خبر خمسة رؤساء وزراء وخطأ واحد- يديعوت

الساعة 08:06 ص|05 أغسطس 2013

بقلم: غيورا آيلاند

يصعب حتى على أكبر مؤيدي تجديد التفاوض مع الفلسطينيين ان يكونوا متفائلين بالنتيجة. والسبب الرئيس لذلك هو ان الاتفاق اذا أُحرز سيكون ذا طبيعة "لعبة حاصلها صفر" (كلما كان عندي أكثر صار عندك أقل وبالعكس). وفي هذه الحال سيبدو التنازل دائما أكبر من الربح، ومن هنا يأتي احجام الطرفين.

هل كان يجب ان نصل الى هذا الوضع؟ لا بالضرورة. حدث هذا لأن خمسة رؤساء وزراء في اسرائيل دون ان يفكروا في ذلك أرسلوا الى العالم رسالة متصلة تقول ان المشكلة الفلسطينية هي مشكلتنا (فقط) ونحن وحدنا نعلم كيف نحلها.

كان الاول مناحيم بيغن. حينما أنهى التوصل الى تفاهمات على اتفاق سلام اسرائيلي مصري، وسأله السادات ماذا سيكون الامر مع الفلسطينيين أجابه بيغن: سنمنحهم حكما ذاتيا في مناطق يهودا والسامرة وغزة، فيكونون راضين ونكون نحن راضين. وأدرك السادات ان الذين سيكونون راضين هم المصريين في الأساس ووافق.

بعد ذلك بوقت قصير أخذنا مصيرنا بأيدينا مرة اخرى وخرجنا وحدنا لحل المشكلة الفلسطينية في لبنان (حرب لبنان الاولى 1982). وبعد ذلك ببضع سنين في 1988 توصل الحسين ملك الاردن ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيرس الى تفاهمات على انشاء اتحاد فيدرالي بين الاردن وجزء من الضفة. وكانت الضفة الغربية ما زالت رسميا ارضا احتُلت من الاردن وسكانها رعايا اردنيين والعملة الرسمية هي الدينار الاردني. ورفض رئيس الوزراء آنذاك اسحق رابين بشدة. وفهم الحسين الرسالة وأفضى بالتدريج الى وضع نفض فيه الاردن يده من كل مسؤولية وقال: "تحدثوا مع منظمة التحرير الفلسطينية".

ومرت خمس سنوات اخرى واقتنع رئيس الوزراء اسحق رابين بأننا قادرون على التوصل الى اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية وأنه يمكن الى ذلك ان نفعله وحدنا. نحن وهم فقط ونُبلغ الامريكيين بآخر التطورات في نهاية المسار، وهكذا ولد اتفاق اوسلو.

وانقضت سبع سنوات اخرى، وفي سنة 2000 خلص رئيس الوزراء اهود باراك الى استنتاج ان كل المطلوب هو اقتراح سخي على عرفات نخرج منه مع اتفاق دائم، وهكذا بدأت الانتفاضة الثانية.

ومرت ثلاث سنوات اخرى وأجرى رئيس الوزراء اريئيل شارون محاسبة للنفس وقال: لم ننجح في مسار مضاد للفلسطينيين ولم ننجح في مسار مع الفلسطينيين، فتعالوا نأخذ مصيرنا بأيدينا و"نطلق" الفلسطينيين. وهكذا ولدت خطة الانفصال.

ومع كل الاختلاف في تصورات رؤساء الوزراء وقراراتهم كان يوجد شيء واحد مشترك بينهم جميعا وهو أنهم أوحوا الى العالم بأن اسرائيل تعرف كيف تحل وحدها القضية الفلسطينية. والعالم يتوقع ان نفعل ذلك حقا.

وهذه هي المشكلة بالضبط وهي ان اسرائيل والفلسطينيين لا يستطيعون حل الصراع وحدهم. أو بعبارة أكثر صراحة نقول انه لا يمكن حل الصراع في المنطقة بين الاردن والبحر. وقد أضعنا عبثا أوراق اللعب التي كانت لنا قبل اتفاق السلام مع مصر وقبل 1988 وقبل اتفاق السلام مع الاردن. وسيكون من الصعب جدا الآن أن نروي رواية جديدة. لكن مع افتراض ان محادثات السلام الحالية ايضا لن تفضي الى أي حل، سيكون من الصحيح بعد عشرين سنة ان نقنع الولايات المتحدة آخر الامر بأن تجري "تقديرا من جديد" حقيقيا وان تفحص ثانية عن الفرضين اللذين تمسكت بهما طول تلك السنوات، الاول هو ان الحل يجب ان يكون محدودا بين الاردن والبحر، والثاني ان الحل الوحيد للصراع هو "دولتان" في داخل المنطقة المذكورة.

حينما نتحرر من هذين الفرضين يتبين لنا أنه يوجد عدة امكانات يمكن أن تكون خيرا للاعبين الاربعة كلهم: مصر والاردن واسرائيل والفلسطينيين كتبادل الاراضي بين الدول مثلا. وستكون مصر والاردن بالمناسبة الرابحتين الكبريين..