خبر مصر: جهود دولية لحل سياسي

الساعة 05:31 ص|03 أغسطس 2013

وكالات

بدا أن تحركات دولية للدفع في اتجاه مخرج سياسي للأزمة في مصر دفعت السلطات إلى التهدئة لإتاحة الفرصة لوساطة، تزامناً مع وصول نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز إلى القاهرة مساء أمس للقاء مسؤولين اليوم. وكان لافتاً أن جماعة «الإخوان المسلمين» لم تستبعد لقاءه رغم انتقادات وجهتها إلى واشنطن.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن بلاده ودولاً أخرى تعمل بدأب لجمع الأطراف في مصر للبحث عن حل سلمي للأزمة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن كيري قوله، قبل اجتماع مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في لندن، ان «مصر تحتاج الى أن تعود إلى وضع طبيعي جديد واستعادة الاستقرار».

 وأضاف: «سنعمل بدأب جداً جداً مع آخرين، لجمع الأطراف (في مصر) للبحث عن حل سلمي ينمي الديموقراطية ويحترم حقوق الجميع».

وشكر الوزير الإماراتي نظيره الأميركي على الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة «في محاولة لتهدئة الوضع في مصر». وقال: «نريد أن نطمئن إلى أن الحكومة الموقتة ستنجح في قيادة مصر نحو مستقبل افضل... نريد أن نرى وضعاً طبيعياً في مصر لأن التسوية هي الطريق الوحيد نحو تقدم مصر».

وفي القاهرة، أكد نائب الرئيس للعلاقات الخارجية محمد البرادعي في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي «يدرك الحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي. لكن بالطبع عليه مسؤولية حماية البلاد بالمعنى الأمني. الجيش على الحافة». وقال: «لا أريد أن أرى المزيد من الدماء. لا أحد يريد ذلك. نبذل قصارى جهدنا. لذلك أؤيد حواراً ينبذ العنف في إطار صفقة لوقف كل هذه التظاهرات ثم البدء في بناء البلد». وأضاف أن «الإخوان في حاجة إلى أن يتعاونوا، لكنهم في حاجة بالطبع إلى أن يشعروا بالأمن. يحتاجون حصانة، وألا يشعروا بأنهم مستبعدون، وهي أمور نحن على استعداد لتوفيرها».

وأشار إلى أنه يتمنى إسقاط الاتهامات الموجهة إلى مرسي «إذا لم تكن جرائم خطيرة». وأوضح: «أريد أن أرى عفواً محتملاً في إطار صفقة كبيرة لأن مصير البلد أهم بكثير».

وتراجعت الشرطة أمس عن قرار فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلنت في موقف لافت أن «فكرة اقتحام الاعتصام بالقوة فكرة مرفوضة من قبل وزارة الداخلية».

في المقابل، استبق «الإخوان» زيارة بيرنز بتصعيد في الشارع عبر مسيرات خرجت من 33 مسجداً في القاهرة والجيزة إلى مقري الاعتصام، إضافة إلى تكرار حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وبدء اعتصام ثالث في حي الألف مسكن شرق القاهرة.

ورغم أن الجماعة شنت هجوماً على تصريح كيري أول من أمس والذي قال فيه أن الجيش المصري «لم يقم بانقلاب عسكري، ولكنه تحرك لاستعادة الديموقراطية»، ودعته إلى مراجعته محذرة من أنه «يضر بالموقف الأميركي»، إلا أن نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، عصام العريان لم يستبعد لقاء وفد من الجماعة مساعد الوزير الأميركي. وقال لـ «الحياة»: «سنحسم قرارانا خلال ساعات، لكن موقفنا هو لقاء الجميع».

وكشف مسؤول في السفارة الأميركية في القاهرة لـ «الحياة» أن بيرنز سيلتقي وزير الخارجية نبيل فهمي صباح اليوم، ثم يلتقي الرئيس الموقت عدلي منصور والبرادعي ورئيس الحكومة حازم الببلاوي والسيسي. لكنه لم يؤكد عقد لقاءات مع ممثلين عن «الإخوان».

ميدانياً، وقعت أمس اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار مرسي أمام مدينة الانتاج الإعلامي أصيب فيها العشرات، بعدما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين إسلاميين حاولوا اقتحام بوابات مدينة الانتاج ورشق الشرطة بالحجارة، حسب وزارة الداخلية.

ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار مرسي ومعارضيه في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية خلال فعاليات تظاهرات «مصر ضد الانقلاب» التي نظمتها جماعة «الإخوان» أمس، فيما بدأت قوات كبيرة من الشرطة في تطويق اعتصام «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر وسط تعزيز المعتصمين تحصيناتهم.

ونظم «الإخوان» أمس 33 مسيرة من مساجد في القاهرة والجيزة في اتجاه اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» رفعت صوراً لمرسي ولافتات أظهرت إصرار أنصاره على الاستمرار في الاعتصامات. وأغلقت قوات الجيش كل الطرق المؤدية إلى وزارة الدفاع في حي كوبري القبة و «دار الحرس الجمهوري» على طريق صلاح سالم. وكثفت قوات الجيش والشرطة من تواجدها عند أطراف ميدان التحرير أمس خشية هجوم «الإخوان» عليه خلال مسيراتهم. ولوحظ أن وزراة الداخلية دفعت بقوات كبيرة من الأمن المركزي قرب اعتصام رابعة العدوية.

وأعلن «تحالف دعم الشرعية» الذي يقوده «الإخوان» مساء أمس إطلاق مسيرات مسائية نحو منشآت عسكرية في القاهرة، وبدء اعتصام جديد في حي الألف مسكن قرب مطار القاهرة الدولي. وقال في بيان إن المسيرات هدفها منشآت عسكرية وأمنية في القاهرة بينها «دار الحرس الجمهوري» والقيادة المشتركة للقوات المسلحة والمقر الرئيس للأمن الوطني.

ودعا مرشد «الإخوان» محمد بديع في رسالته الأسبوعية التي تأخر توزيعها هذا الأسبوع الضباط والجنود إلى عدم إطاعة أوامر قادتهم إن جاءت بقتل المعتصمين والمتظاهرين. وشدد على أن «حركة الشعب المصري ستظل سلمية ولو استخدم الانقلابيون الأسلحة الثقيلة ضدهم، فسلميتنا أقوى من كل أسلحتهم».