خبر انتبهوا الى غزة- يديعوت

الساعة 08:08 ص|05 أغسطس 2013

بقلم: اليكس فيشمان

في نهايات الاسبوع من شهر رمضان دخل الى اسرائيل بين 170 الى 200 الف فلسطيني من سكان الضفة. وقد أمضوا اوقاتهم في المجمعات التجارية، على شاطيء البحر، وزاروا الاصدقاء والاقارب. عشرات الاف السياح الفلسطينيين كانوا في اسرائيل ولم يعرف اذا كانوا اقتربوا منها. لا شكاوى، لا حوادث، لا عنف، مثلما في السنوات البعيدة ما قبل الانتفاضتين. وقد انتهجت الادارة المدنية وقيادة المنطقة الوسطى تسهيلات في المعابر بمناسبة العيد وتدفق الفلسطينيون بجموعهم. التجار في المجمع التجاري المالحة كانوا جاهزين لان يبقى رمضان الى الابد.

غير أن العيد يوشك على الانتهاء، ومعه ستختفي ايضا الصور الشاعرية في نهايات الاسبوع. تاريخيا، الاسبوع الاخير من رمضان – الذي يبدأ اليوم – هو بشكل عام اسبوع جد اشكالي في مجال صعود التوتر وعمليات الارهاب. فالحماسة الدينية تصل الى ذروتها، وفي فرقة المناطق رفعوا التأهب منذ الان.

الامريكيون هم ايضا، لاسباب اخرى، رفعوا مقياس التوتر في المنطقة حين أغلقوا سلسلة طويلة من السفارات في شمال افريقيا وفي الشرق الاوسط، بما في ذلك اسرائيل. موظف امريكي ما اتخذ قرارا هستيريا، جارفا، يحدد اسرائيل كدولة عاجزة في مجال مكافحة الارهاب، تماما مثل ليبيا، مصر وتونس. وكأن الجهاد العالمي يتجول عندنا في الشوارع.

يرفع الامريكيون التوتر في المنطقة بيد فظة فقط لانهم اكتووا باللظى. قبل سنة، قبيل 11 ايلول، جمعت وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية (NSA) معلومات عن عملية محتملة في السفارة الامريكية في ليبيا. معالجة اهمالية من جانب وزارة الخارجية لهذه المعلومات أدت الى موت امريكيين، بمن فيهم السفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنس، في هجوم لاحدى مجموعات الجهاد العالمي على السفارة الامريكية في بنغازي. وأخفت وزارة الخارجية الامريكية، كذبت، تورطت، والان تستخلص دروسا جارفة.

إذن يبحث الامريكيون الان في المعمورة عن خلية للجهاد العالمي. في القيادة الوسطى يبحثون في الضفة عن خلية مستقلة او منفذ وحيد يخططون لعملية اختطاف أو قتل. وفي القيادة الشمالية يستعدون لاحتمال أن تحاول منظمة متفرعة عن الجهاد العالمي تنفيذ عملية على الحدود الشمالية أو اطلاق نار صاروخية نحو اسرائيل. ولكن التركيز، النظرة الحقيقية، يجب ان يكون على غزة.

بينما احتفلوا في الضفة برمضان مثلما لم يحتفلوا به منذ سنين، في غزة كان هذا رمضانا أسود من السواد. الطعام لم ينقص، ولكن أمل قادة حماس وسكان غزة في الصعود على موجة انتصار الاخوان المسلمين في العالم العربي انطفأ دفعة واحدة. فغزة تعيش اليوم في حصار، وليس من جهة اسرائيل. فالجيش المصري يقمعها مثلما لم تتجرأ اسرائيل على فعله ابدا، بما في ذلك الاهانة والاذلال السياسيين.

وهكذا مثلا، عندما توجه رجال حماس في نهاية الشهر الى المصريين وطلبوا أن يفتح امامهم معبر رفح بسبب نقص في البضائع، اجابهم المصريون: انتم كذابونن الانفاق لا تزال تعمل والارهابيون من الجهاد العالمي يدخلون ويخرجون عبرها. وفضلا عن ذلك، اذا كانت لكم مشكلة فتوجهوا لنا من خلال ابو مازن.

من حيث حكام مصر الحاليين، حماس هو عدو. كما أن المصريين لا يسمحون للاموال الاجنبية، من تركيا مثلا، بالدخول الى غزة. زعيم حماس، خالد مشعل، النجم الصاعد في سماء السياسة الفلسطينية، اختفى وصمت.

حماس في مشاكل من الداخل ايضا. فسياستها كابحة الجماح للنار نحو اسرائيل تثير عليها الجهاد الاسلامي وفصائل متطرفة اكثر. وبالفعل، في الاسابيع الاخيرة توجد أحداث نارية اكثر، من غزة نحو اسرائيل، لا تنجح حماس في لجمها. وبالتوازي يوجد ارتفاع كبير في التوجيهات الصادرة عن نشطاء حماس في غزة، للنشطاء في الضفة لزيادة أعمال الارهاب. هذا لا يخرج الى الدرب، لان الجيش والمخابرات الاسرائيلية يجلسون له على الوريد. في النصف الاول من هذه السنة اعتقل في السنة 1.400 فلسطيني، 25 في المائة أكثر مقارنة بالفترة الموازية من العام الماضي. وبالفعل، فان كمية العمليات في الضفة في هذه الفترة انخفضت بـ 50 في المائة.

قادة حماس على مفترق طرق، يترددون كيف يخرجون من دائرة الاختناق. توجد امكانية معقولة اكثر أن يقرروا تحطيم الاواني امام اسرائيل كي يعودوا الى الصورة. استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والسلطة واعلان ابو مازن، المتوقع هذا الشهر، عن انتخابات برلمانية ورئاسية – تضيف فقط الزيت الى الشعلة.