة للمفاوضات مع "إسرائيل" دون التزام الأخيرة بحدود عام 1967 كمرجعية واساس لمحادثات السلام، ودون التزامها بوقف الاستيطان.

واكد المصدر بان ضعف الموقف العربي كان على رأس الاسباب التي دفعت عباس للقبول بالعودة للمفاوضات بناء على ورقة امريكية قدمها وزير الخارجية الامريكية جون كيري للجانب الفلسطيني تؤكد على ان المفاوضات ستجرى على أساس إقامة دولتين على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي على طرفي الحدود، إضافة للتعهد بالعمل على الحد من البناء الاستيطاني خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة، والتعهد بإطلاق سراح الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو الشهير والبالغ عددهم 104 اسرى على ان يتم اطلاق سراحهم على 4 دفعات بالتزامن مع تواصل جولات المفاوضات التي قد تستمر ما بين 6 ـ 9 اشهر على حد ما جاء في الورقة الأمريكية.

وأشار المصدر الى ان موقف وفد لجنة المتابعة العربية للسلام الذي التقى بوزير الخارجية الأمريكية جون كيري قبل حوالي اسبوعين في عمان ومن خلفهم الموقف العربي الرسمي كان ضعيفا ومتذبذبا، وكان له تأثير واضح على قرار عباس بالعودة للمفاوضات عندما رأى بان هناك ضعفا في الموقف العربي، وخاصة خلال الاجتماع الذي عقد مع كيري حيث ابدى الحضور العربي الذي شارك في ذلك الاجتماع الموافقة على استئناف المفاوضات مع القول ‘ان قرار استئناف المفاوضات يعود للفلسطينيين لوحدهم’، الامر الذي بدا وكأنه رمي عربي للكرة في الملعب الفلسطيني ليواجه لوحده الضغوط الامريكية والعربية الدافعة باتجاه استئناف المفاوضات رغم رفض اسرائيل وقف الاستيطان او الالتزام بحدود عام 1967 كأساس لهذه المفاوضات على حد قول المصدر.

وحسب المصدر فان الضعف العربي الذي كان واضحا خلال الاجتماع مع كيري والموافقة العربية على استئناف المفاوضات دون تحقيق المطالب الفلسطينية بشأن مرجعية عملية السلام ووقف الاستيطان يعتبر من الاسباب التي دفعت للقبول بالذهاب للمفاوضات.

واشار المصدر الى ان السبب الثاني الذي دفع عباس للقبول بالعودة للمفاوضات رغم المعارضة الشديدة لها من قبل اعضاء القيادة الفلسطينية هو اقتناعه بشكل مطلق بان اسرائيل لن توقف الاستيطان من اجل استئناف المفاوضات باعتبار ان الاستيطان ورقة ضغط على الفلسطينيين والمجتمع الدولي لن تتخلى اسرائيل عنها الا بالوصول لاتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، فكان لا بد من العودة للمفاوضات لوقف الزحف الاستيطاني على اراضي الدولة الفلسطينية المنتظرة.

أما السبب الثالث الذي دفع عباس بالتوجه للمفاوضات، هو عدم مقدرة الفلسطينيين على تحمل كلفة الاصطدام بواشنطن وحلفائها من خلال رفض استئناف المفاوضات ، خاصة وان الفلسطينيين ‘مكشوف ظهرهم’ من خلال ضعف الموقف العربي الرسمي الذي يُعبر عنه امام الامريكيين في الاجتماعات المغلقة على حد قول المصدر.

وقال المصدر ‘جلد الفلسطينيين لن يحتمل تكلفة الاصطدام بالولايات المتحدة الاميركية وحلفائها من الاوروبيين’ الامر الذي دفع عباس للموافقة على استئناف المفاوضات رغم قناعته المطلقة بانه ‘لن يحصل على اي شيء من حكومة نتنياهو سوى اطلاق سراح عشرات بل المئات من المعتقلين ليعودوا لاهلهم’.

اما السبب الرابع فتمثل بعدم تحمل الفلسطينيين كلفة قيام انتفاضة جديدة ضد الاحتلال الاسرائيلي اذا ما تم اغلاق باب المفاوضات، لذلك حرص عباس على ان يبقى باب المفاوضات مفتوحا برعاية امريكية ومساندة اوروبية ومطالب فلسطينية مقبولة دوليا.

ووفق المصدر فان الوضع الداخلي الفلسطيني وما يعانيه من انقسام ما بين الضفة الغربية وغزة واصرار حماس على الاستفراد بحكم القطاع كان السبب الخامس الذي ساهم في دفع عباس للقبول بالعودة للمفاوضات بوساطة امريكية ومساندة اوروبية للمطالب الفلسطينية على أمل ان يتم احراز تسوية سياسية تحافظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية المتمثلة باقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 مع تبادل للاراضي على طرفي الحدود وازالة معظم المستوطنات من ارضي الدولة المنتظرة كون الاستيطان غير شرعي، واطلاق سراح جميع الاسرى في سجون الاحتلال وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه وفق المبادرة العربية للسلام، ليقدم ذلك كأنجاز تاريخي يساهم في استعادة الوحدة الوطنية المفقودة منذ منتصف عام 2007.

وكان كيري اعلن قبل اكثر من اسبوعين بعمان، عن التوصل لاتفاق على أسس استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معبرا عن شكره لكل من ساهم في نجاح مساعيه، مثل الحكومة الأردنية وجامعة الدول العربية ممثلة في لجنة مبادرة السلام العربية، التي اجتمع معها خلال جولته الاخيرة بعمان، وساهمت في ‘تحقيق الفرق’ من خلال دعمها لمساعيه.

واثار قرار عباس القبول بالعودة للمفاوضات التي انطلقت الاسبوع الماضي بواشنطن موجة من الانتقادات الفلسطينية وخاصة من قبل اعضاء القيادة الفلسطينية، محذرين من خطورة استئناف محادثات السلام في ظل تواصل الاستطان الاسرائيلي.

ومن المقرر ان تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا موسعا اليوم الثلاثاء، استعدادا لجولة التفاوض الثانية مع إسرائيل برعاية أمريكية، وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن إن اجتماع القيادة الفلسطينية سيتناول تقييم ما دار فى الجولة الأولى من المفاوضات فى واشنطن الأسبوع الماضى، مشيرا الى أن الاجتماع الذى سيضم أعضاء اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير، وسيتناول الاستعدادات للقاء التفاوضى الثاني المقرر منتصف الشهر الجارى.